http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

المساء = عبد الله الدامون

لهذا يجب أن تبقى سبتة ومليلية تحت الاحتلال..

مارس 31، 2015 العدد: 2644

لكي نفهم أكثر، وربما بشكل نهائي، السبب الذي يجعل سبتة مدينة محتلة، ومعها أيضا مليلية، نعود قليلا إلى التاريخ، التاريخ القريب وليس البعيد، ونتأمل بإمعان عبارة قالها رجل اسمه جوردي بوجول، وهو قومي متعصب ينادي باستقلال كتالونيا عن إسبانيا، والذي سُئل، قبل بضعة عقود، عن رأيه في سبتة ومليلية وما إن كانتا من حق إسبانيا أم من حق المغرب، فأجاب بحكمة رهيبة: الحسن الثاني يريد أن تكون أوربا قريبة جدا منه.
إنها عبارة تلخص كل شيء، وربما تفضح كل شيء، لأنها لخصت في بضع كلمات ما
يمكن للآخرين أن يشرحوه في مجلدات، وهذا هو الفارق بين السياسيين الحقيقيين من أصحاب الحكمة البالغة، وبين سياسيي «جُوج رْيال» من أصحاب الثرثرة المقرفة.
لكن، لماذا أراد الحسن الثاني أن تكون أوربا قريبة جدا منه، هل كان يحس
بالوحشة إلى هذا الحد؟ ربما؛ لكنه، على الأرجح، لم يكن يرى حكمة من وراء النضال من أجل استرجاع سبتة ومليلية، فبالأحرى خوض حرب مع إسبانيا من أجلها.
الملوك يقرؤون تاريخ بعضهم البعض، وربما قرأ الحسن الثاني تاريخ أسلافه
فوجد فيه عبرا كثيرة، ومن بين العبر الخالصة ذلك الحصار الذي ضربه السلطان المولى إسماعيل حول سبتة، وهو حصار دام ثلاثين عاما كاملة غير منقوصة؛ ومع مرور الزمن، تحول الحصار إلى اقتصاد ريع قائم الذات،وتحول المجاهدون الذين يحاصرون سبتة إلى مجرد عمال ثابتين يقبضون أجورهم كل أسبوع أو كل شهر؛ ومع مرور الوقت،شارك في الحصار الجد والابن والحفيد؛ وفي النهاية، انتهى الحصار وبقيت سبتة إسبانية وعاد المحاصرون للبحث عن مهنة أخرى.
بعد قرابة ستمائة عام على احتلال سبتة ومليلية، لايزال الوضع هو الوضع، ولايزال النفاق هو نفسه، ولانزال نسميهما مدينتين محتلتين
.
نعود إلى حكمة السياسي الكاتالوني جوردي بوجول ونتساءل عن السبب الذي دفع
الحسن الثاني إلى رؤية أوربا قريبة جدا منه. أكيد أننا سنستغرب هذه الرغبة لأن أوربا أصلا قريبة من المغرب ولا يفصلها عنه سوى 14 كيلومترا،هي كل مسافة مضيق جبل طارق. لكن رغم ذلك، يجب أن تكون أوربا أقرب إلينا من حبل الوريد، وهذا هو حال سبتة ومليلية.
ما الحكمة، إذن، من وراء ذلك؟ هناك، بالتأكيد، حكم كثيرة، وأبرزها ما حدث
قبل أيام، عندما انقلب مركب صيد مغربي غير بعيد عن شاطئ وادي لاو، القريب من مدينة تطوان، وأطلق البحارة نداءات استغاثة، وبالفعل حضرت وسائل الإنقاذ بسرعة، لكنها ليست وسائل إنقاذ مغربية، بل جاءت مباشرة من سبتة.. التي نسميها «محتلة» .
المركب الغارق فقد تسعة من بحارته ابتلعتهم المياه، لكن الإنقاذ الإسباني
انتشل جثث بعضهم من الماء، ثم حضرت بعد ذلك «الدولة المغربية» بدركها وبحريتها فأوقفت عمليات البحث عن جثث البحارة المفقودين بسبب سوء الأحوال الجوية، لكن الحقيقة المرة أنها أوقفت عمليات البحث بسبب سوء أحوال وسائل الإنقاذ المغربية.
وقبل بضعة أشهر، انقلب مركب صيد آخر قرب طنجة، وغرق ثلاثة بحارة ظلوا قبل
ذلك يرسلون رسائل استغاثة لوقت طويل؛ وعندما لم يأت أحد وجهوا استغاثاتهم نحو مراكب الإنقاذ الإسبانية، والتي حضرت حتى داخل المياه المغربية.
حادثة الغرق تلك كانت غريبة جدا، لأن أحد الغرقى ظهرت جثته في شواطئ وهران
بعد أسابيع على غرقه، فقام أحد السياسيين المافيوزيين بطنجة بتنظيم جنازته لأسباب انتخابية وحزبية. هذا هو المغرب الحقيقي والعميق، المواطن فيه مجرد صفر على الشمال.. وإنقاذه مجرد مضيعة للوقت، لكن عندما يموت فإنه يصلح لأشياء كثيرة، من بينها استعمال جثته لأهداف حزبية وانتخابية.
هكذا يبدو أنه من بين الفوائد الأساسية لكي تبقى سبتة محتلة هو أن تتكفل
بإنقاذ أرواح البحارة المغاربة؛ فالمغرب، الذي يتوفر على ثلاثة آلاف كيلومتر من البحار، يستغيث بحارته بسبتة لإنقاذهم من الغرق، بينما المغرب يعرف فقط جبي الضرائب واقتطاع بحار البلاد لفائدة الأساطيل الأجنبية وحرمان المغاربة من ثرواتهم الطبيعية.
هناك فوائد أخرى كثيرة لبقاء سبتة ومليلية تحت الاحتلال،فهما تتكفلان
بفقرائنا وبؤسائنا،وهناك مئات الآلاف من المغاربة الذين يقتاتون من تهريب السلع، وفي طول البلاد وعرضها عشرات الأسواق التي تعتاش من سلعهما، بينما المغرب يجمع إتاوات التهريب والرشاوى في النقاط الحدودية وفي حواجز الجمارك والدرك.
مثلما حصل مع حصار المولى إسماعيل لسبتة، الذي تحول إلى اقتصاد ريع وملأ
جيوب الكثيرين، ها هو احتلال سبتة ومليلية يوفر اقتصاد ريع رهيب ويملأ جيوب الكثيرين.
ما أروع أن تكون أوربا قريبة منك… قريبة جدا… إلى درجة القرف
.

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 29 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,988