بعد معاقبته الجنائية الدولية ترامب مخاطباً العالم .. لا قيمة لمن نقتل!
<!--<!--
السبت ١٣ يونيو ٢٠٢٠ - ١٠:٢٨ بتوقيت غرينتش
في إجراء لا يمكن وصفه إلاّ بالبلطجي هو ذلك الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما فرض عقوبات على مسؤولي وقضاة المحكمة الجنائية الدولية لمنعهم من ملاحقة عسكريين أميركيين متورطين في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في افغانستان.
أمريكا التي تطارد مسؤولين وشخصيات دولية متورطة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تنفيذا لأحكام صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، تصف الآن هذه المحكمة بأنها "محكمة زائفة" لمجرد أنها حاولت التحقيق في الشكاوى التي وصلتها من أفغانستان بشأن الفظائع التي ارتكبها الجيش الأمريكي هناك، ووصف "الزائفة" جاء على لسان وزير خارجية أمريكا الفاشل مايك بومبيو، عندما قال، تعقيبا على قرار المحكمة ملاحقة الجنود الأمريكين المتورطين بجرائم حرب قضائيا،:"لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي في الوقت الذي تهدد محكمة "زائفة" جنودنا".
استهداف المحكمة الجنائية من قبل ترامب هو استهداف لسيادة القانون في العالم، فترامب يعلن، من خلال فرضه عقوبات على القانون الدولي، وبصوت عال؛ أنّ أمريكا فوق القانون وأنّ لا قيمة لمن يقتله الأمريكيون ليس في أفغانستان فحسب بل في العالم أجمع.
العنجهية الأمريكية أثارت حفيظة العالم أجمع، فقد أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش، أنّ "تجميد الأصول وحظر السفر ينبغي أن يكون لمنتهكي حقوق الإنسان، وليس أولئك الذين يسعون لتقديم منتهكي الحقوق إلى العدالة"، فيما اعتبر رئيس مجلس الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية القاضي غون كوون الإجراء الأمريكي بأنه "يعرقل جهدنا المشترك لمكافحة الإفلات من العقاب وضمان تنفيذ الإلتزام بالمحاسبة على الفظائع الجماعية".
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قال في تغريدة على حسابه الرسمي على “تويتر”: أن المحكمة الجنائية الدولية تتعرض للابتزاز من قبل مجموعة من المتمردين على القانون، متنكرين بزيّ دبلوماسي، وتساءل عما يجب أن يجري أكثر من هذا ليستيقظ المجتمع الدولي وينتبه لتداعيات التماشي مع تلك البلطجية".
إنّ محاولة التستر على جرائم الجنود الأمريكيين، عبر فرض عقوبات اقتصادية على موظفي المحكمة الجنائية الدولية المعنيين بالتحقيق مع مسؤولين أمريكيين، وعبر تعليق إصدار تأشيرات دخول لهم ولعائلاتهم إلى أمريكا، كما حصل في العام الماضي عندما ألغى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تأشيرة دخول المدعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا، وهدد كذلك بإلغاء تأشيرات الدخول لأي شخص "متورط"! في التحقيق مع مواطنين أمريكيين، يجب أن تكون جرس إنذار لكل العالم، إزاء تمادي أمريكا في استغلال نفوذها الإقتصادي وقوتها العسكرية من أجل فرض أجندتها على العالم، ومن الضروري، بل ومن الحكمة، أن نقول كما قال رئيس الدبلوماسية الإيرانية ظريف:"من ينبغي أن يتعرض للترهيب بعد، لكي يدرك المتماهي مع الولايات المتحدة أنه سيأتي الدور عليه في المرة المقبلة".
ساحة النقاش