المساء = مصطفى بوزيدي
الكراطة والجفاف..
العدد :2559 - 20/12/2014
عندما سحبت منا «الكاف» تنظيم «الكان».. آلمنا الخبر حقيقة، كان كل المغاربة يحلمون بمعاينة كأس إفريقية.. آن الوقت لتسكن خزينة الرياضة المغربية.. وخرج أوزين بتصريحات التبربر.. «صحة المغاربة فوق كل اعتبار».. وتحملنا غياب الكان عن بلدنا وتحملنا معه أيضا مرارة إقصاء المنتخب من المنافسات وهو الذي وقع على مباريات إعدادية كبيرة جعلتنا نحلم من جديد بالعودة إلى دائرة الضوء في القارة السمراء..
وكبر التساؤل فينا.. ما نوعية عقاب الكاف.. وهل يعقل أن تجهض أحلام لاعبين موهوبين ويحرم بعضهم من المشاركة في المنافسات الدولية إلى حين.. تحدث البعض عن سنوات عجاف للرياضة المغربية.. وكنا نبحث عند أوزين عن تصريحات الاطمئنان.. «المغرب لم يرفض التنظيم ولكنه طلب التأجيل.. ودفاعنا هو القوة القاهرة».. شربنا كلشي بجغيمة ديال الما.. وجلسنا ننتظر موعد الموندياليتو لكي نبين لعيسى حياتو ومن معه أن «الكاف» أضاعت على نفسها فرصة أروع تنظيم في تاريخ الكان.. خاصة وأن المغرب يتوفر على بنية تحتية رياضية جيدة.. وقادر حسب رأي المسؤولين على تنظيم أكبر التظاهرات الرياضية..
وفي افتتاح الموندياليتو، نسينا ميوعة تنظيم الموسم السابق.. كانت البداية تعلن عن عرس رياضي كبير.. لكن الكوابيس توالت تباعا.. المغرب التطواني، فارس الشمال الذي راهنا على حضوره الوازن في المسابقة.. يخرج خاوي الوفاض.. والأكثر من ذلك أنه عجز عن تجاوز فريق مغمور يحسب خطواته الأولى في عالم النجومية.. كان العامري قد حول الفريق إلى آلة معطلة.. قص ريش الحمامة ومنعها من التحليق عاليا في كأس عالمية كان بإمكان الفريق أن يحضر نهايتها بسهولة.. وجلسنا مع توالي المباريات نعض أناملنا من الغيظ حسرة على رهان رياضي لم يتحقق.. وقدر المغرب التطواني أن يسجل في أرشيفه شرف المشاركة..
وما كدنا نستيقظ من صدمة الخروج المبكر من المنافسات حتى كانت صدمتنا أكبر ونحن نشاهد مركب مولاي عبد الله وقد تحول إلى ملعب ممنوع على غير السباحين.. وتعرفنا فعلا على معنى «كوفرة فالغيس».. ملعب صرفت عليه الملايير لكي ينقل صورة مشوهة عن البنيات الرياضية بالبلاد.. وتناقلت وسائل الإعلام صور أكبر كراطة.. وأكبر «بونجة» تجفيف.. وسطل صدئ لشركة صباغة حصلت معه على إشهار عالمي بالمجان.. «شوهة بجلاجل واللي ما يشتري يتفرج» على رأي المصريين..
يوما، بعد أن طلبت الكاف ود غينيا الاستوائية لتنظم «الكان» في اللحظات الأخيرة.. كبر الحديث عن بلد لا يملك غير ملعبين كبيرين.. ويقبل بتنظيم كأس إفريقية تتطلب ملاعب جاهزة وغيرها من لوازم التنظيم الناجح.. وجلسنا نتفرج على تجفيف أحد هذه الملاعب بعد أن تحول إلى بركة مائية.. وتناسلت التعليقات الساخرة عبر المواقع.. شوف البلد اللي غادي يعوض المغرب فالتنظيم كيف داير.. قبل أن يتكرر المشهد عندنا بصورة مكبرة..) اللي تعجب يتبلا.. (
واليوم، ننتظر نتائج تحقيق لفضيحة مست سمعة الرياضة المغربية، وتحديد المسؤوليات.. ونخاف أن يعلق حياتو ساخرا.. ما عندكمش التيرانات فين تنظموا الكان ماشي دقة إيبولا هادي..
اليوم ستنتهي فعاليات الموندياليتو، وحتما ستتذكر الريال حماسة جمهور مغربي عاشق، وسيتذكر المغرب التطواني إقصاء الشمتة.. ولن ينسى ملايين المشاهدين عبر العالم موندياليتو الكراطة والجفاف.
ساحة النقاش