http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

المساء = جمال اسطيفي

»العسالي.. لماذا كل هذا» !؟

العدد :2558 - 19/12/2014

خرجت حليمة عسالي المرأة القوية في حزب الحركة الشعبية لتدافع عن صهرها محمد أوزين وزير الشباب والرياضة، معتبرة الحملة التي يتعرض لها بأنها «غير منصفة» و»شرسة»، وأنه ليس مسؤولا عما وقع بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.

عسالي لم تتردد في التساؤل:» لماذا كل هذا؟ وتابعت:» ما وقع هو أن الملعب غرق بالمياه إثر تهاطل الأمطار، والشركة اعترفت بمسؤوليتها وستتحملها، والحمد لله لم يمت أحد، فلماذا كل هذه الضجة، ثم إن أوزين وزير وليس طاشرون».

تصريحات العسالي المدافعة عن صهرها، تشبه تماما ما قالته ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر، فعندما اشتد لهيب الثورة الفرنسية وأصبحت الاحتجاجات على أبواب القصر، يروى أن ماري أنطوانيت سألت زوجها الملك لويس السادس عشر عن سبب هذه الاحتجاجات، فقيل لها» إنهم يحتجون من أجل الخبز»، فردت على الملك: « إعطوهم الحلوى إذن».

ماري أنطوانيت لم تكن على دراية بخلفيات الاحتجاجات، فحياة القصر والبدخ جعلتها منقطعة تماما عما يقع في العالم الخارجي.

العسالي لم تتردد في التساؤل وباستغراب:» لماذا كل هذه الضجة، وأنه لم يمت أحد لتحدث كل هذه الجلبة».

إذا كانت العسالي القيادية في الحركة الشعبية لا تعرف لماذا وقع كل هذا، فهذه مصيبة، وإذا كان لابد أن تقع وفيات لتستشعر الخطر، فهذه «كارثة»، تكشف أن «تيرمومتر» قياس الفضائح بالنسبة لبعض الساسة لدينا أصبح مرتبطا بوقوع وفيات، ثم إن الشركة التي قالت العسالي إنها أعلنت مسؤوليتها عما وقع، رفضت تحمل المسؤولية وقالت إن لا دخل لها في ما حدث.

لقد وقع كل هذا سيدتي لأن صورة المغرب اهتزت، ولأن صور «الكراطات» والسطولة» و»البونج» جابت مختلف أنحاء العالم، حيث كان الجميع شاهدا على الفضيحة، ولأن إصلاح وتجديد ملعب الأمير مولاي عبد الله كلف 23 مليار سنتيم بالتمام والكمال، ولأن الوزير أوزين ظل رغم الانتقادات التي كانت توجه لعشب الملعب قبل انطلاق البطولة يدافع عن جاهزيته، بل إنه سبق وقال إنه مستعد ليقدم استقالته إذا كانت هناك اختلالات شابت الصفقة، وهاهي الاختلالات اليوم واضحة للعيان، وهاهي صورة المغرب قد تمت الإساءة لها، فأين هي الاستقالة التي وعد بها السيد الوزير.

لقد وقع كل هذا سيدتي لأن الأمور تدار بـ»لعب الدراري»، وليس بما تقتضيه المسؤولية، أما إذا رأيت أن الوزير ليس مسؤولا، فهل الأمطار هي المسؤولة.

ما وقع يقتضي أن تتحمل الوزارة مسؤوليتها السياسية، ولو لم يكن ما وقع بحجم «الفضيحة» لما تم تشكيل لجن للتحقيق، ولما دخل الملك على الخط، حيث كلف الجنرال حسني بنسليمان بمتابعة التحقيقات.

ما حدث «فضيحة» بكل المقاييس، والناس لم تتسرع في الحكم، بل إنها وجهت الاتهام لمن يجب أن يوجه له، فإذا كان وزير في المغرب لا يفقد منصبه بسبب «فضيحة» كهذه، فإن لاشيء سيتغير في مغربنا السعيد.

 

 

المصدر: المساء = جمال اسطيفي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2014 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

282,055