رئيس الشاباك السابق: الوضع الراهن جيّد لإسرائيل لأنّها تحصل على كلّ ما تريده بدون مقابلٍ ونتنياهو جبان ولا يقوم باتخاذ قراراتٍ حاسمةٍ بجميع المجالات وربحنا كثيرًا من أوسلو
<!--<!--
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
كرمي غيلون، رئيس الشاباك السابق، وصف في مُقابلةٍ مع صحيفة (هآرتس) العبريّة بكلمات قاسية جدًا عملية التدمير التي ينفذها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للدولة العبريّة، وفي مركز هذا الانتقاد اللاذع سئل كيف يتمثل هذا التدمير في المجال السياسي. فأجاب: هنا سأفاجئكم. الحقيقة هي أنّ نتنياهو هو شخص جبان ولا يقوم باتخاذ قرارات حاسمة في جميع الاوضاع: حماس، إيران. مثلا، قدرة تحمله في غزة. لقد تلقى صواريخ والجميع يضغط عليه من أجل تجريد غزة من السلاح ولكنه لا يسمح بذلك، ليس لأنه أقل منهم شعبوية، بل لأنه يخاف من اتخاذ قرارات صعبة. وعن الضم قال لن يتّم المخطط، وسينتهي بربط معين لمعاليه أدوميم بالقدس.
غيلون ترأس القسم اليهودي في الشاباك، وتسبب باعتقال أعضاء التنظيم السريّ اليهوديّ الذين هاجموا فلسطينيين وخططوا لتفجير قبة الصخرة. وفي الفترة الأخيرة نشر رواية بوليسية بعنوان “مسيح متوحش”، ألفها هو ويوسف شبيط، وهذا الكتاب يصف سيناريو متخيل لتنظيم سري يهودي يقوم بزرع الإرهاب والدمار في إسرائيل.
وبعد مرور 53 سنة أليس من المبالغ فيه أنْ نفترض أن النضال ضد الاحتلال لم ينجح؟ فردّ: أنا سأقول ما الذي كان يجب فعله. كان يجب إنهاء الاحتلال. فالاحتلال هو أمّ الخطايا. الشاباك حارب الإرهاب وهو يستخدم ضده كل الوسائل. ربما أكون لطيفا في نظرك. ولكن أيضًا أنا الذي وضعت الهاتف المحمول الذي فجر رأس “المهندس” يحيى عياش. ولكن جميع رؤساء الشاباك منذ ذلك الحين عارضوا الاحتلال. لقد حاربوا الإرهاب وعارضوا الاحتلال.
مبادرات الضم يسميها غيلون“أمر غير معقول”:تضارب مصالح مطلق لجميع الإطراف، مُضيفًا:“الوضع الراهن جيّد لإسرائيل لأنها تحصل على كل ما تريده بدون مقابل، لقد كنت شريكًا كاملاً بصفتي ضابط استخبارات في اتفاقات أوسلو. إسرائيل خرجت من اتفاقات أوسلو مع الاتفاق الأمنيّ الذي خدمها جدًا ضدّ الإرهاب ومع اتفاقاتٍ اقتصاديّةٍ”.
مع ذلك يواصل “الفلسطينيون خسروا لأنّ الموضوع الفلسطينيّ لم يعد قضية العالم. فالعالم الغربي ينشغل الآن بأمرين هما الهجرة والكورونا. في المقابل حدثت نفس العملية في الدول العربية المعتدلة التي أخذت في الزيادة. من هو الحليف الأفضل ضد إيران من إسرائيل؟ صحيح أنّه لن توقع أيّ دولةٍ عربيّةٍ على اتفاق مع إسرائيل بدون المرور برام الله. ولكن فعليًا يتطور هنا محور جديد كله مصالح. هذا ما فهمه ترامب بصورة ممتازة، وأوباما تلقى صفعة مع الربيع العربي، ترامب على الأقل قرأ الواقع، وحتى لو أنني لا أتفق مع مضمون خطته، بالتأكيد لا أوافق على الضم أو الترحيل”.
وتابع:“يجب علينا التعلم من أخطائنا في غزة وألّا نقوم بتكرارها في الضفة الغربية. فالضفة تتعايش معنا منذ الانتفاضة الثانية. عمليات “إرهابية” هنا وهناك دائمًا كانت موجودة. ولكن هناك وضع قائم يخدم الطرفين. السلطة لن تطلق الصواريخ على إسرائيل لأنّه لا توجد لها مصلحة في ذلك. بالضبط مثلما لا تقوم بذلك الآن”.
وهل في الوضع الراهن، الضم وإعطاء الجنسية للفلسطينيين لم يعد حلاً قابلاً للتنفيذ؟ وكان جوابه:”يمكن لهذا أنْ يحدث، لكن عندها ستطرح بالطبع أسئلة ديمغرافية. هذا لا يفيد إسرائيل. لماذا يجب علينا تحويل اليهود إلى أقلية في دولة كل مواطنيها؟ هناك من يؤيدون ذلك، لكنهم أقلية ضئيلة. أنا اعتقد أنّ الأغلبية الساحقة تريد دولة يهودية وديمقراطية، وأنا أفضّل دولة ديمقراطية. أنا أريد هنا حرية دينية مطلقة. أعتقد أنّه يجب مواصلة تسميتها دولة يهودية وديمقراطية؟ نعم. لأنّه يوجد لهذه الدولة قدر آخر وهو يهود الشتات”؟
وهل العرب يريدوننا؟ فردّ المسؤول الأمنيّ السابق بالقول: “الآن نعم. لأنهم يتمتعون من مزايا الديمقراطية ويعبرون عن أنفسهم. ربما هم أقلية مضطهدة لكنها غير ملاحقة. القائمة المشتركة ليست تنظيمًا سريًا، بل هي تتنافس بالوسائل الشرعية والقانونية التي منحتها إياها إسرائيل، ومع أيمن عودة لا توجد لي أيّ مشكلة”.
وعن انتهاء الاحتلال قال: “الآن أنا لا أرى كوكبة كهذه. إلّا إذا كان لدينا رئيس حكومة مثل شارون. جميعهم يتحدثون عن الإنفصال عن غزة. ولكن الأمر الأهم الذي قام به شارون هو الإخلاء في شمال الضفّة الغربيّة، وبالنسبة للمستوطنين فإنّ الاستيطان في غزة كان شيئًا زائدًا، فهي ليست من أرض الآباء”.
ساحة النقاش