http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

فيروس الصّراع على الزّعامة ينتقل من الشرق إلى الغرب في ليبيا.. لِمَن ستكون الغلبة في النّهاية لحفتر أم لصالح في برقة.. وللسراج أم باشاأغا في طرابلس؟ وما هو مصير اتّفاق وقف إطلاق النّار؟

<!--<!--

“رأي اليوم” الافتتاحية

الإنقسام هو الأرضيّة المُشتركة في ليبيا هذه الأيّام، فهذا الفيروس الخطير لم يَعُد مُقتَصِرًا على وجود سُلطتين وجيشين وبرلمانيين وحُكومتين في كُل من الشّرق والغرب، وإنّما انتقل إلى السّلطتين الحاكمتين نفسهما، وباتت كُل منهما برأسين مُتناحرين.

نشرح أكثر ونقول إنّ سُلطة الشرق، وبالتّحديد في مِنطقة برقة وجِوارها، باتت تشهد صِراعًا مُحتدمًا بين الجنرال خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، والسيّد عقيلة صالح رئيس البرلمان، واللّافت أنّ الجِنرال لم يلتزم باتّفاق وقف إطلاق النّار الذي أعلنه الثّاني يوم 12 آب (أغسطس) بوساطةٍ أمريكيّة وبالتّوافق مع حُكومة الوفاق في الغرب، لأنّه لم يعلم بِه إلّا عبر التّلفزيون.

المُفاجأة الأكبر جاءت من الغرب، وبالتّحديد من السيّد فايز السراج، رئيس حُكومة الوفاق، عندما قرّر تجميد وزير داخليّته ومُنافسه اللّدود فتحي باشا أغا، أثناء زيارة يقوم بها إلى أنقرة وسط أنباء تقول إنّه قام بالزّيارة دون التّشاور مع رئيسه.

السيّد باشاأغا رجل مصراته القويّ والزّعيم السّابق لأكبر ميليشياتها، أعرب عن استِعداده لطلب رئيسه السراج بالمُثول أمام لجنة تحقيق، ولكنّه اشترط أن يكون التّحقيق مُتلفزًا ومُذاعًا على الهواء مُباشرةً، وهو شَرطٌ لم يقبله السيّد السراج، لأنّه سيزيد من ضَعفِه أمام “شعب الغرب” اللّيبي.

اللّافت أنّ خطوة السراج جاءت بعد مُظاهرات غاضبة سادت العاصمة طرابلس ومُدن أخرى في الغرب، شارك فيها الآلاف، عُنوانها الأبرز الاحتِجاج على الفساد المُستشري، وتَغوّل الميليشيات، وانهيار الخدمات العامّة الأساسيّة مِثل الماء والكهرباء والأمن والتّعليم والصحّة واستِفحال البِطالة في أوساط الشّباب.

باشاغا أيّد هذه التّظاهرات نِكايةً بخصمه السراج، وأدان إطلاق النّار على المُتظاهرين، وحَظِي بسبب ذلك، بشعبيّةٍ كبيرةٍ في الغرب الليبي، وخاصّةً مسقط رأسه مصراته، الأمر الذي وضع خصمه السراج في مَوضِعِ حَرِجٍ للغاية.

هذا الصّراع بين السراج ووزير داخليّته ألقى بظِلال من الشّك حول فُرص نجاح اتّفاق وقف إطلاق النّار الحالي، تمامًا مثلما فعل الصّراع المُوازي بين الجِنرال حفتر ومُنافسه عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق، ومِن المُفارقة أنّ الرّجلين، أيّ السراج وصالح لا يملكان القوّة على الأرض، وإنّما شرعيّة سياسيّة مُتأرجِحَة.

السراج مِثل صالح يُجسّدان شرعيّتين مُختلفتين، الأوّل أيّ السراج، يُجسّد شرعيّة دوليّة تأتي من اتّفاق الصخيرات، والثّاني، أيّ صالح، يملك شرعيّة برلمانيّة مُنتخبة ومُعترف بها دوليًّا أيضًا، ولكنّهما شرعيّتان بلا أنيابٍ ومخالب، والقوّة العسكريّة على الأرض في يَد خصميهما باشاأغا وحفتر، والنّهاية مَكتوبةٌ على الحائط.

قوّات مصراته، إسبرطة ليبيا، هي الأقوى عسكريًّا في الغرب الليبي، وبُدونها، وزعيمها باشاأغا ما كان يُمكن صدّ هُجوم قوّات حفتر على العاصة طرابلس، وإذا صحّت الأنباء التي تقول إنّ الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان يدعم وزير الداخليّة لأسبابٍ كثيرةٍ إحداها جُذوره التركيّة، إلى جانب القوّة الاقتصاديّة والعسكريّة لمدينته مصراته، فإنّ أيّام السيّد السراج المُقبلة قد تكون صعبةً للغاية، أن لم تَكُن مَعدودةً.

الشّعب الليبي المغلوب على أمْرِه والمُهمّش، يُراقب هذا الصّراع على السّلطة والنّفوذ بمرارةٍ، ويترحّم قِطاعٌ عَريضٌ منه على أيّام العقيد معمر القذافي تمامًا مِثل نظيره العِراقي الذي يترحّم على أيّام حُكم صدام حسين، والشّعبان باتا يُقدِّمان الاستِقرار والأمن على كُلّ الطّموحات والشّعارات والمطالب الديمقراطيّة للأسَف.

ربّما يُؤدّي التدخّل الأمريكيّ إلى إعلان هُدنةٍ بين المُتخاصمين في شرق ليبيا وغربها، ولكنّها هُدنة ستكون مُؤقّتة، ونار الصّراع تظَل تحت الرّماد.. واللُه أعلم.

7 تعليقات

خالد مصطفى عليYesterday at 8:28 pm

يجب تغيير جميع من تصدر المشهد الليبي من 2012 إلى الآن هم سبب البلاء والخراب الحاصل اليوم - حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.

الضمير العربيYesterday at 5:15 am

لا يوجد زعامة ولا بطيخ الموضوع كارتيلات مصالح في ليبيا بين كارتيل إسرائيل والإمارات وروسيا ومصر وفرنسا وتساند حفتر ضد تركيا وإيطاليا وتساند حكومة الوفاق. إسرائيل وروسيا لا تريد تطوير الغاز الطبيعي في ليبيا كذلك مصر أيضا فرنسا تريد موضع قدم أكبر في ليبيا لشركة توتال الفرنسية حيث هي الداعم الرئيسي لمكرون في فرنسا. الإمارات تريد مواني شرق وغرب ليبيا لربطها مع سقطرى ودبي وباب المندب. إيطاليا تريد المزيد من الغاز الطبيعي من ليبيا مع مزيد من العقود لشركة ايني كذلك تركيا. الموضوع صراع مصالح إقليمي على نفط وغاز الشعب الليبي وعلى المواني الليبية.

لبلب لبيب لوبيا الليبىYesterday at 12:39 am

فى أيام القذافى كان اسم ليبيا هو الجماهيرية الشعبية الليبية الآن اسمها الميليشياوية التابعية التركقطريه.

ليبي حرSeptember 1, 2020 (2 days ago) at 8:13 pm

الفيروس الحقيقي هم الأوباش الذين يعملون ليلا ونهارا علي زرع الفتنة في ليبيا طمعا في ثرواتها وجعلها بلد فاشل حتي لا يفكر مواطني بلدانهم في الخروج على طغاتهم الجبناء.

شمس دلهومSeptember 1, 2020 (2 days ago) at 8:08 pm

الذي ساهم في صد هجوم حفتر على طرابلس هو الطيران التركي والتفاهم السياسي بين بوتين وأردغان وليش باشا أغا ومليشيات مصراتة.

AnonymousSeptember 1, 2020 (2 days ago) at 7:47 pm

أعتقد أنّ أيام السراج السياسية أضحت معدودة وتنتظر ورقة الطلاق التي سيوقعها أردوغان، ولعل زيارة باشا أغا  لتركيا وبدون إذن وعلم السراج يؤكد ذلك، وأظن أن ترتيب عزله وتوقيته تم الاتفاق عليه بين أردوغان وباشا أغا التركي الأصل، ولعل عدم تنفيد الإقالة جاءت من أوامر أردوغانيه، لحين ترتيبات إقالة السراج التي تم الإتفاق عليها وستكتب بالصيغة التي تحفظ ماء وجه الجميع.

صبوحSeptember 1, 2020 (2 days ago) at 6:58 pm

“الشّعب الليبي المغلوب على أمْرِه والمُهمّش، يُراقب هذا الصّراع على السّلطة والنّفوذ بمرارةٍ، ويترحّم قِطاعٌ عَريضٌ منه على أيّام العقيد معمر القذافي تمامًا مِثل نظيره العِراقي الذي يترحّم على أيّام حُكم صدام حسين، والشّعبان باتا يُقدِّمان الاستِقرار والأمن على كُلّ الطّموحات والشّعارات والمطالب الديمقراطيّة للأسَف”. هؤلاء هم ثوار أمريكا والناتو في العراق وليبيا تم استخدامهم لتخريب وتدمير بلادهم بحجة “الديموقراطية والحرية وحقوق الانسان والازدهار” بأياديهم وبدعم من الأنظمة الرجعية العربية وجامعتهم ومشايخهم للدين والفتاوي الجاهزة…
لا فرق هنا وهناك سوي اختلاف لون العمة..

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,107