نيزافيسيمايا غازيتا: إسرائيل تعتبر نفسها مهجورة من الحلفاء
<!--<!--
“رأي اليوم” (روسيا اليوم)
تحت العنوان أعلاه كتب إيغور سوبوتين في “نيزافيسيمايا غازيتا” حول تصريحات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي،أفيف كوخافي، بشأن ما أسماه “مواجهة محدودة مع إيران”. جاء في المقال: “أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، عن آفاق “مواجهة محدودة” مع إيران والدولة العبرية. ووفقا له، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي يستعد لهذا السيناريو. وفي حالة التصعيد العسكري المحتمل، لا يرجح رئيس الأركان العامة أن يعتمد الإسرائيليون على حليفهم الأقرب الولايات المتحدة الأمريكية، أو على دعم شركائهم التكتيكيين في العواصم العربية، وهي مخاوف أكدها الخبراء.
وكان كوخافي قد تحدث عن احتمالات الحرب، خلال خطاب له في مركز هرتسليا متعدد التخصصات، حيث أشار إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يستعد لـ “مواجهة محدودة مع إيران”، لأنه يرى أن طهران تواصل تعزيز موقعها في سوريا والعراق، من خلال وكلائها في المنطقة.
وتابع رئيس الأركان: “لن نسمح لإيران بالحصول على موطئ قدم في سوريا أو في العراق”، مشيرا إلى أن قضية عبور الأسلحة فائقة الدقة تقلق الإسرائيليين، لأن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ينقل أسلحته إلى دول أخرى، في ظل الاحتجاجات المستمرة في العراق، وما تخشاه إسرائيل بشكل أساسي هو توسع ترسانة الأسلحة في لبنان.
وقال أفيف كوخافي: “في الحرب القادمة، سواء كان ذلك في الشمال (سوريا) أو في غزة، ستكون كثافة قوة النيران لدى العدو كبيرة، ولن يمكن خوض الحرب بلا ضحايا، ولا يمكنني ضمان حرب سريعة”. وبهذا الصدد، قال كوخافي أنّ البلاد “تحتاج إلى الاستقرار الوطني” تجنبا للمخاطر، ومن الواضح أنه يعني بذلك الأزمة السياسية المستمرة في إسرائيل. في الوقت نفسه أضاف القائد العسكري الإسرائيلي أنه سوف يكون من الأفضل لو لم تكن الدولة العبرية هي وحدها ما تعاني من الطموحات الإيرانية في المنطقة، وربما كان ذلك تلميحا بإلقاء اللوم على الولايات المتحدة الأمريكية والممالك العربية، التي لم تتمكن من الرد على الهجمات التي تعرضت لها منشآت أرامكو السعودية في سبتمبر.
كذلك هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عدة مرات مؤخرا بأن الصراع في سوريا قد يصبح بالنسبة لإيران “حرب فيتنام أخرى”، ويرى متابعون في مجلة “ناشيونال إنتيريست” National Interest، أن هذه الخطابات الإنشائية المتشددة ليست سوى استعداد لانتخابات جديدة في الكنيست الإسرائيلي، حيث دخلت إسرائيل، خلال العام الماضي وحده جولتي انتخابات، وتستعد الآن لخوض انتخابات ثالثة. ومن الأهمية بمكان لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي يقود حزب الليكود في هذه الانتخابات أن يبقى في السلطة، لتجنب الإجراءات القانونية في العديد من قضايا الفساد التي يواجهها.
كذلك ترى صحيفة هآرتس في كلمات كوخافي محاولة لإرسال إشارات إلى الجمهور الإسرائيلي حول تكلفة الحفاظ على أمن البلاد في المستقبل القريب، حيث يرى كتّاب الصحيفة أن خطاب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يضع الأساس للصراع حول الموازنة العامة، التي ينتظر أن تبدأ حينما تتقلد الحكومة الجديدة مهام عملها، حيث ستكلف استراتيجية الدفاع، التي تحدث عنها رئيس الأركان، الدولة العبرية عشرات المليارات من الشيكلات، وهو ما سيتطلب من الحكومة ضخ المزيد من الأموال للوزارة، وذلك موضوع الصراع الدائم بين المجتمع العسكري ووزارة المالية.
ومع ذلك، فإن كلمات كوخافي قد لا تكون مجرد خطاب سياسي، وفقا لتوقعات بعض المحللين، حيث خلص الباحثون في معهد القدس للإستراتيجية والأمن، في تحليلاته للأحداث المتوقعة عام 2020، إلى أن “هناك احتمالا كبيرا لصراع واسع النطاق بين إيران وإسرائيل، إذا ما استمرت إيران في تخصيب اليورانيوم، لذلك يجب على إسرائيل أن تكون مستعدة لصراع مستقل مع إيران”. ويتابع الباحثون: “في الوقت نفسه، يجب أن تكون إسرائيل مستعدة كذلك لإمكانية استئناف المحادثات الأمريكية الإيرانية، والعمل على ضمان التنسيق الكامل مع واشنطن بشأن المطالبات الأمريكية لإيران”.
ساحة النقاش