شيطان التفاصيل يكمن في تشكيل الحكومة اللبنانية
<!--<!--
هل بدأ العد العكسي لتشكيل حكومة لبنانية جديدة أم أنّ دون ذلك عقبات تكمن في تفاصيل التركيبة رئيسا وأعضاء.
العالم - لبنان - حسين عزالدين
ثمة مؤشر يوحي بأنّ نار الحكومة المرتقبة عالية ودرجات الحرارة ترتفع إيذانا بالدخان الأبيض من قصر بعبدا بعد تحديد موعد للإستشارات مطلع الأسبوع المقبل. الأوساط المتابعة ترى أنّ مسار التأليف يسير بوتيرة متسارعة بعد تجميد رئيس مجلس النواب عجلات مشاوراته لتنتقل من العلن إلى الخفاء سيما وأنّ الثنائي الوطني الممثل بحركة أمل وحزب الله وحلفائهم ما زالوا يصرون على حكومة سياسية موسعة التمثيل تكون قادرة على مواجهة المشهد المتأزم اقتصاديا وأمنيا وسياسيا وهذا ما قرأه البعض إنعكاس لمبادرة باريس حول ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية قبل تنقيح النسخة التي برزت بالأمس حول بنود لها علاقة بالإصلاحات وانتخابات نيابية مبكرة وهذا ما قد يشكل فرملة لمساعي التكليف والتأليف معا من هنا كل المؤشرات السياسية الإقليمية والدولية لا توحي بالإيجابية، بل على العكس ما يحصل في لبنان وفي الإقليم يعطي إشارات بأنّ المحاور المتنازعة قررت الذهاب إلى الكباش النهائي والتصعيد الكامل.
في لبنان، لا يبدو الوضع في عمقه مختلفاً، لا تزال واشنطن حتى اللحظة غير متحمسة للمبادرة الفرنسية. في الأصل اذ يعتبر الأميركيون أنهم يحققون الكثير في ضغوطهم الاقتصادية .
في المقابل لا يزال حزب الله يهيء نفسه للضغوط القصوى، كما أنه يرفض أي تنازل سياسي خلال هذه المرحلة وتضيف المصادر أنّه في هذا الوقت يعمل اللبنانيون على التمسك بالمبادرة الفرنسية، التي على الأرجح باتت يتيمة، لكن تمسك القوى السياسية بها يقوم على قاعدة عدم خسارة القوى الأوروبية التي تتعاطى في السياسة مع لبنان بوجدانية تضاف إلى الواقعية الغربية.
ووفق مصادر مطلعة فإنّ هناك قرارا بملاقاة الحراك الفرنسي الذي بدأ قبل مدة، وذلك لعدم إحراج باريس أمام شركائها الدوليين، بل إعطائها الكثير من الحجج الواقعية التي يمكنها التلويح بها واستخدامها لاقناع هذه الدولة أو تلك بتخفيف الضغوط أو إعطاء المساعدات المالية.
وتقول المصادر أنّه بعد رفض الحريري أن يكون في الواجهة، عادت المبادرات إلى أوّلها، إلى حيث يجب الاتفاق على شخصية سياسية يسميها الحريري تؤّمن الإجماع الداخلي، مع العهد وقوى الثامن والرابع من آذار .
وتعتبر المصادر أنّ الاتفاق على هذه الشخصية قد يؤدي إلى فك الحصار السياسي عن لبنان نسبياً، ولن يؤدي إلى إظهار الحكومة ومن خلفها العهد بوصفهم معادين للولايات المتحدة الأميركية وللغرب عموما، بل على العكس من ذلك تماما. وتشير المصادر إلى أنّ ما يسهل هذه المحاولة في الاتفاق على رئيس للحكومة لا يكون من صفوف الثامن من آذار، هو الإشارات الأميركية بأنّ لا مانع في المبدأ بأن يمثَل الحزب في الحكومة، وعليه فإنّ الاتصالات تتجه إلى حكومة يزكي رئيسها سعد الحريري ويشارك بها "حزب الله" وكافة القوى السياسية الوازنة.
وتختم المصادر إنّ فشل مثل هذه المحاولة وعدم تشكيل حكومة سريعة سيؤدي إلى انهيار كامل لهيكل الدولة وتدهور شامل في الوضع المالي والنقدي والاقتصادي، كما أنّ الوضعين الصحي والأمني لا يسمحان بأي مماطلة قبل الوصول إلى تسوية مقبولة من الجميع فهل يتمكن اللبنانيون من كبح جماح شيطان التفاصيل ويذهبون نحو حكومة انقاذية تضمن عدم الإنهيار أو التخلي عن ثوابت القوة وإنقاذ ما يمكن انقاذه.
ساحة النقاش