رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيليّ ينجو بأعجوبةٍ من كارثةٍ بعد خللٍ تقنيٍّ بالجوّ في المروحيّة التي أقّلته ممّا اضطرها للهبوط الاضطراريّ بقاعدةٍ عسكريّةٍ قريبةٍ والجيش يؤكّد: الحادث قيد التحقيق
<!--<!--
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
واجهت مروحية نقلت رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال أفيف كوخافي، عطلاً تقنيًا في الجو في الأسبوع الماضي، ممّا اضطرها إلى القيام بهبوط اضطراري في قاعدة قريبة بعد أْن هبطت إلى ارتفاع 30 مترا (مائة قدم) فوق سطح الأرض، وفقا لتقريرٍ تلفزيونيٍّ بثته القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ.
وووفقًا للمواقع العبريّة، فقد قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أكّد وقوع الحادثة، إنّ الخلل لم يعرض حياة ركاب المروحية للخطر، ولكن القناة 12 في التلفزيون العبريّ، التي كانت أوّل من كشف عن الحادثة، قالت في تقريرها، الذي اعتمد على مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، قالت إنها كادت أن تؤدي إلى “كارثة” بسبب معالجة غير صحيحة للوضع من قبل طاقم الرحلة، على حدّ تعبير مُراسِل الشؤون العسكريّة، نير دفوري.
وبحسب الجيش، فإنّ أحد محركي المروحية العسكريّة من طراز “بلاك هوك” تعرض لـ”خللٍ تقنيٍّ” خلال نقل رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي وضباط كبار آخرين. وقال الجيش الإسرائيليّ في بيانٍ رسميٍّ تمّ تعمميه على وسائل الإعلام العبريّة، بعد الكشف عن الحادثة، قال إنّ الإجراءات الفورية التي قام بها طاقم الطائرة سمحت له بالتعامل مع الخلل بأمان، ولم يكن هناك في أيّ مرحلةٍ خطر على حياة الركاب، على حدّ زعمه.
إلّا أنّ القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ قالت إنّ طاقم الطائرة تصرف بشكل غير صحيح أثناء الحادثة وأطفأ محرك المروحية الذي يعمل بدلاً من ذلك الذي تعرض للخلل، ممّا تسبب بفقدان المروحية للارتفاع – حيث هبطت إلى 30 مترًا (مائة قدم) فوق سطح الأرض – قبل أنْ يدرك الطاقم الخطأ الذي ارتكبه وينجح في الحفاظ على استقرار المروحية.
المروحية، التي كانت تنقل كوخافي من الكنيست في القدس إلى قاعدة عسكرية لم يتم الكشف عنها، تمكنت بعد ذلك من الهبوط في قاعدة “تل نوف” الجوية في وسط إسرائيل، حيث تمكنت مروحية ثانية من نقل كوخافي إلى وجهته، وفقا للناطق الرسميّ بلسان جيش الاحتلال الإسرائيليّ. وأكّد الجيش الإسرائيليّ في معرض ردّه على الواقعة قائلاً إنّ الحادث قيد التحقيق.
ومن الجدير بالذكر أنّ بلاك هوك (Black Hawk) تعتبر أهم طائرة مروحية أميركية مقاتلة، وهي مصممة للانتقال سريعًا إلى أماكن القتال، كما أنّها تنقل أو تجمع قوات ومعدات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تكييف التصميم الأساسي للطائرة بحيث تستخدم في نقل الجرحى أوْ لأغراض هجومية بحتة. وتستطيع الطائرة حمل 12 فردًا، بالإضافة إلى طاقمها المكون من أربعة أشخاص.
وتحمل بلاك هوك منصات خاصة على كل جانب منها لحمل معدات متخصصة، مثل المعدات الطبية. ويمكن استخدام نفس المساحة لتزويد الطائرة بصواريخ “هيلفاير” (Hellfire) المضادة للدبابات. وتستطيع بعض أنواع تلك الطائرة حمل 9000 رطل من المعدات الخارجية مثل مركبات كل الأراضي التي تستخدمها القوات الخاصة.
وبحسب المصادر الإسرائيليّة، تتمكّن بلاك هوك من الإقلاع من على ظهر حاملات الطائرات، كما تستطيع الطيران إلى مسافة 1000 ميل بحري إذا أضيفت إليها خزانات وقود. لكن حتى بعد وصولها إلى نهاية مدى مهمتها، يمكن أنْ يُعاد شحنها بالوقود أثناء الطيران عن طريق الإرضاع الجوي.
وطائرات بلاك هوك مدرعة بدرجة تمكنها من نقل الأشخاص وإجلائهم وسط إطلاق النار، وللدفاع عن نفسها، فإنّ تلك الطائرات مزودة ببنادق آلية في نوافذها الجانبية وفي أبواب غرفة القيادة، كما أنّ لدى أحد أنواعها القدرة على نشر ألغام صغيرة من الجو.
في سياقٍ آخر، ألغى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، أوّل من أمس الأربعاء، مناورة عسكرية ضخمة كان من المقرر إجراؤها في أيلول (سبتمبر) المقبل، لاعتبارات تتعلق بالميزانية، وفق إعلام عبري. وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، نقلاً عن مصادر واسعة الاطلاع في المؤسسة الأمنيّة، إنّ الحديث يدور عن واحدة من بين أكبر مناورتين خطط الجيش لتنفيذهما العام الجاري، بمشاركة آلاف من جنود الاحتياط.
وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّه كان من المقرر أنْ يتلقى جنود الاحتياط أوامر الاستدعاء في الأيام المقبلة، لكن تقرر إلغاء المناورة في ختام مباحثات برئاسة الأركان على وقع التقليصات المتوقعة لميزانية الجيش هذا العام، وفق المصدر ذاته.
ساحة النقاش