http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

»حـُلها يا منْ وحلـْتيها         «

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

المساء = حسناء زوان

أبريل 22، 2015، العدد: 2663

وقع، قبل أيام قليلة فقط، شجار وسط الدار البيضاء. كنت في تلك اللحظة أبتاع بعض الأغراض من محل قريب من «البرانس» حين قالت سيدة لابنتها، محذرة إياها من امرأة منقبة بالقرب منها: «بعدي.. بعدي من هادي دابا تشرمل ليك وجهك». لم تستسغ المنقبة، طبعا،هذا الكلام ودخلت في ملاسنة مع المرأة الأخرى، بدأت بالاستنكار، وبعده كان السباب والكلام البذيء، «من المنقي خياره» كما يقال بالعامية المغربية، قبل أن ينقلب ذلك في لمح البصر إلى حرب نسوية حقيقية استخدم فيها «الشدان من الشعر» و»النتيف» وتمزيق الملابس. وكانت المنقبة ضحية هذه الحرب اللامتكافئة،إذ وجدت نفسها عارية من أي ملابس سوى ملابسها الداخلية بعد أن مزقت المرأة الأخرى وابنتها عباءتها وكل ما كانت تغطي به جسدها.
في هذه اللحظة، بدأت المنقبة تستغيث، فهرعت إليها أختها ووالدتها، اللتين
كانتا على بعد خطوات من المحل، واستعرت الحرب من جديد، فيما كانت الأصوات تتعالى مختلطة ببكاء بعض الأطفال.
كنت أراقب ما يحدث دون أن أستوعب شيئا. كنت عاجزة عن تفسير ما يقع وكأنني
أشاهد مسرحية عبثية. في لحظة امتلكت قليلا من الشجاعة واتجهت نحو المنقبة، وحاولت رفقة بعض النسوة ستر جسدها العاري. كانت المرأة شاحبة الوجه، وشعرها منفوشا، وعلى وجهها وعنقها ندوب؛ فيما كان البصاق يتطاير من فمها وهي تسب وتلعن، غير عابئة بصراخ أطفالها، الذين كانوا يبكون ويرددون: ماما.. ماما..
كان أطفالها مرعوبين ولكنتهم غير مغربية. وحين سمعتني أمها وأنا أطلب منها
أن تهدأ قليلا كي لا يرتعب أبناؤها أكثر، قالت لي إن ابنتها ليست مجرمة، ولم «تشرمل» أحدا، وإن ما ادعته تلك المرأة وابنتها مجرد بهتان. وأوضحت المرأة أن زوج ابنتها سعودي توفي قبل أيام فقط، ولذلك تلبس الأسود حدادا عليه، كما هي عادة نساء الخليج.
هذه تفاصيل حادث وقع أمامي، وكنت شاهدة عليه. وأنا أرويه هنا فقط لأبين
شيئا أساسيا: هذه البلادة التي صارت مستحكمة في عقول شريحة واسعة من المغاربة، الذين صاروا يصدقون أي شيء يسمعونه، حتى لو كان مستحيلا. تلك المرأة المنقبة مُزقت ثيابها واعتـُدي عليها أمام أطفالها الصغار،فقط لأن هناك من صدق إشاعة تقول إن منقبة في مدينة سلا«تشرمل» وجوه النساء، وإن تلك المنقبة انتقلت إلى الدار البيضاء لتكمل ما قامت به في سلا.
لا أعرف، بالتحديد، من كان وراء تلك الإشاعة وإشاعات أخرى عديدة، آخرها
خوارق «الشيخ» محمد الصمدي التي أشعلت الفايسبوك، قبل أن يتبين في النهاية أن كل ذلك مجرد ترهات.
لا أريد أن أربط هنا بين مثل هاته الإشاعات وما وقع مؤخرا من كوارث ضربت
المغرب كما فعل كثيرون ممن تساءلوا عن حقيقة هذا التزامن الغريب بين هاته الكوارث والإشاعات، وإن كنت أستغرب هذا الانسياق المغربي وراء الإشاعة وعدم المبالاة بقضايا أخرى مصيرية.
ربما تكون هناك جهات معينة تكرس ثقافة الإشاعة لأغراض خفية قد لا يدركها
المواطنون. لكن ما لا أفهمه هو هذا التصديق الأعمى لكل ما يقال ويشاع، وكأن المغاربة عطلوا ملكة التفكير والسؤال نهائيا.. قبل أيام قليلة فقط، نشر أصحاب صفحة «الشيخ» الصمدي بلاغا أوضحوا فيه المبررات التي دفعتهم إلى اختلاق كل تلك الكرامات والخوارق ونسبتها إلى شخص يعيش «بعيدا عن السياسة»، وكيف أنهم فوجئوا بحجم الإقبال على تلك الصفحة، رغم ما فيها من ترهات ودجل. ويضيف أصحاب البلاغ أن تلك الصفحة «وصلت إلى 12600 إعجاب في أقل من 24 ساعة». طبعا، هذا الرقم ما كانت لتحلم به صفحة جادة تهتم بأزمات التعليم والصحة والسكن وغيرها.
هذه الفجاجة في التفكير وانعدام الوعي تتحمل الدولة جزءا من تبعاتهما لأن
سياستها التعليمية كانت وراء إنتاج أجيال من «الضباع» مستقيلة من التفكير ولا تعرف شيئا اسمه المنطق أو التحليل، وهو ما كان حذر منه عالم الاجتماع الراحل محمد جسوس.
المثير للسخرية أن هاته «الضباع» التي أنتجتها الدولة صارت عبئا عليها؛
فرغم أنها تحاول توعيتها لا تجد من يستمع إليها،  وهذا ما حدث مؤخرا حين نفت إشاعةَ منقبة سلا فلم تجد من يصغي لها أو يصدقها.

المصدر: المساء = حسناء زوان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 19 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

282,292