http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

فلاش بريس = سعيد الباز

من أجل تجفيف منابع الرداءة

سارعت الدول الأوروبية إلى سنّ قوانين جديدة ترمي من خلالها إلى تجفيف منابع الإرهاب في بلادها. وقبل ذلك اتّخذت بعض البلدان العربية الإجراءات نفسها، وبدا الأمر بديهيا بالنسبة إلى هؤلاء السّاسة الذين ألفوا اتخاذ قرارات هي ردود أفعال أكثر من أن تكون قرارات ناجعة وحاسمة. المسألة أشبه برأس جبل الجليد العائم في المحيط، قد نرى بوضوح كامل رأس الجبل، ولا نرى بالتأكيد الجبل بعينه. إن المقاربة الأمنية أثبتت فشلها أو على الأقل قصورها، ومع ذلك تبنى البرلمان البلجيكي اثني عشر إجراء لمكافحة الإرهاب فوق التراب البلجيكي، وأعلن بعده رئيس الحكومة الفرنسي إيمانويل فالس عن تقديمه مشاريع قوانين إلى البرلمان الفرنسي تسير في الاتجاه نفسه، مما يعني أن أوروبا في معظمها ستوحد قوانينها في ما يتعلّق بالإرهاب، خصوصا البلدان المنتمية إلى الاتحاد الأوروبي الّتي ستكون ملزمة بتوحيد قوانينها ومساطيرها التنظيمية. هذه القوانين الجديدة ستعزّز الرقابة الأمنية على تنقل الأشخاص والأموال وتسخير الإنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي لأهداف إرهابية، كما أنها ستخوّل للأجهزة القضائية حق سحب الجنسية من المواطنين ذوي الجنسية المزدوجة، ومنع آخرين من السفر إلى جهات معينة يُعتقد أن لها علاقة بالإرهاب. وفي المجمل يبدو المشكل كما لو أنه تم اختصاره في المواطنين ذوي أصول عربية أو مسلمة. وهكذا ينساق الجميع من يسار ويمين معتدل ويمين متطرف إلى الاصطفاف خلف موقف واحد لا يختلف فيه ميشيل هولبيك وروايته المثيرة للجدل «استسلام» عن الصحفي والظاهرة الإعلامية إريك زمور صاحب كتاب «الانتحار الفرنسي»، الذي يدعو ودون مواربة إلى ترحيل العرب والمسلمين عن أرض فرنسا، رغم التصريحات المعلنة أحيانا من هنا وهناك عن عدم خلط ظاهرة الإرهاب بالمسلمين، فهي بالتأكيد لن تبدّد مخاوف الكثير من المقيمين العرب والمسلمين الآن في أوروبا.
إن النظرة الأوروبية الحولاء لموضوع الإرهاب فرضتها عليها تلك الرغبة في
تجاوز تاريخ مؤلم من الأحداث الدامية والخروقات اللاإنسانية التي مازالت تحكم علاقة بعض البلدان الأوروبية والكثير من البلدان العربية في الماضي خلال الحقبة الاستعمارية. مما يفسّر استبعاد أي مقاربة أخرى لموضوع الإرهاب فكرية أو ثقافية والاكتفاء بالمقاربة الأمنية حفظا لماء الوجه من ناحية، والهروب من الأسئلة القلقة التي هي عقد ذنب مستبطنة من ناحية أخرى. أما في بلداننا فنظرتنا هي الأخرى حولاء، ويبدو أننا قد أغلقنا الباب وفضلنا فتح النوافذ على مصراعيها لمجرى هواء فظيع، لم تعد الأسئلة الحقيقية عن حداثتنا المخطأة أو المعطوبة يأخذها أحد محمل الجدّ أو علاقتنا بتراثنا من جهة وأسئلة العصر من جهة أخرى، ومخاطر الإرهاب وانتشار الأفكار المتطرفة لدى الشباب، ولجوء فئات عريضة من مجتمعنا إلى حضن الهوية بحثا عن عزاء موهوم. وانخرط الجميع في زخم لغوي جارف يكاد يعني كلّ شيء ولاشيء في الآن نفسه، مثل كورال في جوقة موسيقية شعبية.
المهمّ أن يتماثل الجميع في نسخة واحدة وباهتة تفتقد فرادة اللمعان
والاختلاف، بخاصية مميّزة هي التكرار في الفكرة والمفهوم حدّ الإملال، فإذا كان للتكرار عند أهل البيداغوجيا والتعليم بعض الحسنات، فإنّه عند بعض الموسيقيين سيئات كثيرة لعل من أهمّها أنه يفضي رأسا إلى النشاز.. وهكذا يمطرنا الساسة صباح مساء بعبارات من هذا النوع الحكامة والمقاربة التشاركية... والصحفيون بعبارات مثل خطّة الطريق والأجندات السياسية، ورياضيو كرة القدم بـ«الديربي» و«الميركاتو»، والشعراء والمثقفون الجدد بقصيدة باذخة وماتعة، أو أن يحيوا بعضهم في مواقع التواصل الاجتماعي بتحايا، من قبيل «دام لحرفك البهاء»..
إن الرداءة المعمّمة تقتضي منا أن نبحث عن الوسائل الضرورية لتجفيف
منابعها، ومنابعها لن تكون سوى في مصادر ثلاثة: جامعاتنا ومدارسنا وإعلامنا ومؤسساتنا الثقافية لمواجهة هذا الوضع المتردي، كي تصبح كل واحدة رافعة حقيقية للفكر والثقافة الحرّة والبناءة التي تتطور إلى مشاريع ثقافية وسياسية وليست فقاقيع لغوية نثرثر ونتحاكى بها أو نتراشق ذات اليمين وذات الشمال، ولا ننسى أنّ الرداءة كما قال لابرويير في حكمه: «من علامات بلادة العقل هي الإسهاب دوما في الحكي».

 

المصدر: فلاش بريس = سعيد الباز
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 15 مشاهدة
نشرت فى 28 يناير 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,441