<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
فلاش بريس = حسن البصري
قليل من الرياضة كثير من السياسة
عندما قرر المغرب استدعاء سفيره في نيجيريا للتشاور في قضية المكالمة الهاتفية المزعومة، قرر مسؤولو المغرب التطواني استغلال الفرصة لفهم ما يجري في شمال هذا البلد الغارق حتى الثمالة في وحل النزاعات الطائفية والعرقية.
سيكون سفير المغرب في أبوجا سعيدا بدعوة الخارجية المغربية، فهي ستمكنه من إجازة قصيرة يزور فيها المغرب ويستنشق فيها هواء غير ملوث بدخان الانفجارات التي تعرفها المدينة والمناطق الشمالية لنيجيريا. لكنه لا يملك جوابا حول ما ينتظر الفريق التطواني في رحلته العسيرة إلى العمق النيجيري لمواجهة كانو بيلارز، خاصة وأن خصم الفريق المغربي لازال يعاني من مضاعفات مداهمة مسلحة كادت أن تعفي المغاربة من مواجهة المدفعية النيجيرية.
ستجرى المباراة في ظرفية يسيطر فيها الفتور على علاقة المغرب بنيجيريا المتحالفة مع جبهة بوليساريو، وسيغيب السفير عن الأنظار كما تعود في كل منافسات كروية يكون المغرب طرفا فيها، فالطريق بين أبوجا وأقرب مدينة، معبد بالزفت المسلح.
في بداية هذا الأسبوع كثفت الخارجية المغربية اتصالاتها مع بريتوريا لانتزاع تأشيرات دخول بعثة الرجاء البيضاوي إلى جنوب أفريقيا لمواجهة نادي كايزر تشيفز، فقد ركب سفير هذا البلد في الرباط رأسه وأعلن عدم قدرته على توقيع خمسين جواز سفر في يوم واحد، فطالب بمنحه مهلة كافية لتوقيع تأشيرات قد تصيبه بشد عضلي لضعف التنافسية، تحركت الهواتف النقالة بين الرباط وبريتوريا وأفرج عن الفيزا والباسبور ثلاث ساعات قبل إقلاع الطائرة صوب دوربان.
وحين أطفأت الخارجية المغربية نيران الخلاف الرجاوي الجنوب أفريقي، تلقت تقريرا من الجزائر تعلن فيه الجامعة الملكية المغربية للدراجات عن قرار الانسحاب من طواف الجزائر للدراجات الهوائية، بسبب وجود فريق قيل إنه يمثل البوليساريو الذي لا يملك دراجة هوائية واحدة في المخيمات ولا يملك أيضا عضوية في الاتحاد الدولي لهذا النوع الرياضي.
تضامنت الدبلوماسية الإماراتية مع المغرب وأعلنت سحب فريقها من الطواف المسيس، وحين اشتكى المغاربة لرئيس الاتحاد الدولي للدراجات من إشراك كيان غير معترف به في تظاهرة دولية، طلب من الجزائريين منع دراجي الجبهة الانفصالية من المشاركة، فلجأ المنظمون إلى لعبة جديدة حيث غيروا بدلة البوليساريو بقمصان المنتخب الجزائري وتبين للعالم أن هذا الكيان مجرد صنيعة في يد الجزائر.
قاطعت فرنسا طواف الجزائر لأسباب أمنية، خاصة بعد مخلفات فاجعة شارلي إيبدو، وحضرت دول تعاني من حظر التجول ورغم ذلك تشارك في طوافات الدراجات على غرار سوريا، التي استغرب الجزائريون لوجودها في غمرة السباق وهي التي لا تملك هدنة لصلاة الجمعة فأحرى تداريب منتخب رياضي. انطلق السباق فاحتل «المنتخب الانفصالي» الصف الأخير، ولم يصل أول عداء إلى خط الوصول، إلا بعد أن شرع «التريتور» في إزالة الكراسي والمنصة، أما بقية المتسابقين فتوقفوا في منتصف الطريق وأعلنوا توبتهم من السباق، لم يجد رئيس اللجنة المنظمة بدا من الإعلان عن انسحاب البوليساريو من الطواف لأسباب «فنية».
لكن أغرب ما ميز المرحلة الأولى من الطواف السياسي هو تصريح ما سمي سهوا برئيس وفد المنتخب الصحراوي أحمد بزي، الذي وعد بمشاركة تاريخية وكشف عن دعم الجزائر ليس بالسلاح فقط بل بالدراجات أيضا، بل إنه تحدث عن معسكر مغلق لعناصر فريقه على نفقة النظام الجزائري، أحمد بزي هذا كائن يوظف من طرف البوليساريو في كل التجمعات وهو مدير تقني لكل المنتخبات والهيآت الشبابية ونال في أكثر من مناسبة وساما بدرجة «حياح».
أمام غزو السياسة للرياضة واحتلال جزء كبير منها، ألم يحن الوقت بعد لخلق مصلحة في وزارة الخارجية مهمتها التصدي للمناورات القادمة من ملاعب الكرة في القارة الإفريقية، وتعليم المسؤولين الرياضيين أبجديات الترويج السياسي عبر الرياضة، وتحويلهم إلى ديبلوماسية موازية ليس برباط عنق بل ببدلة رياضية؟
ساحة النقاش