الأسبوع الصحفي السياسي – العدد 790 الخميس 22 ماي 2014
“المــنــبــر الــحــر”
مغرب المهرجانات
نجيبة بزاز بناني ( الرباط )
مجرد ما يحل فصل الربيع حتى تبدأ وسائل الإعلام بما فيها الإذاعة والتلفزة والصحف في الإعلان عن المهرجانات التي تنظم في بلادنا، وعددها لا يحصى. ومن الملاحظ أن هذه المهرجانات الموسيقية تأتي في آخر السنة الدراسية. في الوقت الذي يستعد فيه التلاميذ والطلبة لاجتياز الامتحانات المهمة في حياتهم الدراسية، ويجنون ما زرعوه خلال سنوات عدة.
ومرة أخرى، تعلن لنا وسائل الإعلام أسماء المغنين والمغنيات الآتين من بقاع العالم، الذين سيشاركون في مهرجان << موازين>> الذي ينظم للمرة الثالثة عشر، مجموعة من المطربين وفرق موسيقية لم نسمع عنها قط، تأتي لحصد الأموال الخيالية بعد إحياء حفلات فنية وسهرات موسيقية، منها المجانية وأخرى بالمقابل.
قال سائح أجنبي لمواطن مغربي، بلادكم ضربت الرقم القياسي في تنظيم المهرجانات وتنوعها، منها السينمائية والموسيقية والتراثية. سهرات راقصة، وحفلات غنائية، قدوم فنانين أجانب وممثلين عالميين من كل أنحاء المعمور ليحصدوا الجوائز لأفلامهم وأخذ الأموال بغد غنائهم. ومن الطبيعي أن كل هذه المهرجانات تتطلب ميزانيات كبيرة، ألستم في حاجة إلى هذه الأموال لمعالجتكم مشاكلكم؟
لم يدري المواطن بما يجيب، سكت هنيهة وفكر ثم قال: هذه المهرجانات تدخل في إطار النشاط الثقافي والنهوض السياحي للبلاد التي تتمتع بالاستقرار والأمن والأمان، فلماذا لا تغني ونرقص ونمرح؟
ابتسم السائح وأجاب: ولكن لماذا عندما نتنزه وسط المدن، نرى كثيرا من الفقراء والمتسولين، وكثير من النساء والشيوخ، في حالة يرثى لها، يمدون أياديهم لطلب بعض النقود. وهذا الشباب العاطل الذي يطالب بالشغل أمام البرلمان، ورأينا أيضا دور الصفيح في العاصمة وفي مدن كبرى. منظر غير جميل، ولا يشرف صورة البلاد، خصوصا أنكم تستضيفون فنانين عالميين وصحافيين مشهورين، سيتحدثون عنكم عبر وسائل الإعلام العالمية. ألم يفكر المسؤولون في معالجة هذه المشاكل الاجتماعية قبل تنظيم وإعطاء الأولوية للمهرجانات؟ فسكت المواطن المغربي ونظر إليه بعيون كلها خجل وقلق وحيرة.
على المسؤولين وصناع القرار ألا يبعدوا عن أنظارهم المشاكل والهموم التي يتخبط فيها العباد في هذه البلاد قبل اتخاذ القرارات. وأن يبذلوا مجهودات جبارة للتخفيف من حدة الفقر والتهميش والهشاشة وسوء التدبير.
لا بد أن نملك شجاعة التفكير في هموم وطموحات المواطنين المهمشين بصدق وأمانة وشفافية قبل التفكير في التسلية والرقص والغناء والمرح وهدر الأموال في النشاط والترفيه.
ساحة النقاش