الأسبوع الصحفي السياسي – العدد 790 الخميس 22 ماي 2014
الحسين الدراجي
“حتى لا يبقى الشعب في دار غفلون”
هل نسي عبد العزيز بوتفليقة أن غدا عند الله الملتقى؟!
# الحلقة السادسة #
مما لا شك فيه أن المؤاخذات التي وجهتها لصديقي الصبي وزميل الدراسة عبد العزيز بوتفليقة كانت خالية من التحامل والتسويف، وذلك مع ما جاء في الإقرار والشهادة الرسمية التي سلمها مسؤول عن جبهة التحرير الوطني الجزائرية بالدار البيضاء، حيث يعترف فيها ويؤكد أن المرحوم والمواطن الغيور أحمد رمضان بن صايلة كان يستحمل شاحنتين مجهزتين بغرفة لتبريد السمك، كانت في الواقع تحمل صناديق السمك وفيها أنوع شتى من الأسلحة والعتاد الحربي مخبأة بإحكام يتسلمها المجاهدون الجزائريون المرابطون في أعالي جبال الأوراس، ويشهد هذا المسؤول أن السيد بن صايلة ورفيقه في قيادة الشاحنتين، قد تم اعتقالهما من طرف جنود الجيش الفرنسي وحكم عليهما بعشر سنوات سجنا نافذا بعد أن تعرضا لأبشع انواع التعذيب والتنكيل، وأنا محق في توجيه العتاب للرئيس الذي ازداد وتربى وترعرع بين ظهرانينا في مدينة وجدة التي آوته صبيا وعلمته شابا وقد غادرها وهو في سن العشرين من عمره، ولم يكن أحد من رفاقه في مدرسة سيدي زيان يعتقد آو يخطر بباله أن ذلك الفتى الوديع سيصبح ذات يوم رئيسا لدولة الجزائر، وسيدير ظهره لشعب قدم لإخوانه الجزائريين أيادي بيضاء وتحمل تضحيات جسيمة من متطوعين وسلاح ومساعدات مادية وبشرية لتحرير الشعب الشقيق من ربقة الاستعمار.
ولو كان بوتفليقة قد ولد في مدينة غير التي احتضنته مع ثلة من قيادة الثورة الجزائرية لكان هول ما قامت به السلطات الجزائرية من أعمال عدائية ضد المغرب أخف وطأة مصداقا لقول الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشد مظاظة * على النفس من وقع الحسام المهند
لقد بات من حق الشباب الوجدي الذين عرفوا آو تعايشوا مع بوتفليقة أن يتأكدوا، لماذا هذا الجحود وهذا الحقد من طرف رجل مازال ماء جداويل سيدي يحيى بن يونس تجري في عروقه؟ فهل هو مكره لا بطل كما يدعي البعض؟ وهل هو غير مسؤول عما يقوم به أعوانه من تجاوزات وأعمال شنيعة ذهب ضحيتها ثلاثمائة وخمسون ألف مواطن مغاربة أبرياء اختاروا العيش بين إخوانهم الجزائريين الذين كانوا بالأمس القريب يتجندون معهم في صف واحد ضد المستعمر الفرنسي؟
وما ذنب آلاف العائلات المغربية والجزائرية التي حرمتها السلطات الجزائرية من صلات الرحم وفي فريضة مقدسة عند الله، الذي قال عز وجل في شأنها <<.... من وصلها وصلته ومن قطعها قطعته>>.
من يتحمل مسؤولية إغلاق الحدود بين شعبين شقيقين جمعت بينهما الجغرافيا والدين واللغة والعادات والتقاليد والمصير المشترك؟
وأنا على يقين أن الرئيس الجزائري لو شاهده أفراد من العائلات الجزائرية والمغربية التي تسكن في المنازل المتاخمة لخط الحدود بناحية مدينة السعيدية وهم يذرفون الدموع لأنهم محرمون من حضن أقاربهم الواقفين على مرمى حجر بالضفة الأخرى، لأدرك خطورة حرمان الناس من صلة الرحم، حيث يضطر المواطن الوجدي إلى السفر إلى الدار البيضاء لركوب الطائرة لينزل بأحد مطارات الجزائر، ومن تم يركب الحافلة التي تنقله إلى مدينة مغنية التي تبعد عن وجدة بعشرين كيلومترا ... اللهم إن هذا منكر.
ساحة النقاش