ليكودي يؤمن بحلم”إسرائيل الكبرى”.. من هو جدعون ساعر الذي تجرأ على منافسة نتنياهو في الانتخابات؟
<!--<!--
“رأي اليوم” القدس- متابعات:
وضع عضو الكنيست الإسرائيلي جدعون ساعر نفسه في مركز الخارطة السياسية الإسرائيلية بمعسكر اليمين، حين كسر حاجز الصمت ونافس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رئاسة حزب الليكود الحاكم في إسرائيل.
ورغم خسارة ساعر أول أمس الخميس الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب الليكود، فإنه نصّب نفسه ليكون خليفة لنتنياهو بحال فشل الأخير في تشكيل حكومة جديدة، بعد الانتخابات الثالثة للكنيست خلال أقل من عام والمقررة في الثاني من مارس/آذار المقبل، حسب تقرير”الجزيرة نت”.
وفور إعلان المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت، في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تقديم ثلاث لوائح اتهام ضد نتنياهو بملفات فساد، طالب ساعر نتنياهو بالتنحي عن منصبه، وطالب بإجراء انتخابات لرئاسة الليكود خلفا لنتنياهو الذي يقود الحزب منذ عام 1999.
صراع وتمرد
وحمّل ساعر نتنياهو مسؤولية فشل تشكيل حكومة للمرة الثانية خلال أشهر قليلة، وعدم تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب مع زعيم تحالف “أزرق-أبيض” بيني غانتس، كما أنه استبعد إمكانية أن ينجح نتنياهو -مع بدء جلسات محاكمته والمسار القضائي ضده- في تشكيل الحكومة المستقبلية عقب انتخابات الكنيست المقبلة.
ولحين حسم الصندوق بانتخابات الكنيست الثالثة، تنتظر ساعر الذي حصل على 27.5% من أصوات المنتسبين لليكود بالانتخابات التمهيدية على رئاسة الحزب، تحديات كبيرة بمزاحمة قادة الليكود على خلافة نتنياهو الذي وإن حقق إنجازات بصناديق الاقتراع، إلا أنه يواجه تأزم وضعه القانوني مع ازدياد فرص إدانته قضائيا، وهي الحالة التي قد تدفع ساعر إلى مواصلة مسيرة التمرد والسعي لقيادة الليكود نحو حكومة وحدة وطنية مع غانتس دون نتنياهو.
ولد ساعر البالغ من العمر 53 عاما، في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 1966 في مدينة تل أبيب، من أب مهاجر من الأرجنتين وأم تعود أصولها إلى بخارى في أوزبكستان، وحصل على اللقب الأول بالعلوم السياسية، وكذلك لقب أول بالحقوق والمحاماة من جامعة تل أبيب.
التحق ساعر حين كان عمره 15 عاما بحركة “هتحياه” التي أسست في أكتوبر/تشرين الأول 1979، من خلال تحالف بين أعضاء سابقين في حركة “حيروت” -الحركة من أجل “أرض إسرائيل الكبرى”- و”غوش إيمونيم”، الحركة الدينية القومية غير البرلمانية التي شكلت الرافعة للمشروع الاستيطاني بالضفة الغربية وقطاع غزة.
سياسي وإعلامي
انخرط ساعر بالخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي في عام 1984 ضابطا ومقاتلا في لواء النخبة للمشاة “جولاني”، وبسبب إصابته خلال تدريبات لعناصر اللواء انتقل لدورة تعـليمية في الاستخبارات العسكرية، ليعود ثانية إلى لواء “جولاني” جنديا وضابط احتياط حتى الانتهاء من الخدمة العسكرية عندما كان في الـ36 من عمره.
خاض ساعر تجربة العمل في الصحافة والإعلام لعقد من الزمن في العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية، قبل أن يطرق باب الحقوق والمحاماة، وتزوج من المذيعة والصحفية الإسرائيلية غيولا إيفن، التي تنتمي بفكرها وأيديولوجياتها إلى معسكر اليسار الصهيوني، ولديهما طفلان، كما أن لديهما أولادا من زيجات سابقة.
عمل ساعر قبل دخوله المعترك السياسي ضمن حزب الليكود مساعدا للمدعي العام للدولة، وكان مساعدا للمستشار القانوني للحكومة، كما عمل سكرتيرا للحكومة.
اعتزال وعدول
انتخب ساعر لعضوية الكنيست عن حزب الليكود لأول مرة في أبريل/نيسان 2003، حيث تفوق على قادة الليكود في الانتخابات التمهيدية لقائمة الحزب للكنيست في عامي 2009 و2013، وما أن عاد إلى الحياة السياسية عام 2019، حتى انتخب ثالثا ضمن قائمة الليكود للكنيست عشية انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي.
ويعتبر ساعر الذي كان رئيسا لائتلاف حكومة أرئيل شارون، من أبرز المعارضين لخطة فك الارتباط وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جانب واحد من قطاع غزة في عام 2005، كما أنه يؤمن بـ”أرض إسرائيل الكبرى”، ويعارض فكرة إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود الرابع من يونيو/حزيران بموجب القرارات الدولية.
اعتزل ساعر-الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه أيديولوجيا على يمين نتنياهو- الحياة السياسية بعام 2014، وبعد استقالته من الكنيست ومن منصبه وزيرا للداخلية عمل زميل أبحاث رفيع المستوى في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في جامعة تل أبيب، وكان محاضرا بموضوع إدارة الحكم والإصلاحات في الكلية الأكاديمية أونو.
مهام ومناصب
ضمن وظيفته وزير الداخلية عمل على تمديد العمل بقانون الطوارئ الذي يحظر لمّ شمل الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، ومنع لمّ شمل العائلات الفلسطينية المشتركة مع أزواج من الدول العربية، إلى جانب ذلك، عمل على تشريع قوانين لمنع منح إقامة مؤقتة للمهاجرين الأفارقة.
وخلال عمله وزيرا للتربية والتعليم، قاد ساعر خطة التعليم المجاني للأطفال، كما وضع حجر الأساس لإقامة جامعة “أريئيل” في مستوطنة أريئيل، لتكون بذلك أول جامعة إسرائيلية تقام في مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة.
كما كان ساعر عضوا في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، خلال العدوان العسكري على قطاع غزة في عام 2012 الذي أسمته إسرائيل عملية “عمود السحاب”، وبدأت العملية باغتيال قائد كتائب عز الدين القسّام الجناح العسكري لحركة حماس أحمد الجعبري.
ساحة النقاش