الجيش يستنفر قواته بالداخلة ويقتحم معبرا حدوديا مع موريتانيا
مصدر رسمي أكد أن «الانفصاليين حاولوا فرض حالة «البلوكاج» وهو ما لن نسمح به»
المساء = عبد الصمد الزعلي
العدد :2492 - 01/10/2014
عاد الهدوء ليخيم على مدينة الداخلة بعد اندلاع مواجهات عنيفة، ليلة الأحد الماضي، بين انفصاليين موالين للبوليساريو وقوات الأمن. وقالت مصادر الجريدة إن رفض عائلة الصحراوي المعتقل في أحداث سنة 2011، الذي فارق الحياة في المستشفى، تسلم جثته حتى إجراء تحقيق «نزيه في الموضوع»، ينذر بعودة شبح المواجهات إلى المدينة، بالإضافة إلى أن معلومات موثوقة تفيد بأن الانفصاليين سيقيمون جنازة للمتوفى.
وأكدت المصادر ذاتها أن تعزيزات أمنية كبيرة وصلت من مدينة العيون تحسبا لاندلاع مواجهات جديدة. فيما تشهد الثكنات العسكرية بالداخلة وفي المناطق المجاورة استنفارا غير مسبوق، خاصة أن دفعة من السجناء المعتقلين خلال أحداث 2011، سيتم إطلاق سراحها في بداية الشهر المقبل. وأضافت مصادرنا أن اجتماعا أمنيا رفيعا عقد بولاية الداخلة من أجل «إعداد مخطط أمني للتصدي للانفصاليين».
وقد وجهت اتهامات إلى قوات الأمن باستعمال القوة المفرطة لتفريق المتظاهرين، ليلة الأحد الماضي، مما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح متفاوتة. فيما أوضح مصدر رسمي أن عشرات من أفراد القوات المساعدة أصيبوا أثناء محاولة السيطرة على الوضع وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، مؤكدا في الآن نفسه أن «الانفصاليين» حاولوا فرض حالة «البلوكاج بالمدينة، وهو الأمر الذي لن نسمح به مهما كان الأمر».
وحسب المعطيات المتوفرة لدى «المساء»، فإن والدة المعتقل الذي توفي هي أخت رئيس جهة وادي الذهب لكويرة «المامي بوسيف»، عضو اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وعضو المجلس الأعلى للتعليم المعين حديثا.
في سياق متصل، اقتحمت وحدة من الجيش المغربي، أول أمس الاثنين، المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا من أجل فض وقفة احتجاجية عرقلت السير في النقطة الحدودية نظمها عدد من أصحاب السيارات ممن منعوا من إدخال سياراتهم إلى الأراضي الموريتانية، في الوقت الذي شنت فرق تابعة للقوات المسلحة حملات تمشيط واسعة للمنطقة للحد من تحركات تجار السيارات المسروقة.
وكشفت مصادر أمنية أن عشرات الأشخاص تجمعوا للاحتجاج على قوانين جديدة تخص إدخال السيارات فرضتها السلطات الموريتانية، وهو ما أدى إلى عرقلة السير في النقطة الحدودية بين المغرب وموريتانيا، مما اضطر الجيش إلى التدخل.
وعمد المحتجون إلى عرقلة السير في النقطة الحدودية منذ ساعات الصباح الأولى، مما خلق حالة من الفوضى على جانبي المركز الحدودي. وأجبر الجيش المغربي عددا كبيرا من أصحاب السيارات على الرجوع إلى منطقة «كاركارات» إلى حين تسوية وضعيتها القانونية للدخول إلى التراب الموريتاني.
ويأتي تدخل الجيش أياما قليلة على عملية تمشيط واسعة دامت يومين قامت بها عناصر من القوات المسلحة وأسفرت عن حجز عدد كبير من السيارات المسروقة.
ويخشى الجيش أن يتم استغلال السيارات المسروقة التي تجوب المنطقة من طرف التنظيمات المتطرفة لتنفيذ عمليات تستهدف مصالح المغرب.
ساحة النقاش