http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

فلاش بريس = محمد الأشهب

حوار سياسي بين المغرب والجزائر

 كلام رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان، حول الحاجة إلى حوار سياسي لإنهاء توتر إقليمي دام أكثر من أربعة عقود، له أهمية مضاعفة. أكان ذلك على مستوى صدوره من مدينة الداخلة المغربية التي أصبحت ملتقى حوار حضاري شامل بين إفريقيا وأوروبا والفضاء المغاربي، أو في نطاق تداعيات حالات انعدام الأمن والاستقرار التي تواجهها بلدان عدة، بغاية امتلاك الشروط الكفيلة بتجاوز الأزمات والنزاعات الإقليمية.
لا يقفز هذا الطرح الموضوعي الذي تعززه ضرورات ملحة سياسيا واقتصاديا
واستراتيجيا على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، باعتبارها الإطار القانوني والسياسي الذي يرعى صبغة الحل السياسي الذي أقره مجلس الأمس لإنهاء التوتر الجيوسياسي. بل يتكامل معها ويدعمها، خصوصا وأن القرارات ذات الصلة دعت الأطراف المعنية إلى التعاون في ما بينها ومع الأمم المتحدة لإحراز تقدم في التعاطي والملف. وليس هناك تعاون يقوم على غير الحوار السياسي المنفتح الذي يروم تجاوز المأزق الراهن. غير أن مضمون الحوار السياسي لا يكون إلا بين الدول التي في إمكانها أن توقع على الاتفاقات وتتخذ المواقف وتتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية. ما يفيد بأن صبغة الحوار السياسي تهم الطرفين الأساسيين، المغرب والجزائر، وليس أي طرف آخر. فقد دلت معطيات على أن وقف إطلاق النار مثلا لم يكن ليدخل حيز التنفيذ، لولا التزام الجزائر بمراقبة التحركات التي كانت تنطلق من الأراضي الواقعة تحت نفوذها. وفي سياق متصل فإن طلب مجلس الأمن إلى السلطات الجزائرية تسهيل إجراء إحصاء للسكان المقيمين في تيندوف يجعلها مسؤولة قانونيا وإنسانيا عن الأوضاع المأساوية الناجمة عن استمرار التوتر. ويترتب على ذلك بطريقة أوتوماتيكية أن من يكون طرفا في المشكل يكون كذلك على صعيد البحث عن حل.
أهمية الموقف السياسي الذي طرحه المسؤول الفرنسي أنه يتزامن والدعم الذي
أبدته حكومة باريس لخطة الحكم الذاتي، التي تعتبر أفضل صيغة وفاقية ممكنة لحفظ ماء الوجه، خصوصا بالنسبة للجزائر التي تستطيع أن تقول أنها حققت شيئا، وإن كان الأصل في الاقتراع المغربي البناء أنه يتجاوز الجوار المغربي مع الجزائر، نحو إقرار صيغة ديمقراطية ذات منحى اقتصادي وسياسي واجتماعي، يمكن أن تشكل أرضية حلول لمشاكل وتحديات المنطقة برمتها، والأقرب إلى ذلك أن الجزائر نفسها التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية، يمكن أن تستفيد من التجربة التي تروم تكريس لا مركزية متقدمة وتخفيف الأعباء عن الدولة، وتحقيق قدر أكبر من المشاركة الجماعية في القرارات السياسية والاقتصادية.
أقرب إيجابيات الحوار السياسي بين المغرب والجزائر، أنها قد تساعد في
إنهاء الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها الشريط الحدودي، في ضوء سريان القرار الانفرادي الذي اتخذته الجزائر من طرف واحد يرسم إغلاق الحدود. يضاف إلى ذلك أن التقارب والانفراج عند حدوثهما، يمكن أن يعجلا بمعاودة الانشغال بالخيار المغاربي المتعثر. فقد تأكد أن الانفراج بين الرباط والجزائر كان في مقدمة الأسباب التي أسهمت في إقرار المعاهدة التأسيسية للاتحاد المغاربي.
والحال أن الاتحاد توقف مساره وتعثرت هياكله، بمجرد تعرض العلاقات
المغربية ـ الجزائرية إلى التدهور والتأزم، نتيجة عدم التزام الجزائر بمضمون الميثاق التأسيسي للاتحاد الذي يحظر التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ويمنع إيواء أو دعم أي حركة معارضة لأي بلد مغاربي على أراضي دولة مغاربية، ولن يكون الحوار المغاربي ـ الأوروبي بدوره بعيدا عن الثمار الإيجابية لهكذا توجه، يقر القطيعة مع أسلوب المفارقات الأحادية، فضلا عن المكاسب المرجوة من مثل هذا الانفتاح على المستوى العربي والإفريقي.
دعوة دوفيليان أقرب إلى نداء العقل، وفي الوقت الذي أصيبت فيه
الديبلوماسية الجزائرية بانهيار عصبي، جراء احتضان الداخلة منتدى مونتانا العالمي، يأتي الجواب بليغا من أصوات العقل التي رأت في الحدث بداية حقيقية للعمل المطلوب، مغاربيا وإفريقيا وأوروبيا، بيد أن هذا العمل لا يمكن أن ينتظر إلى ما لا نهاية، فالقطار انطلق بسرعة المواكبة لعصر التحولات الكبرى، وسواء اختارت الجزائر الالتحاق بالركب أو البقاء في صف الانتظار، محتمية بالصراخ والعويل، فالتاريخ لا يعود إلى الوراء.
ثمة أحداث فارقة لا تتكرر كل يوم، ولعل تظاهرة الداخلة من هذا النوع الذي
يغير في مسار التاريخ، من دون أن يلغي الحواجز الجغرافية، إذ تلتقي إفريقيا وأوروبا والمنطقة المغاربية أمام أهداف موحدة، ولا عذر لأحد بالتخلف عن هذا المسار.

المصدر: فلاش بريس = محمد الأشهب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 24 مشاهدة
نشرت فى 20 مارس 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,322