<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
فلاش بريس = إكرام أّوشن
ثقافة «الاعتذار».. المعادلة الصعبة في الحياة الزوجية
لأربعاء 18 مارس 2015 18:06
في ثقافتنا، يبدو الاعتذار معيبا لدى البعض لأنه يمثل لديه حالة من الضعف والانكسار التي لا تليق بالرجل العربي ذي الأنفة والقوة والبطش. وإذا كانت للاعتذار قيمته الحضارية العالية، فإن قبوله من الطرف الآخر يمثل حالة لا تقل عن الأولى، بل تتفوق عليها لأنها تصدر ممن وقع عليه الضرر وتأذى منه. لا يعتذر إلا من كان متصالحا مع ذاته وثقته بنفسه عالية وتسيره منطلقات وأفكار راقية ومتسامية. ولذلك تجد أن من تنقصه هذه المبادئ والمثل العليا، حتى لو شعر في قرارة نفسه بحجم الخطأ الذي ارتكبه،
فإنه يلجأ إلى التبرير، والمكابرة، والهروب إلى الأمام، بما يكشف ضعف وهشاشة بنيته الثقافية والسلوكية. فما محل ثقافة الاعتذار بين الأزواج في البيوت؟
أزواج يرفضون الاعتذار لزوجاتهم!
في معترك الحياة وزحمة الاحتكاك اليومية بين البشر قد يخطئ البعض منا في حق الآخر بكلمة أو تصرف ما فلا يجد سوى الاعتذار الذي يعتبر السبيل الوحيد للتراضي،إلا أن البعض يصر على عدم الاعتذار حتى لو أفقده ذلك من يحب أو يصادق، والزوجات أكثر من يعاني من هذا الموقف السلبي من أزواجهن الذين يرفضون الاعتذار بسبب كبريائهم أو خوفا من أن يفقده اعتذاره لشخصيته القوية أمام الزوجة.
الاعتذار الصامت: الاعتذار فن جميل لا يعيه ولا يفهمه إلا من بادر به وخاصة في هذا الزمن، إلا أن هناك بعض الأزواج من يقلل من شأنه ويعتبره شيئا هامشيا، بل ويجهل أثره العالي لمجرد أنه يعتقد بأنه ضعف وانكسار أمام الزوجة بعكس المرأة التي تكون أكثر إقبالا على الاعتذار مباشرة بعد صدور الخطأ منها،لأنها تدرك بأن التأخر في الاعتذار سبب رئيسي في اتساع دائرة الخلاف بين الأزواج، فإذا كانت العلاقة الزوجية قائمه على المحبة والتفاهم والمودة ورغبة قوية في استمرار تلك العلاقة، فإنه لا فارق فيمن يبدأ بالاعتذار أومن يعترف بالخطأ.
فن الاعتذار الزوجي: الاعتذار مهارة من مهارات التواصل الاجتماعي وظاهرة صحية في الوقت نفسه، ولكن هناك الكثير من الأزواج تحديدا لا يفضلون الاعتذار للزوجة وربما للآخرين، وهذا من أكثر الأمور التي تفاقم المشاكل الزوجية. يعتقد الزوج بأن المشكلة ستنتهي بالصمت والتجاهل والمرأة في نهاية المطاف تحكم عقلها رغبة في الحفاظ على حياتهما الزوجية وتتغاضى عن اعتذاره لها مع أن هذا يسبب لها جرحا آخر، وهو بذلك ينسى أنها إنسانة حساسة للغاية وأن المشاكل المتراكمة تؤثر على العلاقة في المدى البعيد.
هناك طرق عدة للاعتذار منها ما هو مباشر وغير مباشر، فالاعتذار المباشر لا يقتصر فقط على كلمة آسف، وإنما هناك عبارات أخرى مثل سامحيني، وعموما هذه الكلمات ليست صعبة ولا تعني أن صاحبها قد قلل من قدره أو قدم تنازلا كبيرا وانتصارا للطرف الآخر. ومن أهم النصائح التي يجب تقديمها للزوجين، عدم العناد والإصرار على الرأي الوحيد، لأن بتقديم بعض التنازلات نجعل الأمور تسير بشكل أفضل، وإبعاد فكرة أن الاعتذار إهانة، بل إنه أقصر الطرق لإذابة جليد الخصام.
اعتذار الزوجة المستمر للزوج!
تنازل الزوجة في كثير من الأحيان رغم كثرة أخطاء الزوج والاعتذار منه قد يجعلها في حالة قلق وإزعاج بسبب تكرار المواقف، في حين عندما يخطئ لا يقوم هو بالاعتذار منها. قد تصيب حالات الاعتذارات الدائم من قبل الزوجة حالة من القلق لديها والتوتر بسبب محاولاتها المستميتة دائما لإرضاء زوجها، وعدم مراعاته لهذا الأمر و تكرار نفس المحاولات لإرضائه. ويعود تردد الزوج في المبادرة إلى إرضاء زوجته إلى العديد من العوامل من بينها تخوفه من الصد، حيث يشعر الرجل عند محاولاته إرضاء زوجته وعدم استجابتها بشكل سريع بأنه قد أهين؛ لذا يتجنب الزوج الاعتراف بالخطأ ومحاولة استعطافها لكي لا يشعر بضعف.
يخاف الزوج ويشعر بالقلق حيال محاولة مصالحة زوجته، فالمرأة لا تنسى أخطاء الرجل، فقد يترسخ في ذهن الزوج أن عدم اعتذاره لزوجته سيجعل خطأه لا يترسخ في ذهنها ويكون مجبرا في المرة المقبلة على الاعتذار.
إن أفكار الرجل العربي الذي تربى وترعرع عليها قد تجعله يستكثر دائما الاعتذار عن الخطأ، حيث إن مجتمعنا عادة ما يربي الرجل على ضرورة عدم تقديم الاعتذار للمرأة لكي لا تشعر بقوتها وتتعامل بنوع من التعالي، فيرى الرجل أن اعتذاره يعد انتقاصا من رجولته. ويخاف الزوج دائما من أن يكون اعتذاره لزوجته سببا في أن يصبح ذلك عادة إذا ما أخطأ، فالزوج لا يحب أن يعترف بالخطأ أو الاعتذار لأجله حتى وإن كان يعشق زوجته.
يجب أن تحاول الزوجة عند حدوث مشكلات بينها وزوجها وعدم اعتذاره تفهم واستيعاب تصرفه تبعا للبيئة التي تربى فيها ونشأ بها. إن الاعتراف بالحق فضيلة ويجب أن يدرك كل زوج مدى أهمية هذه المقولة، فإن الاعتراف بالخطأ لا ينقص أو يقلل من قيمة أي من الطرفين، إلا أنه قد يساعد على تلاشي أزمة يمكن أن تحدث بسبب عدم تفهم سبب الأزمة والتوضيح للطرف الآخر من خلال اعتذاره، أنه تم استيعاب حجم المشكل
كيف يعتذر الرجل من زوجته؟
✓ استعمل الزهور لتعتذر بدلا منك، فللوردة فعل السحر فى هذه المواقف.
✓ عندما تتركها غاضبة، لا ترجع إلى البيت من دون هدية قل لها أنك تذكرتها وقدمها لها .
✓ خذها في نزهة بين أحضان الطبيعة، فمثل هذه النزهات تجدد الروح والحياة وتبعد العصبية والروتين والملل.
✓ ادعها إلى العشاء في مكان ما واجتهد أن تجعل الجو بينكما هادئا حنونا بعيداً عن الانفعالات المشحونة بالعواطف السلبية.
✓ وإن كان لا بد من العتاب.. اترك المسألة لها وانصت إليها فقط .
✓ قد تكون فكرة دعوة أفراد أسرتها على غذاء أو عشاء خاص مناسبة لتحقيق هدفك. ساعدها في إعداد المائدة وعامل أهلها أحسن معاملة، خاصة والدتها.
✓ استعد معها مواقف طريفة مضحكة حدثت معكما أو مع أحدكما منفرداً.. فالضحك وسيلة مهمة للتواصل العاطفي الإيجابي ومناسبة للتجديد وصفاء النفس والروح.
✓ لا تقاطع شريكك أو تحاول الدفاع عن نفسك، وسواء كان السبب غلطة منك أم لا فهذا ليس موضوع البحث الآن. إن المهم هو الشعور بأن الطرف الآخر متألم وبحاجة إلى الاهتمام التام. قم بإعادة تفعيل مشاعر وأفكار شريكك وكذلك تجاربه كما تفهمها.
✓ عليك بالاستمرار في عملية الإنعاش حتى يزول الغضب والألم وتتحول الدموع إلى ابتسامات على وجه شريكك .
هل يستطيع الزوج الاعتذار لزوجته عن الخيانة؟
لا شك أن الجميع غير معصوم من الخطأ، كما أنه لا ينكر أحد أن الخيانة الزوجية عمل مشين، ولكن هل فكرت قبلاً أن تقوم بحل هذه المشكلة؟
إليك بعض طرق الاعتذار عن الخيانة الزوجية.
يجب عليك أن تحدد السبب الذي أدى بك إلى خيانتها، كما يجب أن تعثر على الحلقة المفقودة التي أدت بك إلى هذا الأمر، ومن هنا ستبدأ مرحلة معالجة أفضل لهذه المشكلة.
يجب أن تسأل نفسك «هل تحبها؟»، لاشك أنها أيضاً ستكون في قمة الغضب، ما سيجعلها تسألك بعض الأسئلة التي سيكون من الصعب جداً الإجابة عليها، ولكن دعنا نكون صادقين .. يجب ألا نخوض في التفاصيل الدرامية بخصوص أفعالك، لكنك يجب أن تجيب على الأسئلة بإجابات مناسبة، أما إن سكت وامتنعت عن الإجابة، فسيكون هناك عدم ثقة تهدد الزواج بالفشل.
لن تكون هناك قدرة - بكل سهولة - على إصلاح الأمر، لكن يجب أن تكون قادراً على التعبير عن حبك، كما يجب عليك أن تتقبل تعاملها معك مع افتقارها للثقة بك على مدى فترة طويلة من الزمن.
التحلي بالفهم قد يكون السبيل الوحيد لاستعادة العواطف والمشاعر القوية، فلقد قامت أفعالك بتمزيق تلك المشاعر وضربت بها عرض الحائط. لا ننكر أن هذا الأمر يمكن أن يستمر على مدى فترة طويلة من الزمن، لذلك يمكنك أن تخبرها لماذا قمت بخداعها؟ .. حاول أن تشرح لها أنه لا يوجد أعذار لما قمت به، كما يجب أن تشرح لها جوانب العلاقة الغير سعيدة بينكما، حتى يكون هناك رد فعل لحل تلك المشكلات.
بادر بحل الأزمة والاعتذار،فلا تنتظر أن تستمر زوجتك في رفضها الإجابة على الأسئلة، إضافة إلى إثبات أنك أخطأت بحقها، وأنك على استعداد لتحمل أي شيء حتى ترجع الأمور كعادتها في السابق، إضافة إلى عدم التفريط في حياتك معها، يجب أن تحرص على عدم التفريط في عمرك أو حياتك الزوجية مهما كان الثمن.
ساحة النقاش