فلاش بريس = شذا المداد
مجلس إسلامي وغشاء بكارة صيني!
يحتج المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، هذه الأيام، ويثير ضجة غير مسبوقة، على خلفية إدراج منظمة منضوية تحت لوائه على قوائم الإرهاب الدولي.
دليل أبو بكر، ذو الأصول الجزائرية، الذي يترأس المجلس منذ سنتين، طالب المسلمين بضرورة التوحد في الأوقات العصيبة التي تتعرض فيها ثاني ديانة في فرنسا للخطر.
ويبدو أن هناك تحديات جديدة باتت تواجه المجلس الذي أنشئ مطلع العام 2003، بدعوة من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ليكون بمثابة هيأة سياسة تمثيلية لنحو خمسة ملايين مسلم. غير أن الخلافات بين تيارين مؤسسين أحدهما جزائري والآخر مغاربي عصفت به، فدفعت مراقبين إلى وصفه بالمجلس المشلول.
يبدو أن تحديات راهنة تواجه المجلس، فقبل الغضب على إدراج شبكة الإخوان المسلمين في أوربا على لوائح الإرهاب، والتي لم تقدم ولم تؤخر في المشهد شيئا حتى اللحظة، هناك خطر آخر هو السمعة، السمعة فقط من يلاحقها الخطر.
فانظر معي، سيدي رئيس المجلس الفرنسي للمسلمين، إلى الخبر المنشور في الصحافة الإسرائيلية قبل أيام، مفاده أن على فرنسا أن تتوقع هجمات إرهابية خلال أعياد الميلاد، سيقوم بها الإرهابيون هناك، والخبر حاز على اهتمام فرنسي واسع.. لماذا لم توضحوا الأمر؟ وكانت أصابع الاتهام تشير إلى الجالية المسلمة هنا، وتذكر في كل لحظة أن «مهدي نموش»، الإرهابي الشهير، كان من أم وأب جزائريين! وانظر إلى آلية التعاطي مع قضية مقتل الرهينة الفرنسي قبل شهر في الجزائر، والهيستيريا التي أصابت الشارع الفرنسي، ولم يصدر بيان تنديد واحد.
لم تتمكنوا ببساطة شديدة من أن تحلوا مشكلات المسلمين في فرنسا طيلة سنوات، المشكلة الأكبر الآن تكمن في بروز مصطلح «الجهاد المغربي» وجهاد «النكاح التونسي». فاليوم لا جهادي إلا مغربي ولا مغربي إلا جهادي! هكذا تقول الصحافة الفرنسية. وبالمقابل مر خبر آخر مشابه مرور الكرام، لم تذكره إلا وسائل إعلام بسيطة: «انضمام مائة يهودي فرنسي إلى صفوف «داعش» يثير الدهشة، ويدعو البرلمان إلى تبيان الأسباب».
ما موقفكم من حالة العداء المتفشية والمتراكمة حيال الجالية المسلمة في فرنسا، المتزايدة على خلفية الحملة الدولية على الإرهاب، الذي ينطلق من فرنسا باسم المسلمين المغاربة والجزائريين حصرا؟ لماذا لم تنددوا بهذا الجهاد؟ لماذا لم تقولوا لفرنسا المرعوبة من المسلمين إن الجهاد ليس حكرا علينا؟ ولماذا لم تسلطوا الضوء على قضية «ماكسيم هوشيار»، الفرنسي النورماندي الذي شكل لوحده «كتيبة الذبيحة» وذبح جنودا سوريين قبل أسبوع واحد فقط، ولم يكن سوى فرنسي.. وقالت «لوفيغارو» اليوم إن صدمة أصابت الفرنسيين وإن تحقيقات جارية للبحث عن آخرين، لماذا لم تقولوا إنه ليس مسلما وليس عربيا؟!
ثمة حملة تشويه سمعة تطول المغاربة والجزائريين في كل مناسبة، فالمغربي الفرنسي أو الفرنسي المغربي يبيع نفسه لدولة العراق والشام مقابل 100 أورو، هكذا تقول الصحافة الفرنسية، التي تمتلئ بمصطلحات «الجهاديست» و«السلفييسيت» و«الراديكاليست»، والإرهاب القادم من خلف البحار، فرنسا العلمانية ستضع حدا لك هذا، إنه خطاب متداول اليوم تجاهكم كجزائرييين!
حتى إن مراكز البحث الغربية، وبإمكانها التأثير على مراكز صنع القرار السياسي، تلهث وراء دراسات نفسية المغربي والتونسي وسيكولوجيته المقهورة، وتصرف الملايين في دول أوربا لمعرفة دواعي انضمام سكان مسلمين في الأحياء الفقيرة والمهمشة إلى المتطرفين. بعض الدراسات قالت: «إن الأمر وراءه كبت جنسي»، بمعنى آخر الرجل المغربي مكبوت جنسيا، لدرجة دفعته إلى أن يختار الموت جهادا على أرض الشام! بمعنى أكثر سخرية أن المغربي أو الجزائري لا يمكنه ممارسة الجنس لذلك يختار الموت، وإنه لن يرى كجهادي إلا عضوا أنثويا واحدا هو حصرا تونسي.. لأن النكاح تونسي بالضرورة!
الصورة الوحيدة في الأذهان أن الإرهاب جاء من عندكم، حيث الضيق المالي بحسب ما حللته «فضائية فرنسية» في تحقيق موسع بعنوان «فقر يدفع بشباب المغرب إلى التطرف والدعشنة»، لتأتي قصة مغربية متطرفة ترغب بالجهاد في سوريا مكملة للصورة.
لا أحد ينكر حقيقة وجود أكثر من 3000 مهاجر مغربي الآن في صفوف «داعش»، لكن توجد مبالغات تمارس كنهج خبيث تكرس «ستيروتايب» خطير جدا، قد يدفع إلى دراسة قوانين سياسية جديدة بحق المسلمين، وفي غفلة من أعين «دليل أبو بكر». جيد ما قاله المجلس في إحدى المرات عن الاتهامات التي طالت الفتيات المغربيات، بل المسلمات في كل دول أوربا، يبحثن عن غشاء بكارة صيني، فرأى المجلس أن «العذرية» ليست معيارا أخلاقيا، بينما ذهبت الصحف إلى أن المغربيات لا يخرجن من عيادات ترقيع أغشية البكارة ويدفعن 2000 أورو لقاء ذلك، ما يضع علمانية الدولة على المحك!
ساحة النقاش