http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

فلاش بريس = سامي السلامي

التدخل التركي في سوريا.. معادلة الربح والخسارة

 كنا قد كتبنا في أكتوبر من السنة الماضية مقالا تحليليا في صحيفة رأي اليوم (الإلكترونية) اللندنية بعنوان «تركيا من تصفير المشاكل إلى العزلة الإقليمية»، وتناولنا فيه بالتحليل الدقيق والمعمق مجمل الانعكاسات الداخلية والجيوسياسية والاقتصادية على تركيا جراء تدخلها في الشأن الداخلي السوري، وقلنا بالحرف أن «الصراع الحالي الدائرة رحاه بسوريا سيكون له انعكاس خطير على الأمن الداخلي التركي على المدى المتوسط، حيث تخشى أنقرة من تصاعد مشكل الأقليات، فالعشرين مليونا من الطائفة العلوية بتركيا المتعاطفة مع نظام الأسد ستعمل لا محالة على الرفع من سقف مطالبها والنزول للشارع، كما أن الـ 15 مليونا من الأكراد بتركيا لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون دولة كردية تلوح في الأفق في شمال سوريا، ما يرجح فرضيتي التعبئة الشعبية عن طريق المظاهرات وكذا التصعيد العسكري من طرف حزب العمال الكردستاني للمطالبة بقيام دولة كردستان المستقلة في جنوب شرق تركيا. أما على المدى البعيد، فتركيا ليست بمنأى عن أثر الدومينو خصوصا وأن الجهاديين ألفوا أراضيها وهي التي لطالما سهلت مرورهم إلى داخل التراب السوري، وفي حالة تقهقرهم أمام نظام الأسد لن يجدوا ملجأ إلا الداخل التركي».
ويبدو لنا اليوم، أن الجانب التركي  بالغ في التقدير من حساباته للأزمة
السورية وارتكب خطأ استراتيجيا فادحا بالمراهنة على إسقاط النظام السوري وتسهيل عبور الجماعات الجهادية، دون دراسته للنقاط الهامة التالية:
ـ وضع المعارضة السورية المشتتة من الناحية السياسية والتي خسرت العديد من
النقاط على الميدان لصالح الجيش السوري، مع تضارب المصالح ما بين حلفاء المعارضة وتطاحنهم حول السيطرة على الائتلاف الوطني السوري، حيث تمكنت السعودية من الهيمنة عليه وإخراج الموالين لتركيا وقطر منه، وتقليص نفوذ الإخوان المسلمين فيه لمصلحة الليبراليين والأكراد.
ـ تصاعد قوة كل من داعش وجبهة النصرة على حساب الجيش الحر، وتبني الأولى
لأجندة «دولة الخلافة» بما يزاحم المخططات التركية في المنطقة.
ـ الأوضاع الدولية التي أوحت ببداية توازنات جديدة على الساحة الدولية،
ترجمها نأي إدارة أوباما بنفسها عن خوض حرب أخرى بمنطقة الشرق الأوسط خارج إطار الأحلاف والتي سيكون لها تكلفة سياسية واقتصادية قاسية على واشنطن بعد توصلها لاتفاق يحمي ماء وجهها بنزع السلاح الكيماوي السوري، كل هذا في ظل تأرجحها ببطء من كرسي الزعامة وتحول أولياتها صوب المحيط الهادي، مع بروز روسيا «بوتين» كوريث لدولة عظمى تبحث عن مكانة دولية انتزعت منها قسرا وأصبحت تستعيدها شيئا فشيئا بفضل تحالفاتها الذكية في إطار منظومتي شنغهاي وبريكس.
وبما أن السياسة الخارجية لأية دولة تتأثر سلبا أو إيجابا بالمواقف التي
تتخذها في قضية ما، فإن خروج أردوغان عن مسار السياسة الخارجية لبلاده الذي اتسم بتصفير المشاكل مع الجوار والمحيط، نحو التدخل في الشأن السوري، كان لابد له أن ينتج آثارا على تركيا.
ففي ظل العزلة الإقليمية التي وجد أردوغان نفسه فيها بفعل تضارب مصالحه مع
السعودية، الأردن، العراق، الكويت والإمارات في الأزمتين السورية والمصرية، والتي أفضت إلى فقدان تركيا لبعض الأسواق الاقتصادية وأهمها السوق المصري؛ انغمس أردوغان في مشكل داخلي عويص بعد فضيحة الفساد التي طالت وزارء من حكومته.
إلا أن كل هذه الجوانب لم تكن تؤرق بال أردوغان، بقدر ما كان يتخوف من
تحول العمق التركي إلى مسرح للعمليات الجهادية للجماعات الإسلامية التي ألفت أراضيه بفعل التسهيلات والمساعدات التي تلقتها من حكومته أثناء عبورها للقتال ضد النظام السوري، وكذا التصعيد من الأقليات الكردية والعلوية.
المخاوف التركية ترجمت على أرض الواقع الأسبوع الماضي بعد المظاهرات
الساخنة التي قادها الأكراد احتجاجا على رفض الحكومة تقديم دعم عسكري للمقاتلين في مدينة عين عرب السورية الكردية (كوباني) الذين يحاربون تنظيم الدولة الاسلامية.
السيد أردوغان وفي إطار الشد والجذب بينه وبين الولايات المتحدة ربط
مشاركة تركيا عسكريا على الأرض بإقامة مناطق عازلة وحظر جوي، وهي مسألة تحيلنا أساسا إلى خيار سياسي لإلهاء وإطفاء الداخل التركي مع قطع الطريق أمام طموحات حزب العمال الكردستاني، متناسيا أن واشنطن بقوتها وجبروتها نأت بنفسها عن التوغل الميداني مكتفية بالضربات الجوية، ما يجعلنا نقول أن تركيا ستدفع الثمن غاليا من أمنها واستقرارها في حال انصياعها للمطالب الأمريكية. الثابت أن أنقرة تدمر فرصتها في لعب دور الريادة الإقليمية في الشرق الأوسط بعزمها التدخل في سوريا، متناسية أن اللعبة اتسعت وأن الجانبين الروسي والإيراني لن يقفا مكتوفي الأيدي.
الشرق الأوسط على صفيح ساخن، والخاسر الأكبر هو الوطن العربي الذي أصبح
فأر تجارب بين القوى العظمى، أما إسرائيل فليس لها سوى أن تفرك أصابعها وترقص فرحا وهي ترى أنظمة عربية وإسلامية تقتل شعوبها وأخرى تمول أسلحة القتل؛ فلتعلن عن نفسها عروسا ولتضع أوراق اعتمادها كقوة إقليمية عظمى بالمنطقة.

 

المصدر: فلاش بريس = سامي السلامي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 32 مشاهدة
نشرت فى 27 يناير 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,405