http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

فلاش بريس = عبد السلام بنعيسي

الرسالة المشفرة لبنكيران حول وفاة باها

أدلى عبد الإله بنكيران بتصريح لافت لوسائل الإعلام عن رفيق دربه المتوفى حديثا السيد عبد الله باها، وورد في التصريح أن: «سي عبد الله بها ماكانش ناجح في كلشي، سي عبد الله باها ما كانش مثلا تيضبط إيقاع يديه، راه كان كوشي، يعني ملادروا.. حتى لا ننسج حوله الأساطير، ما خصناش ننسج لا حوله الأساطير، ولا حول صحبه، نبقاو نتكايسو شويا ونقولو الكلام اللي معقول. سر السي عبد الله باها هو أنه أخذ الحياة بجدية في إطار مرجعيته. هاد الشي اللي كاين، ما كاينش شي حاجة أخرى».
واضح أن هذا الكلام الذي قاله رئيس الحكومة عن السيد عبد الله باها ليس
كلاما مجانيا، أي أنه قيل بدون أي هدف يسعى لإدراكه، إنه لم يتفوه به أمام المغاربة لكي يفيدهم لمجرد الإفادة بمعلومات دقيقة عن صديقه بغاية رفع المبالغات، أو ما اعتبرها بنكيران، أساطير نسجت حول الرجل بعد وفاته وأثناء تشييع جنازته وخلال حفل تقديم العزاء.
لاشك أن رئيس الحكومة يريد أن يمرر رسالة ما للمغاربة بعد أن هدأت العاصفة
التي صاحبت وفاة باها، وأن يضع الأمور في إطارها الصحيح كما يراها هو من وجهة نظره كرئيس للحكومة، فحديث السيد بنكيران المشار إليه أعلاه حديث مشحون ويحتمل قراءات متعددة وتأويلات كثيرة.
ولكي نفكك من كلام السيد بنكيران رسالته المشفرة علينا وضعه في السياق
الذي ورد فيه، وذلك باستحضار ماذا قيل في حق الراحل محمد باها بعد وفاته، ففي الواقع يشكل حديث رئيس الحكومة ردا على كل الذي راج عن صديقه باها من طرف المعزين والصحافة والرأي العام المغربي.
لقد تم إطلاق نعوت خارقة على الرجل لحظة الوفاة، فمن العلبة السوداء
لبنكيران، إلى الرجل الحكيم، إلى آلة التنظيم الحزبية القوية.. إلى المكلف بجميع الملفات السرية التي يحيلها عليه بنكيران لمعالجتها.. نعوت جعلت من المرحوم باها كائنا أسطوريا وسوبرمانيا ومتفوقا على كل محيطه.
وطبعا مع هذه الأوصاف التي تم إغداقها على باها تولد عند الكثيرين من
المغاربة الانطباع بأن رئيس الحكومة الفعلي كان هو السيد باها، وأن بنكيران لم يتجاوز كونه «واجهة» لتصريف الأعمال والإعلان عن القرارات التي كان يهيئها ويتخذها له قيد حياته رجل الظل السيد عبد الله باها.
عندما يقول رئيس الحكومة إن «سر السي عبد الله باها هو أنه أخذ الحياة
بجدية في إطار مرجعيته. هاد الشي اللي كاين، ما كاينش شي حاجة أخرى». فإنه يضع الرجل في حجمه الحقيقي داخل مرجعيته، ويؤكد لنا بطريقة لبقة أن الشخص الذي كانت له الكلمة الأولى في اتخاذ القرارات كان هو بنكيران، وأن مهمة باها كانت تقتصر على مجرد التنفيذ بجدية، لما تأمره به المرجعية التي هي رئاسة الحكومة، والسيد بنكيران تحديدا.
فإذن الرسالة المتضمنة في تصريح بنكيران هي أنه كان الرجل الأول والقوي في
الحكومة وفي الحزب، وباها لم يكن في رئاسة الحكومة إلا مساعدا له، ينفذ تعليماته ويلتزم حرفيا بترجمتها إلى حيز الواقع، بخلاف الانطباع الذي تولد عقب الوفاة التراجيدية للمرحوم.
لا يمكن للسيد بنكيران القبول بأن يترسخ في ذهن الرأي العام أنه كان في
مرتبة ثانوية وأن غيره هو الذي كان يسيره ويوجهه، وأنه قد يضيع ويتيه بعد وفاة ذلك الذي كان له موجها ومرشدا،وهذه رسالة مهمة أراد رئيس الحكومة بعثها للحاضر وللمستقبل أيضا بحديثه عن باها.
هذا من جهة، أما من جهة أخرى فلقد راجت بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي
المغاربة الكثير من التعليقات التي كانت تشكك كلها في الرواية الرسمية حول وفاة باها في حادثة سير بالقطار، وذهب الكثيرون في تعليقاتهم للإشارة إلى أن باها تمت تصفيته من طرف جهاز ما، تفاديا لكشفه لملفات سرية عديدة للفساد في دواليب الدولة كانت بحوزته.
في تصريح بنكيران هذا يفند هذه الأقوال والوشوشات ويدحضها. لقد حثنا رئيس
الحكومة على عدم نسج الأساطير حول باها وطلب منا أن «نبقاو نتكايسو شويا ونقولو الكلام اللي معقول». فالرجل ما كان ليتصرف إلا في إطار ما تأمره به مرجعيته التي هي بنكيران،ولا داعي للتفكير في أن الرجل كان في وارد كشف ملفات فساد بعيدا عن توجيهات رئيس الحكومة، وبالتالي لم يكن هناك ما يستدعي تصفيته على هذا الأساس.
طيب، نحن نتفق مع الأستاذ عبد الإله بنكيران على استبعاد فرضية التصفية
لباها من طرف جهاز سري ما، ولكن هل يمكن أن نقبل أنه توفي نتيجة دهسه بقطار في مكان مقفر، وفي لحظة الغروب بعد أن ذهب ليتفقد الموقع الذي توفي فيه أحمد الزايدي غرقا؟
في الواقع وجد المغاربة صعوبة كبيرة في تصديق واستيعاب وهضم هذه الرواية
كما تم تقديمها للرأي العام المغربي، تبدو الرواية مهلهلة وتستفز التساؤلات تلو التساؤلات، بل يجوز المغامرة بالقول إن الرواية رفضت ولم يقتنع بها الجزء الأعظم من الرأي العام الوطني.
في هذه الحالة، ماذا تبقى للمغاربة حول ظروف وفاة عبد الله باها غير الظن
أن الرجل الذي كان كما يقول عنه بنكيران في تصريحه هذا إنه «ماكانش ناجح في كلشي»، ربما لأسباب شخصية قاهرة، وتحت ضغوط نفسية كبيرة، قد يكون تخطى عواطفه، وتجاوز اضطرارا العامل الديني، وبادر مكرها إلى وضع حد لحياته؟
ولعل هذه الفرضية هي التي أشهرها دون إرادة منه السيد بنكيران خلال حديثه
عن صديقه باها حين أراد أن يعيده إلى حجمه الطبيعي كبشر يخطئ ويضعف وينجح ويفشل.. وقد يقدم على كل ما أقدم عليه غيره في لحظة اليأس القاتل.

 

المصدر: فلاش بريس = عبد السلام بنعيسي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 25 مشاهدة
نشرت فى 21 يناير 2015 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,321