مَنْ اخترق هاتف الوزير الإسرائيليّ؟ توتّرٌ حادٌّ بين نتنياهو وأجهزة المُخابرات أيضًا بسبب اختراق إيران لهاتف غانتس والأخير ما زال منفعلاً ومرتكبًا من الـ”فضيحة”
<!--<!--
الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعة المُستوى كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة في عددها الصادر يوم الجمعة، كشفت النقاب عن أنّ اختراق إيران للهاتف الذكيّ لرئيس حزب (أزرق-أبيض)، بيني غانتس، ما زال يتصدّر أجندة الحكومة، ويُخيِّم على استمرارها، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، اتهّم رئيس جهاز الأمن العّام (الشاباك) بإخفاء معلوماتٍ عنه حول الموّاد التي حصلت عليها المخابرات الإيرانيّة بعد الاختراق، مُضيفًا أنّ رئيس الشاباك، ندّاف أرغمان، يفعل ذلك من أجل مساعدة غانتس، وليس من منطلقاتٍ رسميّةٍ، على حدّ تعبيره.
وتابعت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّه على الرغم من أنّ غانتس نفى أنْ يكون الإيرانيون قد حصلوا على معلوماتٍ أمنيّةٍ عن إسرائيل، إلّا أنّ المُقرّبين من غانتس على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ الجنرال في الاحتياط كان وما زال متوترًا جدًا من هذه القضية، مُضيفًا أنّ اختراق الهاتف أقلقه في المعارك الانتخابيّة الثلاث التي خاضها في السنة الأخيرة.
وبحسب الصحيفة، فإنّ الأمر لم يوقّف عن هذا الحدّ، فقد نقلت عن المصادر قولها إنّ غانتس اتهم رئيس الموساد، يوسي كوهين، بالتعاون مع نتنياهو في هذه القضية، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ أحد المُقرّبين من زعيم حزب (أزرق-أبيض) قام بنقل رسالةٍ إلى رئيس الموساد حول القضيّة، ولكنّ الأخير نفى جملةً وتفصيلاً أنْ يكون “متورّطًا” في الواقعة.
وأردفت الصحيفة العبريّة قائلةً إنّ التوتر القائم بين نتنياهو وبين رئيس الشاباك حول اختراق هاتف غانتس الذكيّ، هو تعبير آخر عن الشكّوك الأساسيّة التي يُعرِب عنها رئيس الوزراء نتنياهو تجّاه الأجهزة الاستخباراتيّة الإسرائيليّة، لافتةً إلى أنّ أرغمان رفض التعقيب على ما ورد في النبأ، فيما قال ديوان رئيس الوزراء إنّ الخبر عارٍ عن الصحّة.
وكانت صحيفة عبرية قد قالت إنّ إيران نجحت في اختراق الهاتف المحمول لأحد الوزراء الإسرائيليين، عضو المجلس الأمنيّ والسياسيّ الإسرائيلي المصغّر “الكابينيت”. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أنّه بخلاف تعرض هاتف رئيس هيئة الأركان الإسرائيليّ الأسبق، ورئيس قائمة “أزرق أبيض” للاختراق من قبل الاستخبارات الإيرانيّة، فإنّ محاولة اختراق هاتف الوزير الإسرائيليّ الحاليّ لا يُعرف مَنْ يقف وراءها.
وأفادت الصحيفة العبرية بأنّ هاتف الوزير الإسرائيليّ، دون ذكر اسمه، تعرّض إلى أكثر من محاولة، وتمّت إحاطته قبل أسبوعين بذلك، دون أنْ يذكر من الجهة التي قامت بإيضاح ذلك، سواءً إنْ كان من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، أوْ من قبل أجهزة أمنية إسرائيلية أخرى.
وأوردت الصحيفة العبرية أنّه ليس من المؤكّد حصول الاستخبارات الإيرانية على أية معلومات من هاتف الوزير الإسرائيليّ، لكنّها أكّدت اختراق فعلي لهاتفه، مُشدّدّةً في الوقت عينه على أنّه ليس من المستبعد تعرض مسؤولين إسرائيليين آخرين إلى محاولات اختراق مشابهة، علمًا بأنّ رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي نفسه، ندّاف أرغمان، قد حذّر العام الماضي من إمكانية تدخل دولة أجنبية في الانتخابات الإسرائيلية، ملمحًا إلى أنّ تكون هذه الدولة إيران أوْ روسيا.
ويشار إلى أن الهاتف الشخصي لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلي السابق، الجنرال بيني غانتس، قد تعرض لاختراق من قبل هاكرز إيراني، وخرج بعدها معلقًا بأن هذا الاختراق مجرد “ثرثرة سياسية”، وبأنّ أمن بلاده أهم منه هو شخصيًا.
وقد أوضحت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ أنّ المخابرات الإيرانيّة تمكّنت بالفعل من الوصول إلى جميع محتويات هاتف غانتس الشخصي، بما في ذلك المعلومات الشخصية والمراسلات الخاصة إلى جانب المراسلات التي تتعلق بطبيعة دوره السياسيّ، مؤكّدةً بذلك أنّ جميع هذه المعلومات أصبحت الآن في أيدي المخابرات الإيرانيّة، كما أكّدت المصادر التي اعتمدت عليها القناة الـ12 الإسرائيليّة.
ساحة النقاش