المساء = جمال اسطيفي
»راني فهمتكم وغلطوني« !
العدد :2555 - 16/12/2014
عندما تزايدت الاحتجاجات على الرئيس التونسي السابق زين العابدين بنعلي بعد الثورة التي اجتاحت تونس، وأطاحت به، خرج زين العابدين بنعلي في خطاب شهير ليقول للتونسيين إنه تعرض للخيانة، مرددا مقولته الشهيرة «راني فهمتكوم»، وأن أركان نظامه، على حد قوله «غلطوه»، بيد أن خطاب بنعلي لم يكن كافيا ليبقي نظامه على قيد الحياة، رغم تعهده بضمان الديمقراطية وإطلاق حرية التعبير واتخاذ العديد من الإجراءات التي ستعيد للتونسيين كرامتهم.
لقد كان إعصار الثورة أقوى من أن يتم إيقافه بمثل هذه الخطاب الذي جاء في الوقت الخطأ، فالاعتراف بالتقصير أو تقديم الاعتذار يكون والمرء في موقع قوة، وليس في لحظة ضعف.
اليوم تبدو حالة وزير الشباب والرياضة محمد أوزين شبيهة بما حدث للديكتاتور بنعلي، لقد ظل الوزير يدافع وعلى امتداد شهور عن عشب ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط ويؤكد أنه سيكون جاهزا في ساعة الصفر، ونتذكر كيف أنه عندما تم نشر صور سيئة لعشب الملعب على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتردد في اتهام من قاموا بذلك بأنهم أعداء للوطن وخونة، لكن المغاربة يعرفون بالتأكيد من هم أعداء الوطن والخونة الحقيقيون.
اليوم خرج أوزين ليقول إن الشتا ديال الله، وأن الأمطار «غلباتهم»، قبل أن يعود ليقول إنه سيفتح تحقيقا وأنه تعرض للخيانة، وأنه تم تغليطه، في محاولة للبحث عن كبش فداء لفضيحة بكل المقاييس أثارت استياء المغاربة.
لقد كان الهدف من تنظيم «الموندياليتو» الذي لن يجني منه المغرب أية أرباح مادية، هو إعطاء صورة إيجابية عن المغرب والمساهمة في إشعاعه، لكن للأسف الشديد فإسناد الأمور إلى أهلها أعطى «الشوهة» التي تابعناها بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وتسبب في فضحية بكل المقاييس.
يعرف الوزير أن في وزارته الكثير ممن يضعون أيديهم وأرجلهم في كل شيء، ويعرف أنه مسؤول عما يقع في الوزارة فالملايير تثير شهية الجميع، والصفقات لانعرف كيف تتم.
لذلك فليسمح لنا السيد الوزير ونقول له إن تبريراتكم غير مقبولة، وأن القطار فاته، وأن هناك داخل وزارته من يجب أن يدفع الثمن غاليا جنائيا وسياسيا.
ساحة النقاش