فلاش بريس = محمد لعبيدي

اصلاحات بن كيران بطعم انتخابي

يتذكر جميع المغاربة وخصوصا الطبقات الشغيلة منهم، النبأ الذي أطل به بن كيران على العمال المغاربة، يوما قبل اليوم العالمي للعمال فاتح ماي، أزف خبر زيادة 10% في الحد الادنى للأجور SMIC، هذا الاعلان فاجئ العمال والمركزيات النقابية بإضافة الى الباطرونا، وقيل الكثير أنداك عن فحوى هذه الزيادة، التي لم تكن سوى خطوة انفرادية لرئيس الحكومة، تتماشى ومنطقه العبثي في تسيير الشأن العام،دون مراعاة تداعيات تلك الزيادة على الاستثمارات الاجنبية المباشرة التي تغريها العمالة الرخيصة وقد ظهرت مؤشراتها حيث انخفضت في نصف الثاني لسنة 2014، ولو يراعى فيها كذلك منطق الحوار والديمقراطية التشاركية في اتخاد القرار، انطلاقا من اشراك الجهات المعنية بذلك, للأنها ببساطة لا تندرج وفق استراتيجية حكومية، وانما كانت لدواعي سياسية وانتخابوية بدرجة الاولى.

بالأمس عقد السيد وزير التعليم العالي لحسن الدوادي ندوة صحفية بالرباط، ولم يخجل تأكيد أن زيادات في منح الطلبة التي أقرتها الحكومة في وقت سابق (2012)، الهدف منها انتخابي، مبررا ذلك بكون الطبقات الفقيرة هي من ستصوت على حزبه في الاستحقاقات القادمة، دون خجل ودون مراعاة منصبه الحكومي الذي يقتضي الحكمة بدل اطلاق العنان لكلماته، فالمغاربة فقراء كانوا أم أغنياء فهم متساوون في الحقوق كما جاء في دستور 2011، لكن ما لا يعلمه السيد الوزير أن طلبة فوج 2012 الذين استفادوا من زيادة في المنح الانجاز العظيم لحكومة الاسلاميين، فهم في أفق سنة 2015، سيتخرجون من الجامعات وسيطالبون الحكومة ذاتها بالتشغيل ، معناه الزيادة في المنح لا يمكنها أن تغير من واقع المغاربة في شيء، وأن الحكومة تدور في حلقة مفرغة، وتهتم في أحيان قليلة بترميم رجل واحدة لطاولة بأربعة أرجل في تعبير مصغر عن الفراغات المخيفة التي تتركها الحكومة في قطاعات حيوية أخرى (التشغيل، الصحة، العدالة)، وأن سياسية وضع < لعكر على لخنونة> التي تنتهجها الحكومة، لم يمكنها أن تصمد أمام أول دمعة تسقط من عيناي فقير محروم توفيت زوجته أمام أبواب المستشفيات على سبيل المثال .

الوزير الدوادي له ما لإخوانه في العدالة والتنمية من بصمات، قيلة عنها الكثير وأبرزها، موقفه من وفاة طالب مضرب عن الطعام، بإضافة الى حملات الانزال بمظلات هوائية للعديد من الاساتذة حزبه على مناصب رئاسات الجامعات والعمداء وأبرز المديريات، ويكفي أن يراجع الانسان خطوات هذا الوزير منذ قدومه الى وزارة التعليم، وسيفهم كيف أن هذا الوزير لا يهمه سوى تجييش الجامعات برموز العدالة والتنمية.

أضف الى ذلك السيد الوزير لزعر، الذي تغيرت مواقفه بخصوص صندوق المقاصة من أيام المعارضة الى نعيم الاستوزار بمئة وثمانون درجة، كما يبين ذلك شريط فيديو يتداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ويوثق مواقف هذا الوزير كلمة بكلمة، وحتى وان لم نتحدث عن مواقفه الماضية ونقارنها بما يدافع عنه اليوم ايمانا منا بفكرة < راس لميدور كدية>، فالتحرير اسعار المواد الاساسية قد طبق كما جاء في مخطط الحكومة، لكن أين الفقرة التي طالما استعملها الوزير لزعر في وجه معارضين خلال الحكومة الاولى والتي تشير الى توزيع اعالات مادية لفقراء !!.

في الاخير لا يسعنا الا أن نبشر سعادة الوزير وكافة الوزراء، أن الفقراء يصطفون على طابور كبير في انتظار الانتخابات، ليصوتوا على الحزب الذي غيّر حياتهم، من الجحيم الى النعيم، وجعلهم يحنون الى أيام الفقر والخبز والشاي.