http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

فلاش بريس = يونس جنوحي

حديث الطرشان..

هل يكفي أن تملك لسانا لتصبح متحدثا أمام الملأ؟
السياسيون جميعا يملكون ألسنة طويلة طول الملل الذي يتسببون فيه للمواطنين
عندما يبدؤون الحديث. كثيرون يتحدثون دون أن يقولوا جملة مفيدة، يدخلون ويخرجون في الكلام ويلصقون أخطاءهم وكسلهم على «العامل البشري». ولو كان هذا العامل البشري رجلا لحمل هراوة غليضة وهوى بها على رؤوس جميع «المكرفطين» في هذا البلد.      
حتى ناطقنا الرسمي باسم الحكومة، ووزير اتصالها، «يتلف» عندما يخرج خطابه
عن البلاغ الموضوع أمامه، ويتلو كأي تلميذ مجتهد خطابات من تلك التي تكتب بعد وجبة العشاء في الليلة الأخيرة التي تسبق أي ظهور حكومي له في الصباح الموالي. وتصبح لغته كنصوص «التلاوة» التي تنتهي دائما بعبارة «ما أجمل الشلال».
وحده بنكيران، وهذه تحسب له، يستطيع أن يتحدث بطلاقة دون أن يحتاج إلى
ورقة، ويعرف كيف يسخر خطابا من عشرين دقيقة أو أكثر، ليجلد فيه خصومه ويغازل الفقراء والأرامل والأيتام وباعة «الكلينيكس» و«السيرورات» وجميع المنكوبين، ويتفنن في مخاطبتهم إلى أن أغرموا به، لكن مشكلة ارتجال رئيس الحكومة أنه يصبح متوحشا ويبدأ في رشق الكلام دون أن يفكر في عواقبه، وهكذا اتهم خصومه بأنهم تماسيح وعفاريت، وقال في رواية أخرى إنه «مجرد» رئيس حكومة، ليصب بذلك سطلا من الماء المثلج على رؤوس أنصاره الذين كانوا يظنون أن منصب رئيس الحكومة منصب اعتباري، قبل أن يأتي بنكيران و«يفرش» كل شيء.
ومن حماسة رئيس الحكومة أنه «زلق» أكثر من مرة «زلقات» خطيرة عندما لم يستعمل «الوسخ» لإعداد «الكلمات» التي يلقيها أمام أنصاره
.
السياسيون الآخرون، سواء كانوا في الحكومة أو في المعارضة، يبدؤون في
تأليف الكلام وإلصاق الجمل ببعضها، معتقدين أنهم سياسيون محنكون يستطيعون فعلا ارتجال الخطب وتوضيح رؤيتهم، هذا إذا كانت لديهم رؤية، وفي الأخير ينطقون جملا مبتورة من سياقها، ويمزجون بين الفصحى والدارجة.. لذلك فإن نسبة كبيرة من أرشيف مداخلات الوزراء في نشرات الأخبار، لسنوات طويلة لا تعدو أن تكون: «آآ.. وإننا.. آآ اللل..». إلى الحد الذي يمكن معه لأي مواطن سوي أن يؤمن في قرارة نفسه بأن الإعاقة الذهنية شرط أساسي لولوج عالم السياسة.
لا تعتقدوا أبدا أن السياسيين يخافون من الكاميرا، إنهم فقط متبوعون بلعنة
الخرس والتأتأة.. وحسب كبار المحللين للخطابات ونفسيات السياسيين، فإن ما يظهر على خطابات السياسيين المغاربة لا يعدو أن يكون انعداما للرؤية، وعجزا عن رؤية واضحة للمستقبل.
لدينا سياسيون لا يعرفون حتى برنامجهم اليومي مع عائلاتهم، وما إن كانوا
سيتناولون الغداء في بيوتهم أو مع الأصدقاء، وما إن كانوا سيسافرون مع الأسرة لرؤية «النسيبة»، أو حضور نشاط حزبي أو حتى حكومي. فكيف سيستطيعون معرفة البرنامج الحزبي؟
والمشكلة أن سياسيين يفضلون الارتجال وإعطاء المداخلات للصحفيين، رغم أن
لغتهم معطوبة ولا يستطيعون ترتيب الأفكار في أدمغتهم قبل إخراجها إلى الميكروفون. وبما أن الإسلاميين أصبحوا أيضا يعطون التصريحات المرتجلة، فقط أصبحت مداخلاتهم عبارة عن أذكار الصباح والمساء و«حصن المسلم». يطرح على الوزير سؤال عن التدابير الحكومية لمواجهة أزمة تقض مضاجع المغاربة، فيكون جوابه عبارة عن بسملة وحمدلة وحوقلة ولا إله إلا الله والله أكبر.
في مقر حلف الناتو ببلجيكا، يوجد دبلوماسي ألماني رفيع المستوى، قال مرة
إنه تعلم درسا خطيرا جعله يؤمن حقيقة بأن كلام السياسيين فارغ من أي مضمون. يقول إنه ألقى خطابا على حشد صغير من الناس، من بينهم سيدة لا تستطيع السمع، فاستعان لها المنظمون بسيدة لتترجم لها خطابه إلى لغة الصم والبكم. وعندما أنهى مداخلته، صدم لما كانت السيدة الصماء هي الوحيدة التي وقفت له احتراما وبدأت تصفق بجنون في القاعة وسط دهشة الحاضرين أنفسهم. عندما استفسر السيدة التي تولت الترجمة، أخبرته ضاحكة أنها عجزت عن ترجمة عبارة «سيتم القضاء على أمريكا»، واضطرت إلى استعمال أصبعها في حركة لا أخلاقية حتى توصل المعنى الحقيقي للجملة التي لم يستطع الدبلوماسي الألماني نطقها أمام حشد من الناس «المحترمين».
تخيلوا معي لو أن بنكيران استعان في خطاباته بمترجم للصم.. تخيلوا فقط
.

 

المصدر: فلاش بريس = يونس جنوحي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة
نشرت فى 29 يناير 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

279,957