http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

فلاش بريس = طارق أوشن

المهرجان

لم يكن أفضل من فيلم روسي يحمل عنوان «قسم إعادة الإدماج» ليفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش. فما رشح من أخبار، يرقى بعضها إلى مستوى الفضائح من مجريات فعاليات الدورة الأخيرة، يبين بالملموس أن مهرجان مراكش الدولي للفيلم يحتاج فعلا «قسم إعادة إدماج» لفكرته العامة وللمشرفين على تنظيمه بحد سواء. سبق وأن كتبت ككثيرين منذ سنوات خلت، أن ما يحدث بأرض «سبعة رجال» حفل فرنسي بأرض وأموال مغربية ليس إلا. لكن كثيرين أيضا، كانت توجه لهم الدعوات لمجرد أنهم شاركوا في إخراج أو تشخيص أدوار في «سكيتشات» تلفزيونية رديئة ليسيروا على سجاد أحمر، دون أن تجد الحمرة لوجناتهم سبيلا، اعتبروا الحفل الفرنسي مناسبة سينمائية لتكريم «الفنان المغربي» والتعريف بالسينما الوطنية، والقصد كله قضاء عطلة مجانية بفنادق مراكش واحتساء خمور حاناتها، فرضوا بأدوار الكومبارس بديلا. بطل الدورة لم يكن عادل إمام الذي «استهزأ» بترتيبات التكريم الذي لاقاه، بل وليد سيف، مدير المركز القومي للسينما بمصر، الذي كتب على صفحته على «الفايسبوك»: «إيللي يموت من الضحك بجد حالة الانبهار اللي فيها الوزيرة المغربية إيللي بتترعش من الفرحة وهي واقفة جنبه، (يعني عادل إمام)، وبتسلم عليه وهي ملهوفة على البوسة ومكلبشه في إيده وهو ماسك نفسه عشام مايتريقش عليها وعايز يقول لها أنا بحب أبوس المزز الصغيرين بس»، قبل أن يختتم بالقول إن معرفته بعادل إمام تؤكد احتقاره لكل المنبهرين به واحترامه لكل من يعامله باستهتار وتجاهل.
أتذكر هنا كيف وقف هذا الزعيم -البهلوان لتحية السفيرة الأمريكية السابقة بمصر، وهي تدخل حفلا أقيم هناك قبل سنتين، فأدارت له ظهرها ليبقى واقفا لا يلوي على شيء قبل أن يعود لكرسيه خائبا. قلنا دائما إن المسلم لا يلدغ من الجحر مرتين، لكن المغاربة اختاروا الانبهار بالمصريين وتلقي الضربات منهم يوما بعد يوم
.
المهرجانات في المغرب كثيرة توزعت على كل المجالات بعيدا عن «الفن»، و«الكومبارسات» أيضا كثيرون توزعوا في المناصب في مختلف المؤسسات تعيينا و«انتخابا». وطوال أسبوع المهرجان «السينمائي» شهدت المملكة السعيدة الدورة الثانية لـ«مهرجان» الموندياليتو المغربي. لم يكن «المهرجان» فرصة للفرجة الكروية، بل ربط «فضيحة» افتتاح السنة الماضية التي «أذهلت» العالم باستثناء وزير الرياضة المغربي، بالمسبح الجديد للمركب الرياضي مولاي عبد الله، الذي لم يكن غير ملعب كرة القدم بعد إغلاقه ستة أشهر للإصلاح، وحين ظهرت عيوبه مع بداية التساقطات المطرية قبل أسابيع، انتفض أوزين في وجه المنتقدين متهما إياهم بكونهم «الطابور الخامس» الذي يستهدف الإساءة لصورة المغرب في الخارج. الآن، وبعد فضيحة «إسبونج بوب» وأكبر «كراطة» في العالم، يعلن أوزين أنه تعرض للخيانة وأنه أمر بتشكيل «لجنة تحقيق»، وكأن الأمر يتعلق بأشغال صيانة في غرفة المعيشة خاصته وليس ملعبا كبيرا احتضن الكثير من الملتقيات بجدارة واستحقاق. يا لشجاعة المسؤولين ويا له من ربط للمسؤولية بالمحاسبة
!
فضيحة الموندياليتو، التي لن تنال بالمناسبة من وزير الرياضة شعرة، تحيل على هذا المهرجان السياسي المتواصل منذ أن بدأ بمهرجين اثنين التحق بهما الثالث فالرابع ثم الخامس، حتى امتلأت الساحة السياسية بالممثلين وأشباههم بشكل حول القبة ببلادنا إلى حلقة فرجوية سوداء.. كان الراحل الحسن الثاني صريحا حين أسماها بـ«السيرك». في العهد الجديد انتقلنا من الكوميديا إلى أفلام الحركة و«العض» بجلابيب بيضاء ناصعة، قبل أن ننتهي بأفلام خلاعة عراة على الأسرة، لم نتبين بعد خيطها الأبيض من الأسود، في انتظار نتائج تحقيق مرة أخرى. ولأن الفتنة قائمة لعن الله من أيقظها، فقد كتب لنا أن نتابع فصول «مهرجان» آخر أبدع فيه «الأبطال» في تصوير مؤخرات النساء لعرضها على الأشهاد، لدواع دعوية تبتغي وجه الله ونشر الفضيلة بين شباب الأمة، ولو استدعى الأمر الاستنجاد بالفقيه المقاصدي ليقترف مقالا فاتحا لجنس جديد في الفقه الإسلامي، بحقوق محفوظة لعلماء المغرب، يحق أن نطلق عليه مصطلح «فقه المؤخرات» بلا مقدمات ولا كثير شرح لن يزيد الأمر إلا تهريجا. لقد صار المغرب، بفضل ما تقترفه أيدي أبنائه، مهرجانا كبيرا يحتاج معه كثير منهم الدخول إلى «قسم إعادة الإدماج» ولو استدعى الأمر نقلهم إلى أقاصي «الكولاك»، و«يا شماتة أبله زازا فينا
»..

 

 

المصدر: فلاش بريس = طارق أوشن
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 22 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,846