مع قهوة الصباح
العدد :2415 -
كان المغاربة، كغيرهم من المسلمين، يستقبلون رمضان بكثير من البهجة والارتياح والخشوع، فالشهر شهر نزول القرآن، وشهر التوبة والغفران، وهو الشهر الذي يُلطـِّف فيه الإنسان المسلم من عاداته وحاجاته الحيوانية، حين يصوم عن شهوتي البطن والفرج.. ولا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فإنه يقول: إني صائم.
اليوم أصبح المغاربة يستقبلون الشهر الفضيل بكثير من التوجس والحذر بسبب ما أصبح يثور فيه من عنف، والمحظوظ منهم هو من لم يطله شيء مما يسمعه يوميا، في الأسواق والمرافق العمومية، من عبارات نابية وما يراه من مشاهد عنف، غالبا ما يتحول إلى عراك دموي، ينتهي آخر المطاف بقاتل وقتيل.
أمس، استقبل المغاربة أول أيام رمضان بجرائم بشعة، منها أولى راح ضحيتها شاب في عقده الثاني، بمدينة تمارة، ذبح بدم بارد قبيل ساعة الإفطار في وسط الشارع العام؛ وثانية كانت مدينة طنجة مسرحا لها، عندما فاجأ شخص هائج مرتادي أحد أسواق المدينة برش «الماء القاطع» على وجوههم، بشكل عشوائي، وغيرها كثير..
من ناحية أخرى، إذا كان أحد أهم المقاصد والغايات من فعل الصيام هو مبدأ التضامن الاجتماعي، بالإحساس بالجوع والعطش.. فكيف نفسر إقبال الصائمين بجشع مرضي على المأكولات والمشروبات، وتباهيهم بموائدهم؟! أيضا، إذا كان رمضان هو شهر التعبد والتهجد والجلـَد.. فلماذا لا يختار المسؤولون عن تلفزيوناتنا سوى هذا الشهر من أشهر السنة، للضحك، حيث لا تتم برمجة السلسلات والبرامج «الباسلة» إلا في رمضان؟!
ساحة النقاش