<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
فلاش بريس = يونس جنوحي
«يوما ما».. ويامات الله
تعلمون بطبيعة الحال أن عدد أيام الأسبوع سبعة، وتعرفون أيضا أسماءها جميعا. و«يوما ما..» التي يتشدقون بها علينا، ليست من أيام الله.
لا يوجد يوم يحمل هذا الاسم، لذلك يلجأ إليه الفاشلون لتعليق معطف الفشل الثقيل كلما عجزت أكتافهم عن حمله، حتى يرتاحوا منه بعض الوقت. أما الذين يتوخون الدقة في كلامهم، يفكرون قليلا قبل تحديد المواعد وإطلاق الوعود، ويربطونها دائما بالتواريخ ما دامت المفكرات لا تفارق جيوبهم وحقائبهم. أما الذين يبثون الأمل في النفوس، فإنهم يستعلمون «قريبا» أو حتى «ربما»، لكنهم لا يقولون «يوما ما.. ».
الحكومة الحالية، وما أدراك ما الحكومة الحالية، تقول دائما كلما زادت على المغاربة في خبزهم وكهربائهم: «يوما ما سيعلم المغاربة أن ما قمنا به لمصلحة المغرب». المشكلة هي أن نموت جميعا قبل أن يأتي هذا الـ«يوما ما» الذي يعدنا به رئيس الحكومة وأعضاء حكومته.
سنكون شعبا مضحكا إذا عشنا في الهم والغم وغلاء المعيشة في سبيل أن ينعم أحفادنا، أو ربما أبناؤهم، بالرخاء. لست مستعدا في الحقيقة أن أكتوي بنار الأسعار حتى تضمن الحكومة مستقبل «مشاريع» بشرية، يمكن أن تقتلها حبوب منع الحمل بشربة ماء.. !
مشكلة الذين يتحدثون باسم هذا المستقبل، أنهم يخلطون جيدا بين التدبير وتعليق الأمل في قارعة الطريق.
بنكيران لا يأبه أبدا لشعبيته أو شعبية الحزب، ويقول دائما، بمناسبة أو بدون مناسبة حتى، إنه في منصبه لخدمة المغاربة، وكأننا مثلا نتهمه بأنه يخدم شعبا شقيقا. وكلما تعلق الأمر بزيادات في الأسعار، في مختلف مناحي الحياة اليومية لملايين الكادحين والبسطاء، تهرب الحكومة إلى الأمام، وتبرر كل شيء بأنها تعمل وفق بُعد استشرافي، ولا بد أن ذلك الـ«يوما ما».. سيكون رغيدا.
لا يمكن أبدا أن ننكر أن رئيس الحكومة تعلم أبجديات لعبه الجديد، فعندما كان مجرد «معارض» كان يقول إن حزبه سيكون صارما مع الفساد، ورفع تحديات كبيرة جدا، ووضع حدود معسكري الخير والشر، وبدا واثقا وهو يعدد الأمور التي سيقوم بإصلاحها، بل وحاضر مرات كثيرة في الحوارات التلفزية أمام الإعلام العمومي، في مادتي السياسة والتسيير، وبدا وكأنه كان رئيس حكومة سابقا، يعلم أين يوجد الفساد وأين يختبئ، وكيف سيتصدى لمشكل الريع، وكيف سيحل مشكل المقاصة وكيف أنه لن يضر أبدا بالقدرة الشرائية للناس..
عندما أصبح مجرد «رئيس حكومة» كما قال هو شخصيا عن نفسه، واعترف بأن الحديث عن البحر المتلاطم ليس مثل ركوبه! بات واضحا أن رئيس الحكومة كان «يدوخ» علينا فقط، ويمارس سياسة ثلاثية الأبعاد في لعبة سخيفة اسمها السباق إلى رئاسة الحكومة.
فجأة تحول كل شيء إلى كلام ضبابي، وقال بلسانه إن الشعبية لم تعد تهمه.
لا يوجد حزب سياسي وحيد في العالم، لا تهمه شعبيته، وليس هناك سياسي واحد مستعد للتضحية بشعبيته من أجل أن يأكل مغاربة «يوما ما» الخبز بثمن بخس، ويقتنوا قنينة الغاز بثمن رمزي..
أيها السياسيون أرجوكم.. سموا لنا ولو مرة واحدة يوما يوجد في اليوميات، وسبورات المدارس.. وقولوا لنا إننا سنقوم بشيء جميل من أجلكم يوم الأحد. قولوا لنا إن الاثنين العاشر من السنة المقبلة سيعرف نهاية شكل من أشكال العبث التي تخيم حولنا مثل الخفافيش.
لا بأس.. أوهمونا بأن الخميس الأخير سيعرف بتا في ملفات عالقة في الإدارات، أو قولوا لنا إن المواطنين لن يتعرضوا لشمس السبت في شهر غشت اللافح.
لا تقولوا لنا إننا سنصلي «الجمعة» كل جمعة، ودعوا عنكم أجيالا مقبلة، يحتاج أجدادها أسرّة للتزاوج أولا.
إذا قدر لي أن أموت قبل أن أرى إصلاحات رئيس الحكومة.. أرجوكم قولوا لجدي إنني أحبه. ستقولون لي إن جدك مات عندما أعلنت حكومة غابرة أنها تهتم بجيل سأكونه، وسأرد: إذن سأخبره بنفسي.
لا شيء تغير.. ف«يوما ما» ليس من أيام الله على كل حال.
ساحة النقاش