http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--

فلاش بريس = صلاح الدين زربوح

بنكيران.. الصادق الأمين

هجومات بنكيران على خصومه دائما ما تتسم بالحدة والقوة معا، وهي اليوم كذلك عندما تستهدف شباط الذي يؤدي دور المزعج الكبير للحكومة، ولبنكيران على الخصوص. ويحاول بنكيران أن يجعل رده بنفس درجة الإزعاج بحيث يوقف خصمه عند حد معين، لكن على ما يبدو لا مجال لتوقيف شباط، فالرجل مصرّ وباقٍ بلسانه السليط والموجع رغم التهم الكبيرة التي يُوجهها له رئيس الحكومة، من موقعه الحكومي تارة، ومن موقعه الحزبي تارة أخرى، وأحيانا يجمعه بخصم آخر لا يقل عنه إزعاجا كإلياس العماري رمز البام الكبير، الذي لم يسلم هو الآخر من تهم بنكيران الكبيرة والخطيرة في آن.
وهذا ليس بالجديد على الرجل، ففي الماضي القريب عندما كان خصم بنكيران الأول أو الثاني أو الثالث - فخصومه كُثر-، صلاح الدين مزوار، نال حظه من التهم التي تجاوزت كل الحدود، ولأن معالي الوزير هو ابن الحركة الإسلامية، ورجل دعوة قبل أن يكون رجل دولة، فهو صادق في كل ما قاله، صادق مع نفسه ومع أتباعه، ومع خصومه على السواء، ولا مجال للتشكيك في ذلك، فإبان انتخابات 2011 كان مزوار رجلا غير مسؤول لا يصلح لقيادة حزب. إنه الفاسد الذي يهدد العملية الانتخابية ويضربها في نزاهتها، والذي استعمل أساليب رخيصة للانقضاض على حزبه والدخول به في صراعات هو في غنى عنها، بل حزب الأحرار بالنسبة له - في حينها - لا مبرر لوجوده فهو وُجد للقيام بدور معين، في مرحلة معينة زمن الحسن الثاني، وقد انتهى دوره.. عبارة قالها بنكيران في ندوة بالدار البيضاء قُبيل الانتخابات المذكورة.
وقبل معركته مع الأحرار وزعيمه مزوار، كانت معركة بنكيران الكبرى مع البام ومؤسسه عالي الهمة الذي أخذ حصته من التهم الكبيرة والخطيرة، وعلى رأسها التهمة الجاهزة والمألوفة: إفساد الحياة السياسية. رأي بنكيران في الخصمين تغير جذريا، الأول شريك في الحكومة، والثاني مستشار ملكي، والإشادة بالاثنين بدأت دون أن نسمع عن بنكيران أنه اعتذر عما بدر منه، ولا نتوقع ذلك، فبنكيران صادق وصدوق.. هي فقط حسابات السياسة التي لا دين لها، لذلك لا مجال لأخذ اتهامه لخصومه على محمل الجد، فهجومه الأخير على إلياس العماري الزعيم المفوه للبام يدخل في هذا السياق، سياق السياسة، عندما تتغير حسابات بنكيران السياسية، على الجميع أن يتوقع تحالفات جديدة يتغير فيها الخصوم وفق قيم سياسية لا صدق فيها ولا وضوح ولا ثبات..
والمسألة مقبولة جدا عند بنكيران وعند أتباعه الذين يدافعون عنه وعن اختياراته دون تردد، فالرجل اليوم رجل سياسة وليس رجل دعوة. زمن الدعوة إلى الله ولى، ومستلزمات الدعوة من صدق وأمانة وإخلاص ليست كمستلزمات السياسة من هجوم واتهام، ثم انقلاب وتراجع دون توضيح أو اعتذار، أعراض الناس لا حصن لها، هي لغة المصلحة فقط.
والمصلحة تقتضي الوقوف عند حدود الذات وأنانيتها، سواء كانت ذاتا فردية أو حزبية، أما حسابات الآخر واختياراته وفق مصالحه السياسية أو المادية، أو غيرها فلن تحميه من التخوين والتشكيك والحط من الكرامة، والمثال هنا جريدة «الأخبار» لصاحبها رشيد نيني، بالنسبة لأنصار بنكيران، ولبنكيران نفسه، نيني باع نفسه وقلمه لجهات تستهدف الحكومة، وهو بالتالي شخص بلا كرامة وبلا مبادئ، ففي السابق كان نزيها وذا مصداقية أما الآن فقد سقطت مصداقيته بتغير حساباته وفق مصالحه. عجيب.. عندما غير بنكيران مواقفه وفق تغير مصالحه فلا مجال لتخوينه أو التشكيك في نواياه، حتى وإن تحول خصومه المشكوك في أخلاقهم إلى حلفاء مأمون جانبهم، وعندما يغير سواه مواقفه وفق مصالحه الأمر يختلف.. وهنا السؤال: هل غير نيني مواقفه فعلا؟ أم أنه على حاله يتوجه بالنقد والفضح والمتابعة لكل مسؤول؟ كذلك كان شأنه مع المسؤولين زمن حكومة الفاسي وهو على عهده إلى اليوم يتابع قرارات الحكومة ومشاريعها وبرامجها؟ أين المشكل؟..
بالنسبة للمحبين لا شيء في بنكيران تغير، رجل الدعوة هو نفسه رجل السياسة والدولة، إنه الصادق الأمين، وغيره ما دام معنا فهو الصادق الناصر للحق، وإذا هاجم وشكك فهو الخائن اللعين، البائع لضميره..، ما الجديد الذي جاء به بنكيران وحزبه إذن؟ ما الإضافة التي حققها للعمل السياسي وللحياة السياسية في المغرب؟ غير تكريس لغة المصلحة والإقصاء وتخوين الخصوم.. وها نحن نستفيق على مزاجه الذي يفرض على أتباعه مجاراته، يأخذه الحماس في مهرجان خطابي/ حزبي إلى الحديث عن الموت في سبيل الله كما عبد الله باها، فيثير كلامه الحماسي ردودا يبررها أتباعه ويترصدها خصومه، ويظهر قيادي من بطانته بتهمة تكاد تكون صريحة لشباط كمسؤول مباشر عن «مقتل» باها.
لا أستطيع تصديق بنكيران في هجومه على خصومه لأن حساباته حتما ستتغير وبالتالي ستتغير مواقفه.
الحياة السياسية في المغرب تقتضي من الشفافية والوضوح ما يكفي لتطهيرها من المرتزقة والانتهازيين، وأرباب المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، وهذا ما وعد به بنكيران وأنصاره، لكن مع الأسف ها نحن نراه يعوم في نفس المياه العكرة ويصطاد فيها أيضا، والمبررات جاهزة، فرجاء لا تعِدوا المغاربة بما لا تقوون على الالتزام به.

 

المصدر: فلاش بريس = صلاح الدين زربوح
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 22 مارس 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,278