فلاش بريس = وفاء المهدي
صور فكر
حضرت مؤخرا للمؤتمر الثالث عشر لمؤسسة فكر، الذي انعقد بالمغرب، حيث ناقش حلم التكامل وواقع التقسيم، وعرف حضورا متميزا ونقاشا جادا في موضوع التكامل على عدة مستويات، السياسي والاقتصادي والثقافي.. وفي أجواء هذا المؤتمر طفت عدة صور كانت لها دلالة كبرى على مجريات الأمور، فالأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة فكر، لم يفوت أي جلسة مهما بلغ طولها ولم يبد تعبه أو إرهاقه، وفكرت في مسؤولينا بالمغرب الذين اعتادوا –مهما بلغت قلة شأنهم- حضور افتتاح الأنشطة والفعاليات ليغادروا في ما بعد، وكأن ما يهم هو الافتتاح فقط، أما ما عداه فهو غير مهم. فكرت لو تعلموا الدرس من إخوانهم العرب عوض اللجوء كل مرة للنموذج الغربي.
من بين الصور كذلك التي ظلت عالقة في ذهني، صورة فؤاد السنيورة، ففي أول جلسة كان بآخر الصف الأول، ليتم تقديمه في ما بعد ليجلس في الكرسي المحاذي للأمير، فالانتقال بين المكانين كان له عميق الأثر على ملامحه، الشيء الذي حاول أن يخفيه بشتى الطرق، لأن الانتقال في عالم السياسة بين الكراسي ليس انتقالا عاديا، بقدر ما يعبر عن وجود نقط مشتركة تزيد قوة في حالة التقريب، ونقط اختلاف تزيد قوة في حالة الإبعاد. في ما بعد تمت مناقشة موضوع الجامعة العربية على أكثر من مستوى، وصرح البعض أن الجامعة العربية قد ماتت ولم يعد لها وجود، في ما صرح البعض الآخر بضرورة إنقاذ دورها في هذا المنعطف الحاسم. لكن في إحدى الجلسات أحسست وكأنه تأبين فعلي للجامعة، حين طرحت مبادرة إحيائها استعدادا للذكرى السبعينية لتأسيسها.
من بين الصور التي ظلت عالقة كذلك، والتي لن تمحى، صورة الشباب المغربي في مواجهة ضاحي خلفان، في جلسة الحوار الخاص معه، حين خطأ بعرض الخريطة المغربية مقسمة، الشيء الذي استفز نفوس المغاربة الحاضرين فقاموا بالاحتجاج، هو لم يعرف السبب منذ الوهلة الأولى، لكنه في ما بعد أدرك أنه مس مغربية كل مغربي حاضر في القاعة، وأنه على شفا حفرة من التسبب في أزمة سياسية، خاصة وأن الاحتجاج شارك فيه مغاربة من كل ربوع المغرب، منهم مغربيات بلباسهن الصحراوي أكدن مغربية الصحراء.. ضاحي خلفان اعتذر عدة مرات، وفي ما بعد أخذ الأمير خالد الفيصل كلمة في الموضوع، أشاد فيها بتشبث الشباب بمغربيتهم وقدم اعتذاره، والجميل في الأمر أنه أكد أن دول الخليج تساند المغرب في كل التوجهات.
لكن هذه الصورة، أكدت غياب المسؤولين المغاربة عن الساحة، فحين أراد الشباب أن يوصلوا بعض تحفظاتهم لم يجدوا أي مسؤول مغربي يمكن أن يعدل من الوضع، أو ينقل ملاحظاتهم، خاصة وأن المؤتمر أقيم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. لذلك كان من الواجب تخصيص مسؤول مغربي متواجد بعين المكان يحرص على مجريات الأمور.
ساحة النقاش