http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

الرئيس عون والسيد حسن نصر الله وماكرون والمطالبون بعودة الانتداب الفرنسي إلى لبنان جميعهم أعلنوا أن ‏دولة الطوائف والطائف قد “أنفجرت” مع ميناء بيروت وليس في لبنان اليوم دولة.. فماذا ينتظر لبنان؟ ‏وهل هذه بداية النهاية أيضا لدول النظام الرسمي العربي الفاشلة؟

<!--<!--

 “رأي اليوم”  د. عبد الحي زلوم* مستشار ومؤلف وباحث

اذا كان هناك شيء واحد اتفق عليه اللبنانيون وهم مؤخراً لا يتفقون على أي شيء آخر فهو أنّ نظام الطوائف والمحاصصة والتوافق قد أوصل لبنان لتصبح دولة فاشلة وميتة وأن الله فقط هو من يحي العظام وهي رميم، وأنّ نظاما آخر قد أصبح من الضرورات. بل إنّ الدول الغربية المهيمنة على لبنان وبلسان مبعوثهم إلى بيروت بعد تفجير الميناء أي الرئيس ماكرون قد قالوها صراحة أنّ الوضع الحالي غير قابل للاستمرار . زيارة ماكرون كانت لمحاولة عدم انهيار الدولة بشكل كارثي لغير صالح الدول الغربية المهيمنة ووكلاءها الفاسدين في لبنان، فالطائفية والمحاصصة والفساد تم زرعهم أيام الإنتداب الفرنسي ذلك لأن هذه العناصر هي من مزروعات الإستعمار، ومن يزرع الشوك لا يحصد الورود. لكن المفارقة أنّ اللبنانيين قد وصلوا إلى قناعة بأن حكم الإستعمار المباشر أفضل مائة مرة من حكم اذناب الإستعمار، لدرجة أنّ عشرات الآلاف من البائسين اليائسين اللبنانيين قد طلبوا من رئيس دولة أجنبية أن يعيد استعمارهم باعتباره أرحم من (إستعمار) ملوك الطوائف اللبنانيين. وكما يقولون فحكم الشيخ أفضل من حكم كلب الشيخ.

سأستعرض تصريحات المعنيين بالأزمة حسب ورود تصريحاتهم زمنيا بدءا بماكرون ثم الرئيس عون ثم السيد حسن نصر الله.

***

زيارة الرئيس ماكرون:

من المفارقات أنّ يصبح الرئيس ماكرون مصلحاً في لبنان بينما يعتبره الفرنسيون مفسداً لبلادهم كما بينت الاحتجاجات التي حرقت الشانزليزيه في باريس واحتجاجات أصحاب الستر الصفراء التي عمت جميع المدن الفرنسية. لم يأت ماكرون بمبادرة شخصية وإنما مندوباً عن الولايات المتحدة وحلف ناتو الذي يخاف من انهيار الدولة اللبنانية وتوجهها إلى حيث لا يتمنون. طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول ساعات زيارته لبيروت بإجراء تحقيق دولي حول انفجار مرفأ بيروت مضيفا صوته إلى صوت أوركسترا الفاسدين. ثم تحدث عن التغيير مضيفاً: «هذا التغيير العميق هو المطلوب، يجب إعادة بناء الثقة والأمل وهذا لا يستعاد بين ليلة وضحاها، وإنما يفترض إعادة بناء نظام سياسي جديد». وأضاف: «ينبغي أن يكون هذا الانفجار بداية لعهد جديد…لا يمكننا العمل دون أن نتبادل بعض الحقائق المؤلمة.. إذا لم تنفذ الإصلاحات سيواصل لبنان الغرق». وأضاف: «ثمة حاجة لإجراءات سياسية قوية لمحاربة الفساد وقيادة لبنان إلى الإصلاح، وهناك حاجة لإصلاح النظام المصرفي اللبناني ليكون أكثر شفافية، ومن المهم وضع برنامج صندوق النقد الدولي للبنان موضع التنفيذ.” بعد اللف والدوران فسر الماء بعد الجهد بالماء وفسر أنّ الإصلاح المطلوب هو تنفيذ شروط صندوق النقد الدولي !!

****

بعد ساعات من تصريحات ماكرون واجتماعه مع الرئيس عون تحدث عون في دردشة مع الصحفيين عن ضرورة “إعادة النظر بنظامنا القائم على التراضي بعد أن تبيّن أنه مشلول ولا يمكنه اتخاذ قرارات يمكن تنفيذها بسرعة”، وهذا يكاد يكون شهادة وفاة لنظام المحاصصة والطوائف وهو إقرار من رئيس الجمهورية أنّ النظام الحالي وصل إلـى نهايته. وأجاب رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، على أن هدف المطالبة بالتحقيق الدولي في تفجير مرفأ بيروت هو “لتضييع الحقيقة”. بعد إصرار عون على التحقيق الداخلي قام أزلام نظام الفساد باقتحام الوزارات المعنية التي قامت بتلزيم عقود الفساد فقاموا باحتلال وزارة الطاقة ووزارة التجارة والاقتصاد والأشغال وحرق الأدلة التي تثبت فسادهم. أضاف الرئيس اللبناني أن “هناك احتمالين للانفجار الذي حصل، الأول الإهمال، والثاني تدخل خارجي” ولكي يقطع الطريق نهائياً عن اقتراح ماكرون بتحقيق دولي بانفجار المرفئ قال عون : “لا تدويل للأزمة، فإذا لم نتمكن من حكم أنفسنا لا يمكن لأحد أن يحكمنا، ولن تمس السيادة اللبنانية في عهدي”. وعن ما اقترحه ماكرون بشأن حكومة وحدة وطنية قال عون: “يجب تحضير الأجواء المناسبة لذلك، ولا يمكننا أن ندعو إلى حكومة وحدة لنصل إلى الانقسام الذي شهدناه في الحكومات السابقة”. وقال عون إنّ التحقيق في التفجير يجب أن ينصب على ثلاث مراحل: “كيف دخلت المواد المتفجرة إلى المرفأ، وكيف وُضعت، وكيف حُفظت لسبع سنوات”.

من الواضح ان هناك ثغرات كثيرة في قصة السفينة التي حملت مادة نترات الأمونيوم وطريقة إدخالها إلى الميناء بعد مكوثها في البحر على ظهر الباخرة لأكثر من ثلاثة أشهر! قصة عطل الباخرة ضعيفة.. تستعمل هذه المادة إما كسماد أو كمتفجرات وفي هذه الحالة يكون لتجارها رخص من الدولة. لم يدّعي ملكيتها أحد من التجار اللبنانيين ولا من الجيش اللبناني مما ينفي أن تكون هذه المادة لتجار لبنانيين لا يخلصون على بضاعتهم وثمنها بملايين الدولارات وليس لهم ما يخفوه حيث أنهم يحملون التراخيص المناسبة. السؤال الأول الذي يتوارد إلى الذهن، لماذا بقيت الحمولة على ظهر الباخرة لعدة شهور؟ والنقطة الثانية هي من هم أصحاب هذه الشحنة؟ بل من هم أصحاب السفينة، علما أنّ جميع دول الجزيرة العربية التي كانت تساند الحركات التكفيرية في سوريا تنتج هذه المادة وعلماً أنّ موانئ لبنان تم استخدامها في تلك الفترة كطريق عبور لتزويد الأسلحة والمواد التموينية للتكفيريين الذين كانوا على بُعد عشرات الكيلومترات فقط من بيروت على الحدود. كما يجب استبعاد أن تكون الشحنة لحزب الله لسبب بسيط وهو أنّ الشركة العامة للأسمدة السورية في حمص تنتج هذه المادة وبكلفة أقل إن لم تكن بالمجان بالنسبة لحزب الله، بالإضافة إلى أنّ نترات الأمونيوم الإيرانية تملأ الأسواق السورية أيضاً. الإجابة على هذه الأسئلة سيوضح الكثير. أما احتمال أن يكون هناك عامل خارجي فجّر الميناء فذلك احتمال يجب التدقيق به لأن هذه المادة تحتاج إلى حرارة لتنفجر وقد تم إيجادها عن طريق حريق سبق الانفجار!

***

وماذا عما قاله السيد حسن نصر الله بل ولربما الأهم عن ما لم يقله؟

لعل من أهم ما قاله السيد حسن نصرالله أنّ: “تعامل المسؤولين والطبقة السياسية مع ما حدث له تأثير مصيري على لبنان واللبنانيين لأنه سيحدد إذا بقي أمل في بناء دولة أم لا. إذا الدولة والطبقة السياسية أكانت في السلطة أو المعارضة لم تستطع الوصول إلى نتيجة في هذه الحادثة ومحاكمة الفاعلين عندها يمكن القول أنه لا يوجد أمل ببناء الدولة”. وختم نصرالله مخاطباً “لمن فتحوا معنا حربا” بالقول: “كما خبتم ستخيبون مجدداً، لن تحصلوا على شيء. الوضع الإقليمي والدولي مختلف عما تتصورون . هذه المقاومة هي أكبر من بعض المزورين والكاذبين والمضللين”. ما استدعى الإنتباه كان هدوء محتوى خطاب السيد نصر الله ولهجته بل و‏ما لم يقله. لم يعلق على الجوانب السياسية المريبة للرئيس الفرنسي من نقاط، ولربما وجد رد الرئيس عون كافيا وافيا، وإنما تحدث عن جوانبها الاقتصادية ورحّب بأي مساعدات اقتصادية قد تنتج عن الزيارة. كما أنه لم يذكر إلى أين سيذهب لبنان إذا فشل التحقيق في إيصال الفاسدين إلى العدالة (وهو احتمال كبير) وقد حزمت المقاومة أمرها باعتبار أنّ دولة الطائف والطائفية قد (خرجت ولم تعد) فأي دولة وأي نظام ينتظر لبنان؟ يبدو أنّ السيد نصر الله كان يقرأ عقل ماكرون اذ سارع ماكرون بالاتصال بالرئيس الأمريكي ترامب لإعلامه أنّ سياسة أقصى العقوبات ضد لبنان ليس فقط أنها فشلت وإنما أنها أتت بنتائج عكسية حيث أنّ الإنهيار سيكون في صالح إيران وحزب الله وأنّ سياسة العقوبات القصوى يجب أن تراجع. جن جنون الفسادين وأزلامه فأرسلوا أزلامهم لاحتلال الوزارات وإحراق الوثائق التي تدينهم.

****

نحن نعيش عصر ما بعد سايكس بيكو ودولها الوظيفية التي انتهت وظائفها وبذلك انتفت أسباب وجودها. وعند سقوط الدول تُخلّف ورائها الفوضى ولو إلى حين. فالفاسدون ورجالات أو أزلام الفساد سيحاولون هدم المعبد على جميع من فيه، ومن بعدهم فليكن الطوفان. أليس احتلال الوزارات وإحراق وثائقها هو الدليل على فقد أعصاب الصهاينة اللبنانيون من أحزاب مناهضة للمقاومة؟ ستتساقط دول الوظائف الواحدة بعد الأخرى مخلفة وراءها الفوضى وسيولد بعدها عهد جديد…ودولة الكيان المحتل هي إحدى منتجات عهد سايكس بيكو وهي تعاني من مؤشرات فشل الدولة داخليا فمظاهرات الأسبوع السابع ضد نتنياهو قد وصفته بـ(الخنزير والقرد والحمار). بالرغم من سياسة أقصى العقوبات فقد فشلت لتاريخه سياسة التجويع للتركيع وبدأت قوى الهيمنة الغربية بتغيير سياساتها ونحن مقبلون إلى عهد جديد وأنّ غداً لناظره قريب.

11تعليقات

الموج الأزرقToday at 3:25 pm (35 minutes ago)

السيد زلوم المحترم. أنا اجد أنك تعول كثيرا على حزب الله …لكن الوقائع التي دارت في سوريا والعراق وقتل أهل السنة والمظاهرات المسلحة التي قادتها في لبنان لتركيع السلطة والشعب اللبناني بالإضافة إلى موقع الحزب في جنوب لبنان لحماية الحدود الفلسطينية المحتلة من هجمات الفلسطينيين المقيمين في لبنان أكبر دليل على أن هذا الحزب لن يكون نصيرا للمسلمين السنة أبدأ فهو حزب طائفي بامتياز. أما انهيار دولة لبنان ربما يكون سببا لسيطرة إيران والحزب على حكم لبنان….هذا سيكون تحقيقا للسياسة الأمريكية التي هدفت من احتلالها العراق والفوضى في سوريا وكذلك لبنان لتمكين إيران من حكم سيطرتها على الهلال الشيعي.

أمريكا والعالم الغربي يفضلون الشيعة على السنة.

احمد -الاردنToday at 2:52 pm (1 hour ago)

انظمة سايكس بيكو في طريقها إلى مزابل التاريخ ولكنها لن تترك السلطة إلّا بعد تدمير كل شيء ….لتذهب هذه الأنظمة الفاسدة والمفسدة إلى الجحيم.

متابعToday at 2:03 pm (1 hour ago)

فرنسا هي من زرعت الطائفية في لبنان يجب أين يكون الرئيس مسيحي ورئيس الحكومة سني ورئيس البرلمان شيعي وغيره لماذا لا يختار اللبنانيون رئيسهم دون التفكير في الديانة إنها السم الفرنسي فرق تسد مثلما هو واقع في العراق والله يحمي أوطان العرب التفجير فرنسا والصهاينة من ورائه ولا عجب في ذلك.

HarryToday at 1:55 pm (2 hours ago)

نعم يجب تنفيذ تغيير جذري في النظام أو بالأحرى بألّانظام اللبناني وإنهاء دور وحتى وجود هؤلاء الفاسدين الإقطاعيين والطائفيين وللأبد. وحتى يتم ذلك يجب تكليف جهة مخلصة وواعية وقديرة قوّتا وتفكيرا للقيام بهذا العمل الذي لا لبنان بدونه. يا ترى من يستطيع تعليق الجرس؟
إنه حزب الله لا غير- القوي القادر والمخلص وغير الفاسد. إنّ هذا ضرورة ملحة. والدليل على أنّ هذا أفضل ما يحصل في لبنان هو أنّ الغرب ضد حزب الله وضد أي قوة تستطيع حماية البلد من شر إسرائيل التي هي من قامت بتفجير الميناء شبه الخالي من نيترات الأمونيوم والتي سرقت بكل سهولة واعتياد من الميناء لبيعها في الأسواق اللبنانية التي تحتاجها للزراعة. ليس لحزب الله حاجة لأن يخزن أسلحته في بيروت فلديه مئات المواقع من كهوف وغيرها لتخزين أسلحته. إنّ الانفجار نتج عن إلقاء قنبلة خاصة من السماء ومحبوكة بوقوع ثلاثة انفجارات صغيرة موقوته للفت الأنظار عن القنبلة التي أطلقتها اسرائيل تسببت بهذا الدمار.

خواجه فلسطينToday at 1:35 pm (2 hours ago)

الجوع اتى وتركيا تهدد إذا فرنسا أرسلت قوات للبنان تركيا سوف ترسل قواتها تحت حجة حماية التركمان في لبنان يعني كل شيء متفق عليه.

يمني من المغربToday at 1:23 pm (2 hours ago)

شكرا أستادنا العزيز على تحليلك المتفائل …. سقطت ورقة التوت عن طابور المتصهينة من الأعراب … بوادر أم المعارك تلوح بقوة في الأفق القريب …. فسطاط الإيمان ضد فسطاط النفاق …زاد الصبر والإيمان سر النصر.

محسن عون/تونسToday at 1:20 pm (2 hours ago)

الحمد لله الذي أبقى فينا من يهدينا. أنرتَ أيّها القلمُ. شكرا.

مروان-فلسطينToday at 12:57 pm (3 hours ago)

شكرا لك أستاذنا الفاضل زلوم على هذا المقال. أجل! لبنان بعد الانفجار لن يكون كما كان قبله. أزلام الطوائف وقادة الطابور الخامس في حالة من الهلع الرهيب. يجب على حزب الله أن ينتهز الفرصة ويستأصل الفاسدين بكل الطرق لأن التعايش مع هذا الوسخ مستحيل. إسرائيل هي من فجر ميناء بيروت وبمشاركة أمريكا. قبل اغتيال سليماني كان وزير الأركان الأمريكي في زيارة إلى اسرائيل وللمصادفة أنه قبل تفجير ميناء بيروت بيومين كان نفس الشخص في زيارة لإسرائيل. واللبيب من الاشارة يفهم…

taboukarToday at 12:30 pm (3 hours ago)

المتفجرات لا تشتعل إلّا بعود ثقاب. ما وقع هو عدوان. وطلاسم كثيرة تحوم حول أهدافه لا بد أنها تحتاج توضيح والتالي فضح ملابساتها. لعل بعضها قد يأتي مغلف بعنوان المنح والمساعدات.. الـ (إنّ) وشروطها..

لاجئ في وطنهToday at 12:18 pm (3 hours ago)

أطال الله في عمرك ووهبك الصحة والعافية لتبقى ضوء ينير الطريق للأجيال القادمة
نعم إنّ ما حدث في لبنان لشيء مريب وما حضور ماكرون بهذه السرعة إلّا للمعلمة الأوضاع قبل أن يسقط اتباعه في الوحل وتخرج لبنان في ثوب جديد مقاوم ينتي سيطرة الفاسدين على لبنان وينهي دور ملوك الطوائف فيها

AnonymousToday at 12:08 pm (3 hours ago)

بارك الله مسعاك.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 12 مشاهدة
نشرت فى 12 أغسطس 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,184