http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

هل قرّرت إيران تجاوز “الفيتو” الروسي بتزويدها سورية منظومات دِفاع جوّي لا تقل تطوّرًا عن صواريخ“إس 300″؟ وهل تُمهِّد القِيادة الإيرانيّة لردٍّ انتقاميٍّ وشيك على العُدوان الإسرائيلي على مفاعِل“نطنز“النووي؟ وما هي النّقاط الخمس التي نَستخلِصها من ثنايا الاتّفاق العسكري السوري الإيراني الجديد؟

<!--<!--

-“رأي اليوم”-  كلمة رئيس التحرير عبد الباري عطوان

فجأةً، ودون أيّ مُقدّمات، ظهَر وزير الدفاع السوري عبد الله أيوب، واللواء محمد باقري رئيس أركان الجيش الإيراني أمام كاميرات التّلفزة، وهُما يُوقّعان في دِمشق على اتّفاقٍ عسكريٍّ جديد تَنُص أبرز بُنوده على تقديم منظومات صاروخيّة دفاعيّة للجيش السوري تُعزّز دفاعاته الجويّة، مِثلَما تُعزّز التعاون العسكري والأمني في شتّى المجالات في “البَلدين الصّديقين”.

هذا الاتّفاق الجديد هو تغييرٌ واضحٌ لقواعِد الاشتِباك، وقد يكون خطوة أكبر على طريق الاستِعداد لمُواجهة ضخمة أو خوض، عمل عسكريّ كبير في المِنطقة، قد تكون دولة الاحتِلال الإسرائيلي المُستَهدف الرئيسي.

اللّافت أنّ زيارة اللواء باقري وليسَ وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي لدِمشق، وقِيامه بتوقيع هذا الاتّفاق، يأتِي بعد أيّام معدودة من عُدوانٍ إسرائيليٍّ على مُنشأة “نطنز” الإيرانيّة النوويّة، حيثُ تُوجد آلاف أجهزة الطّرد المركزي اللّازمة لتخصيب اليورانيوم، وقبلها “عُدوانات” أُخرى استهدفت بُنى تحتيّة اقتصاديّة إيرانيّة، وموانِئ تصدير للنّفط في الجنوب.

***

في قراءةٍ مُتأنّية لظُروف هذا الاتّفاق، وما ورَد في المُؤتمر الصّحافي الذي عقده المَسؤولان السوري والإيراني على هامِش حفل توقيعه في مقرّ وزارة الدفاع السوريّة نَجِد لِزامًا علينا التوقّف عند خمس نُقاط رئيسيّة:

الأولى: تَعمُّد نص الاتّفاق التّأكيد على أنّ أبرز أهداف هذا الاتّفاق تزويد إيران لسورية بمنظومات دفاع جوّي متطوّرة من طِراز (باور373) و”خرداد 3″، وهذه المنظومات الدفاعيّة الصاروخيّة هي الأحدث في التّرسانة الإيرانيّة، ونتائج تطوير الصناعة العسكريّة الإيرانيّة لمنظومات صواريخ تُحاكِي صواريخ“إس 300“الروسيّة التي حصَلَت إيران على مجموعةٍ منها بعد تلكّؤٍ روسيٍّ عن التّسليم استمرّ لسنواتٍ بسبب الضّغوط الأمريكيّة والإسرائيليّة ولم يتم التّسليم إلّا بعد توقيع الاتّفاق النووي، حسب ما ذكرته لنا مصادر عسكريّة في محور المُقاومة.

الثانية: تسليم إيران هذه المنظومات الدفاعيّة الجويّة يُؤكّد أنّ روسيا، وتنفيذًا لاتّفاقٍ مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي، ترفض إعطاء الضوء الأخضر للقِيادة العسكريّة السوريّة لاستِخدام منظومة صواريخ“إس 300“التي تسلّمت أعدادًا كبيرةً منها، وجرى التّدريب على استِخدامها تحت إشراف خُبراء روس قبل عام على الأقل، وهذا الرّفض الروسي هو الذي دفع القِيادة السوريّة اللّجوء إلى الحليف الإيرانيّ لمُواجهة الاعتِداءات الإسرائيليّة المُتكرّرة.

الثالثة: إضفاء صفة الشرعيّة على الوجود العسكريّ الإيرانيّ في سورية، وربّما تكثيفه أيضًا، وتوجيه رسالة مُزدوجة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل تقول بأنّ هذا الوجود سيبقَى ويتطوّر، ويَعكِس تحالفًا استراتيجيًّا طويل المدى، ولا تَحلُموا بخُروجه.

الرابعة: الرّد على“قانون قيصر“الأمريكي الذي يُريد تجويع الشعب السوري وعرقَلَة عمليّة إعادة الإعمار، وإجبار القَيادة السوريّة على“تغيير سُلوكها“إذا أرادت تجنّب آثار هذا القانون، وتطبيقاته، مثلما هدّد جيمس جيفري، مبعوث أمريكا إلى سورية قبل أسبوعين.

الخامسة: توجيه رسالة إلى تركيا وردَت مُفرداتها على لسان اللواء باقري، تقول إنّ عليها أن تُدرك أنّ حل مشاكلها الأمنيّة لا يتأتّى إلّا عبر التّفاوض والتّفاهم مع الجانب السوري، بمعنى آخر أنّ إيران تَقِف في الخندق السوري في مُواجهة الوجود التركيّ في شمال سورية.

***

هذا الاتّفاق، أو المُعاهدة، لا يأتِي ردًّا على الغارات الإسرائيليّة التي تستهدف مواقع عسكريّة إيرانيّة وسوريّة، وإنّما أيضًا في إطار الاستِعداد لردٍّ أوسَع لحِلف المُقاومة، وربّما وشيك، على الهجَمات الإسرائيليّة المُتكرّرة على سورية ولمُنشآتٍ نوويّةٍ إيرانيّةٍ، وآخِرها مفاعل “نطنز” واغتِيال الخُبراء النّوويين الإيرانيين، فالقِيادة الإيرانيّة، وحسب ما ذكر مصدر رفيع مُقرّب منها، باتت تُدرك أنّها لا يجب أن تُكرِّر خطأها في سورية، وتتجنّب الرّد، لأنّ عدمه سيُؤدِّي إلى تَناسُخ الهجمات وتِعدادها، وزيادة حجم الأضرار في الوقتِ نفسه.

إيران وسورية قرّرتا تجاوز “الفيتو” الروسي واتّخاذ زمام المُبادرة، حتى لو تطوّر الأمر إلى مُواجهةٍ شاملةٍ، فزمن ضبط النّفس، ومُحاولة امتَصاص الإهانات قد يكون ولّى وأنّ مرحلة جديدة بدأت عُنوانها الرّد بكُل الطّرق والوسائل، سواءً جاء صريحًا أو “مُغمْغَمًا”، والسوريّون والإيرانيّون يملكون خِبرةً عَميقةً في الحالين.

سُؤال المِليار دولار هو:هل جاءت هذه الخطوة الإيرانيّة بدعمِ سورية بهذه المنظومات بالتّنسيق مع موسكو أمْ دون عِلمها أو رِضاها؟ نترك الإجابة للرّوس وللأيّام المُقبلة.

15تعليقات

قارئ 43Today at 1:13 pm (7 minutes ago)

تحية وبعد …أخطر ما في الموضوع هو وجود روسيا على الأرض السورية، وأما نحن فإننا نجلس، وكالمعتاد، على مقاعد المتفرجين “بنأزأز لب”. <!--<!-- <!--<!-- <!--<!--

أبو ابراهيمToday at 1:10 pm (9 minutes ago)

بل في ظني أن سؤال المليار دولار هو: هل انتهت سوريا وإيران من تركيب هذه المنظومة وتم تدريب الضباط عليها وأنها دخلت الخدمة وأن هذا الإعلان فقط لتدشينها أم أن المنظومة قيد الإنشاء وإنها في البدايات؟؟

باسم المخيم لم امت وأسأل جنينToday at 12:18 pm (1 hour ago)

روسيا حليف حقيقي لإسرائيل.. روسيا حليف شكلي لسوريا العربية .. أحذروا روسيا فدورها لا يقل خطورة عن موقف أمريكا.. لا تنخدعوا بروسيا ومواقفها التي تقتصر فقط على الجعجعة الكلامية.. حمى الله سوريا وشعبها من كيد الكائدين. فلسطين بوصلتي.

سمهريToday at 12:14 pm (1 hour ago)

هذا رأيكم!!؟؟... أما الشعب السوري فلن يرضى بهذا الإحتلال وترسيخه  وسيقاومه وسيزيله مع مسبباته، وما هو باطل فهو زائل!!...

taboukarToday at 12:11 pm (1 hour ago)

_ إيران في حاجة إلى سوريا. وسوريا في حاجة إلى إيران .. إنما المصيبة أن إسرائيل في حاجة إلى بعض حلفاءها العرب!!!!.

ابن الوليدToday at 12:07 pm (1 hour ago)

روسيا قدمت إلى سوريا ” لبناء سد ” يحول بين حدودها ومليشيات داعش والقاعدة؛ وربما قدمت في سبيل ذلك”إس 300”التي يبدو أنها لم تعد بحاجة لتفعيلها بعد تذويب الميلشيات بما يواكب مصالح كيان الأبارثايد الإسرائيلي الذي أصبح يشكل نفس التهديد على إيران؛ بنفش الحدة التي كانت تشكلها ميليشيات داعش والقاعدة على روسيا؛مع الفارق بين
”مصالح روسبا ”التي تخضع لمتطبات المرحلة؛ و”هذف إيران”الذي هو نفسه هدف المنطقة الذي بعد وأد جنين كونداليزا رايس؛ يسعى إلى تشييعه إلى مثواه الأخير!

أبونمرةToday at 12:05 pm (1 hour ago)

يجب النظر إلى هذا الإتفاق السوري الإيراني على أنه خطوة جديدة في بناء الإستراتيجية الشاملة لمحور المقاومة. إنه عمل مدروس و متأن ساهمت الظروف الميدانية الحالية في تنفيذه على أرض الواقع حيث مهدت له أسباب وجوده وأضفت عليه صبغة الإجراء الردعي الذي تتناسب أهميته مع أهمية الإعتداءات الإسرائيلية لكنه في واقع الأمر لم يكن وليد الحوادث الأخيرة التي عاشتها إيران أو الأعمال العدوانية المتكررة على سوريا بل هو مشروع متاكمل ومرحلة أخرى من مراحل الإستعدادات الجدية للمواجهة الكبرى. أهمية هذا الإتفاق أبعد مما نتصور بإعتباره يقدّم الحلول التقنية المناسبة لتحييد سلاح الطيران الإسرائيلي وتفوقه الجوي. أعتقد أن محور المقاومة سوف يحاول في المستقبل القريب إغتنام قانون قيصر لترسل إيران ناقلات الإعانة الغذائية والمحروقات إلى سوريا ولبنان وأن الإعتداء على أي من هذه البواخر سوف يعطيها الذريعة لتزويد حلفائها بأحدث ما توصلت إليه صناعتها من قطع بحرية كالزوارق السريعة والبوارج الحربية لتأمين الإمدادات. لا أرى من محور المقاومة، خلال الأشهر القادمة، إستعجالا أو بحثا عن الدخول في مناوشات عسكرية جانبية ومحدودة مع العدو الإسرائيلي أو بحثا عن تلقينه درسا يلزمه حدّه. الإختيارات تتجه اليوم نحو الإستعدادات لساعة الصفر التي أراها قد حددت سلفا وأننا دخلنا منطقة المائة متر الأخيرة وحسب تقديري المتواضع يكون الإستعداد التام لمحور المقاومة قد إكتمل خلال سنتين من الآن … والله أعلم.

جمال منصورToday at 12:02 pm (1 hour ago)

روسيا تنتهج سياسة اللعب على عدة أحبال. فمن جهه زودت سوريا بصواريخ إس 300 وتمنعهم من استخدامها لكي لا تغضب إسرائيل. ومن جهه ثانيه تعقد تفاهمات مع تركيا في المناطق السورية على الحدود مع تركيا ولا تحسم موقفها لصالح سوريا كي لا تغضب أردوغان. وتصمت على الضربات الإسرائيليه في سوريا بما فيها المواقع الإيرانيه. وهذا يذكرنا بموقف الإتحاد السوڤيتي من حرب الـ1973.

AnonymousToday at 11:44 am (1 hour ago)

نأمل ذلك..ولكن حسابات إيران كثيرة وإسرائيل تريد جرها لحرب قبل إنتهاء ولاية ترمي.

محمد المانياToday at 11:42 am (1 hour ago)

شكرا لهذه المعلومات. النصر للجمهورية الإسلامية الإيرانية والهزيمة للصهاينة وحلفائها الأعراب الأمويين.

الضمير العربيToday at 11:34 am (1 hour ago)

لقد طفح الكيل من الشريك الروسي حيث منظومة إس 300 متواجدة على التراب السوري منذ عام تقريبا ولم تفعل حتى الآن لإسقاط طائرات الأوغاد الصهاينة وشهريا يتم قصف قواعد سورية في سوريا دون تفعيل منظومة إس300؟؟ إذا إدخال منظومات إيرانية للدفاع الجوي خورداد وبافار373هو الحل للتصدي للصهاينة الأوغاد في سماء لبنان وسوريا.

AnonymousToday at 11:20 am (1 hour ago)

السؤال الأهم لماذا اختارت إيران هذا التوقيت بالضبط؟.

المراقب - الاردنToday at 11:02 am (2 hours ago)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ليس المهم نوعية السلاح ومصدره سواء كان روسيا أو إيرانيا ولكن المهم هو من يستخدم السلاح وهل يجرؤ على إستخدامه النظام الأسدي لا يجرؤ على الرد على الغارات الإسرائيلية ولن يرد فلو كانت النية موجودة فليطلقوا مضادات الطيران العادية والتي تتوفر في كل جيش في العالم

أيمن الصماريToday at 11:00 am (2 hours ago)

تسليم إيران هذه المنظومات الدفاعيّة الجويّة يُؤكّد أنّ روسيا، وتنفيذًا لاتّفاقٍ مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي، ترفض إعطاء الضوء الأخضر للقِيادة العسكريّة السوريّة لاستِخدام منظومة صواريخ “إس 300” التي تسلّمت أعدادًا كبيرةً منها، وجرى التّدريب على استِخدامها تحت إشراف خُبراء روس قبل عام على الأقل، وهذا الرّفض الروسي هو الذي دفع القِيادة السوريّة اللّجوء إلى الحليف الإيرانيّ لمُواجهة الاعتِداءات الإسرائيليّة المُتكرّرة.

إيراني من مشهد.Today at 11:00 am (2 hours ago)

بسم الله الرحمن الرحيم. أحسنتم أستاذ أبو خالد. مهما كانت الأسباب و الدوافع،فألف مرحبا بهذا التعاون والتنسيق خاصة في مجال الدفاع الجوي لأنّ سورية لا تستطيع أن تتساهل الهجمات الجوية من دولة الاحتلال اكثر من هذا. في الأعوام الماضية ظهرت للجميع كفاءة الصواريخ الإيرانية للدفاع الجوي والعدو يعرف ذلك جيدا، فاهلا وسهلا ومائة مرحبا. الخطوة التالية إنشاءالله يجب أن يكون وصول المؤن و مستلزمات الحياة العامة إلى كل من سوريا، لبنان واليمن المظلومة وغزة العزة إنشاءالله وبحوله وقوته. إن تنصروا الله ينصركم و يثبّت أقدامكم.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 34 مشاهدة
نشرت فى 12 يوليو 2020 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

280,425