http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

المساء = عبد الله الدامون

اختصاصنا تضييع الفرص (3) .. معركة أنوال

العدد :2582 - 18/01/2015

يقول مثل فارسي «في قلب الشتاء يولد الربيع»، وهذا ما حدث بالضبط للشتاء المغربي القاسي الذي بدأ رسميا سنة 1912 بعد توقيع المغرب اتفاقية الحماية مع فرنسا وإسبانيا، حيث إنه، بعد أقل من عشر سنوات على ذلك، كان بإمكان المغاربة أن يوقعوا هزيمة نكراء بالحماية ويتخلصوا منها بعد معركة «أنوال»، لكنهم ضيعوا، مرة أخرى، هذا الربيع الذي ولد في عز الشتاء.. كما ضيعوا قبله وبعده فرصا تاريخية كثيرة.
في تلك السنة، 1921، التي جرت
فيها معركة «أنوال»، كان المغاربة حديثي عهد بالاستعمار، رغم أن الاستعمار غير المباشر بدأ زمنا طويلا قبل ذلك مع حكايات المحميين والطابور الخامس، كما أن الخونة كانوا في بداية تسخين مقاعدهم، لذلك فإن معركة «أنوال» لم تكن لتفيدهم أبدا وهم الذين أدخلوا الاستعمار وكانوا يتمنون ألا يخرج أبدا.
معركة
«أنوال» كانت فاصلا في التاريخ، مثلما كانت لدينا معارك أخرى فاصلة؛ لكن المشكلة أنها تحولت من فاصلة في التاريخ إلى مجرد فاصلة في جملة، لأن ذكرى مرور معركة «أنوال» أو معركة «وادي المخازن» تمر عبر جملة يتيمة في التلفزيون أو في جرائد هنا وهناك، وينتهي كل شيء، ثم نعود إلى واقعنا المقطوع عن جذورنا وكأننا شعب لقيط بلا تاريخ ولا حضارة ولا إنجازات ولا بطولات.
كان بإمكان معركة «أنوال» أن تـُنهي الاستعمار مبكرا، ليس
الإسباني فقط، بل الفرنسي أيضا، والدليل هو أن فرنسا أحست بأنها مهزومة أيضا إلى جانب إسبانيا، فتحالفا، وتحالفت معهم حتى الولايات المتحدة وألمانيا، وتم قصف شمال المغرب بوابل من الأسلحة الكيماوية الفتاكة التي لايزال مفعولها الرهيب يفتك بالناس حتى اليوم.
قبل معركة «أنوال»، كان
لا بد للمجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي من أن يوحد القبائل المتنافرة، حتى جمع حوله جيشا من المقاتلين الأشداء من منطقتي الريف وجبالة، وتم تأسيس نظام يشبه نظام دولة قائمة الذات، لأن لا أحد ينتصر بالعشوائية، وكانت النتيجة أن معركة «أنوال» يتم تدريسها حتى الآن في أرقى المعاهد العسكرية، ولايزال الإسبان يطلقون عليها اسم «كارثة أنوال»، لكن المشكلة أنها لم تكن كارثة للإسبان المنهزمين فقط، بل كارثة للمنتصرين أيضا.
في تلك المعركة
الحاسمة ضيعنا فرصا كثيرة، فرصا ممكنة وأخرى صعبة وأخرى شبه مستحيلة، لكنها كانت فرصا يجب استغلالها، غير أن ذلك لم يحدث بالمرة.
يصف المؤرخون
نتائج تلك المعركة بكونها واحدة من الانتصارات الساحقة والمطلقة التي حققها مقاومون مسلحون بطريقة بدائية على جيش نظامي مدجج بمختلف أنواع الأسلحة، إلى درجة أن إسبانيا فقدت خيرة جنرالاتها وجنودها، وبدت المعركة وكأنها نسخة ثانية من معركة «وادي المخازن» التي غير فيها المغرب وجه العالم، لكنها بدت، أيضا، نسخة مكررة من أخطاء ما بعد معركة «وادي المخازن».
بعد
الانتصار الحاسم في معركة «أنوال» كان من الممكن جدا أن يزحف المقاتلون المغاربة نحو مدينة مليلية، التي كانت محتلة منذ سنة 1497 من طرف إسبانيا، ولم تتكرر فرصة في التاريخ لتحرير مليلية مثل تلك التي تلت معركة «أنوال»، لكن المنتصرين كان لهم رأي آخر. ويقول مؤرخون إن بن عبد الكريم تخوف من أن يعمد مقاتلوه إلى سلب ونهب المدينة والانتقام من المدنيين، وهو رأي يبدو أكثر من خاطئ، وخطأ هذا القرار سيتبين بعد ثلاث سنوات فقط على ذلك الانتصار.. الكارثة.
الإسبان الذين عادوا إلى مليلية بعد الهزيمة
وتحصنوا بها، تحالفوا مع فرنسا، المستعمر الأول للمغرب، ومع الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا مع ألمانيا التي كانت تصنع غاز الخردل بشكل مكثف، وحولوا حياة سكان شمال المغرب إلى جحيم حقيقي، وسقط عشرات الآلاف من السكان صرعى من جراء أسلحة كيماوية فتاكة كأنها لعنة من السماء، واستمر القصف لسنوات من الحدود الشرقية للريف حتى حدود طنجة، التي لم ينقذها من الأسلحة الكيماوية سوى وضعها الدولي.
بعد أربع سنوات من الانتصار الباهر
في «أنوال»، استسلم المنتصرون بعد أن صاروا على حافة الإبادة، وتم نفي بن عبد الكريم الخطابي، وتحول الانتصار الباهر إلى نكسة كبيرة، وتحالف مغاربة خونة مع المستعمرين ضد مقاتلي شمال المغرب بحجة أنهم ينوون إنشاء جمهورية في الشمال، واستمرت تلك اللعنة طويلا في الزمان والمكان، وعانت المنطقة من مجاعة رهيبة سنوات الثلاثينيات والأربعينيات، لأن الأرض ماتت بسبب الغازات وهاجر السكان نحو كل بقاع الأرض، واليوم أزيدُ من ستين في المائة من مرضى السرطان في المغرب ينتمون إلى شمال البلاد، لأن الأرض لاتزال موبوءة بآثار تلك الأسلحة الفتاكة. وفي زمن ما يسمى الاستقلال، عانت المنطقة من تهميش رسمي فظيع، لم تبدأ في التخلص منه إلا بعد وفاة الحسن الثاني.
«أنوال» انتصار باهر في معركة مجيدة
..
يا لهُ من انتصار.. ويا لهُ من مجد
!!

المصدر: المساء = عبد الله الدامون
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 22 يناير 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,220