في إطار ردها على عملية التاجي.. لماذا شمل القصف الأنجلو-أمريكي قوات نظامية عراقية؟!
<!--<!--
“رأي اليوم” محمد النوباني* كاتب فلسطيني
رغم أن الناطقين باسم القوات المسلحة الأمريكية اتهموا كتائب حزب الله/العراق/ بالوقوف وراء عملية القصف الصاروخي ألذي أستهدف معسكر التاجي يوم ألأربعاء ألماضي، وأسفر عن مقتل وجرح العديد من الجنود الأمريكيين والبريطانيين إلاّ أنّ ردها العسكري مع بريطانيا على العملية لم يقتصر على تلك الجهة بل شمل أيضا مخازن أسلحة تابعة للحشد الشعبي وأخرى للقوات المسلحة النظامية التي تتبع للحكومة العراقية الأمر الذي طرح تساؤلات كثيرة بحاجة إلى أجوبة عن الأهداف الحقيقية لذلك القصف.
فلو أن الرد كان الهدف منه فقط للانتقام لضحايا هجوم “التاجي” لما كان الأمريكيون والبريطانيون الخبراء بسياسة فرق تسد الاستعمارية بحاجة لأن يستهدفوا أيضا قوات تابعة للحكومة العراقية ألتي يقولون بأنها شريكتهم في المعركة ضد الإرهاب وقتل وجرح العديد من أفرادها وتدمير مطار مدني قيد الإنشاء تابع لها ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية التي أحدثها في صفوف قوى المقاومة العراقية.
أذن لماذا كان هذا الاستهداف المقصود والذي شكّل انتهاكا للسيادة العراقية في وقت كانت واشنطن بحاجة ولو من باب ذر الرماد في العيون للإيحاء بأنها تحترم تلك السيادة؟
في اعتقادي أنّ الهدف غير ألمرئي هو جر مكونات الشعب العراقي إلى أتون معركة جانبية على خلفية تباين المواقف العراقية بين من يرى بأن وجود القوات الأمريكية في العراق هو احتلال يجب مقاومته وإخراجه بالقوة وبين من يسوق ذلك التواجد بأنه يهدف إلى مساعدة الحكومة العراقية على مكافحة ودحر الإرهاب ومحاربة التدخلات الإيرانية في شؤون العراق الداخلية.
إن المنطق يقول بأن الوجود العسكري الأمريكي في العراق هو وجود احتلالي غير مشروع سبق للبرلمان العراقي أن أتخذ قرارا بإنهائه في أعقاب استشهاد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس إلاّ أنّ حكومة تصريف الأعمال العراقية برئاسة عادل عبد المهدي لم تنفذ ذلك القرار الملزم لها بموجب الدستور وبالتالي فإنه لم يتبقى لدى قوى المقاومة العراقية سوى الكفاح المسلح أسلوبا وحيدا لطرد الأمريكيين من العراق.
من هذا المنطلق فإن توقيت العدوان الثنائي الأمريكي- البريطاني الجديد على العراق يشي هدفه الحقيقي هو إضعاف موقف القوى العراقية المطالبة برحيل القوات الأمريكية من العراق وتقوية نفوذ القوى الرجعية العراقية الموالية للاحتلال والتي تطالب ببقاء عسكري دائم للقوات الأمريكية في العراق لتحقيق التوازن المطلوب مع القوى الموالية لإيران.
على هذا ألضوء فقد طال القصف الأمريكي مساء الخميس الماضي مواقع تابعة للجيش العراقي النظامي لكي يجري تحميل المقاومة مسؤولية ما جرى وبالتالي دفع الأمور نحو احتراب داخلي بين قوى و مكونات الشعب العراقي.
بمعنى أكثر دقة فان القصف الأمريكي-البريطاني على أهداف عراقية لم يكن قصفا عسكريا فحسب بل كان أيضا قصفا سياسيا يرمي إلى القيام بعملية خلط أوراق خبيثة في الساحة العراقية لتفجيرها من الداخل.
بكلمات أخرى فان القصف كان عبارة عن محاولة أمريكية لعرقنة للصراع في العراق أي لجعله صراعا عراقيا-عراقيا بدل من أن يكون صراعا عراقيا ضد الوجود الأمريكي غير الشرعي ومن أجل استكمال تحرير العراق.
ولكن هذه المحاولة الأمريكية التي تذكرنا بالمحاولة الأمريكية الفاشلة لفتنمة الصراع في فيتنام، أثناء الحرب الفيتنامية – الأمريكية في ستينيات وسبعينيات، القرن الماضي ستفشل لسببين:
الأول: لأنه سيتضح للشعب العراقي أن القوات الأمريكية تتحرك في العراق دونما تنسيق مع الحكومة العراقية وبالتالي فأنها قوة احتلال جاءت لنهب خيرات بالاشتراك مع نخبة سياسية عراقية فاسدة لا هم لها إلاّ سرقة ونهب المال العام.
والثاني: لان ذلك سيزود المقاومة العراقية بالمزيد من الشرعية لتصعيد المقاومة ضد القوات الأمريكية ولتسريع طردها من العراق.
وستّضج معالم هذا الفشل الأمريكي مع أول رد للمقاومة العراقية على الرد الأمريكي على عملية معسكر التاجي..
ملاحظة: نقلت قناة الميادين صباح اليوم السبت عن مصادر عراقية أنّ الجناح الأمريكي في قاعدة التاجي تعرض للقصف مجددا ب 18 صاروخ كاتيوشا.
2 تعليقات
أيوبToday at 8:58 am (35 minutes ago)
ليست هناك قوات نظامية عراقية بل مليشيات شيعية تابعة لإيران، القوات النظامية أو الجيش العراقي انتهى مع الإطاحة بصدام حسين
ابن الوليدYesterday at 1:45 pm
أمريكا تهذف لعزل القوات النظامية عن حاضنتها المقاومة؛ فجاءها الرد سريعا وحاسما * مطالبة الحومة قوات الاحتلال الأمريكية بالإسراع في الانسحاب تنفيذا لقرار الشعب العراقي مجسدا في البرلمان والحكومة برحيل الاحتلال الأمريكي ” قبل ترحيله! ”
ساحة النقاش