http://kenanaonline.com/AAC-ES-SMARA

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

إنها سكرات موت.. عصابة صدام لن تحكم العراق بعد اليوم

<!--<!--

 السبت ٠٥ أكتوبر ٢٠١٩ - ١٢:٠٧ بتوقيت غرينتش

قيل الكثير عن التظاهرات التي يشهدها العراق هذه الأيام، التظاهرات التي كان من المقرر لها أن تدعو إلى تحسين الأوضاع المعيشية للناس ومكافحة الفساد وتوفير فرص عمل للعاطلين، فإذا بجهات مكشوفة الحال والنوايا، تركب موجة التظاهرات وتعمل على العكس من أهداف المتظاهرين، فاصطدمت بقوات الأمن، وسقط قتلى بين الجانبين، وتم إحراق مبان حكومية وغير حكومية وسيارات ومحال تجارية، وعمت الفوضى ربوع المحافظات الشيعية في الوسط والجنوب بالإضافة إلى العاصمة بغداد حصرا.

العالم – يقال أنّ - نبيل لطيف / العالم

أخبار موثقة نقلتها جهات حكومية عراقية رسمية، منها محافظ النجف الأشرف لؤي الياسري، أكدت أنّه تم إلقاء القبض على مجموعة دخلت المدينة القديمة في النجف لتنفيذ عملية اغتيال مرجعيات دينية، بالإضافة إلى محاولة جهات أخرى لجر التظاهرات إلى مكتب المرجع الديني آية الله السيد السيستاني، كما تم إلقاء القبض على عصابتين كانتا تخططان للسطو على مصرفين في النجف والكوفة. وفي ذات السياق، أعلنت مصادر رسمية أمنية، أنّ قناصا في بغداد قتل رجلي أمن ومتظاهرين اثنين، في محاولة مكشوفة لرفع وتيرة التوتر وتسخين التظاهرات ودفعها نحو المجهول، فيما مازالت النيران تشتعل في مبان حكومية ومقرات أحزاب ومبان تعود ملكيتها للمواطنين في العديد من محافظات الوسط والجنوب. لا نحتاج لتحليل معمق لنعرف أن هذه الممارسات الإجرامية ليست من فعل شباب نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم المشروعة والتي تجاهلتها الحكومات المتعاقبة، التي ورثت أوضاعا مزرية عن النظام الصدامي المجرم، والتي زادت تعقيدا على يد المحتل الأمريكي وعصابات "داعش" والصداميين، فهي من فعل الحلف البعثي الصدامي التكفيري المدعوم سعوديا، بينما تضبط أمريكا الإيقاع من داخل سفارتها في بغداد، والتي جندت كل إمكانياتها على مواقع التواصل الاجتماعي وذبابها الالكتروني الذي ينفخ بنيران الفتنة. بات واضحا أنّ هدف عصابات البعث الصدامي الداعشي المدعومة سعوديا وأمريكيا، خلق فوضى عارمة في العراق نحرق الأخضر واليابس، لإثبات عجز حكومة عادل عبد المهدي، والضغط عليها ودفعها إلى الاستقالة، وهو هدف يعتبر ثانويا في إطار الخطة الأمريكية السعودية، فمن الخطأ الاعتقاد أنّ الفوضى ستنتهي برحيل حكومة عادل عبدالمهدي، بل العكس تماما ستزداد حدة وعنفا، لتمهيد الأرضية أمام تدخل أمريكي، الذي سيتصرف كما لو انه مضطرا للتدخل من اجل حقن دماء العراقيين، التي عجزت حكومة عادل عبد المهدي أن تحافظ عليها، ومن ثم فرض حكومة من الوجوه البعثية الكالحة ورفاقهم من الطائفيين الحاقدين، على العراقيين، تكون تابعة وذليلة للمحور الأمريكي السعودي في المنطقة.

رغم أنّ المخطط الذي اُعد للعراق على نار هادئة، كان مكشوفا للعراقيين، وجميعنا يتذكر تحذيرات الشيخ قيس الخزعلي الأمين العام لعصائب أهل الحق، في هذا المجال عندما حذر قبل عدة شهور من الآن، أن الفتنة ستبدأ في الشهر العاشر، لارتباط هذا التاريخ بذكر مرور عام واحد على طرح مخطط تصفية القضية الفلسطينية المعروف بصفقة القرن.

ما يجري في العراق اليوم من استغلال المطالب الحقة للعراقيين، من قبل الطابور الصدامي الداعشي الخامس، هو محاولة لإعادة سيناريو الثورات الملونة في العراق، حيث تحاول مواقع التواصل الاجتماعي التي جندتها السفارة الأمريكية بالإضافة إلى الأخطبوط الإعلامي السعودي والقنوات البعثية الفتنوية والطائفية في العراق، خلق "أيقونات" مثل "بائعة المناديل الورقية" أو الشيخ المسن" أو "صاحب الراية"، وهي "ايقونات" تشبه إلى حد بعيد "الأيقونات" التي صنّعتها أمريكا لكل الفوضى التي صدرتها لأكثر من بلد في العالم، والتي مازالت تعاني من الفوضى والاقتتال.

"أيتام صدام" ركبوا موجة التظاهرات، بعد أن نفخت أمريكا بجثتهم المتعفنة، فاخرجوا رؤوسهم من جحورها ، وأطلقوا التصريحات وأذاعوا البيانات وكأنهم الناطق الرسمي باسم المتظاهرين، أو أنهم أبطال وطنيون، ومن بين هذه الوجوه الكالحة رغد ابنة السفاح المقبور صدام، حيث غردت على تويتر، وأشادت بالخراب والفوضى الذي يضرب العراق بقولها: "أنتم تسطرون ملاحم البطولة كما عهدناكم .. انتم نسل أبطال القادسية".

يعتقد الحلف البعثي التكفيري المدعوم سعوديا وأمريكيا، أنّه من خلال الإبقاء على حالة الفوضى، سيدفع الحشد الشعبي للتدخل من اجل الحفاظ على أمن واستقرار العراق، ما يجعله في مواجهة الشارع، وبالتالي إسقاط قدسية سلاحه الذي هزم به عصابات البعث الصدامي الداعشي والمخطط الأمريكي الذي كان يستهدف العراق وجودا وشعبا.

صحيح أنّ المخطط الأمريكي السعودي الذي ينفذ على يد مرتزقتهم من الصداميين والتكفيريين مخطط معقد وكبير، إلاّ أنّ الشعب العراقي أكبر بكثير من أي مخطط، فالعراق لن يعود إلى الحظيرة الأمريكية، كما لن تفلح أمريكا بصناعة "جنرالات" وخلق هالة من البطولة حولها وتسويقها على أنها المنقذ، مثلما فعلت عبدالوهاب الساعدي، فالعراق ولن يحكمه البعث مرة أخرى، لا اليوم ولا غدا ولا في أي وقت آخر، وكل ما نراه اليوم من تحركات البعثيين الصداميين ليس سوى إلاّ سكرات موت، وكل ما يجري الآن في العراق هو كيد ساحر، فحكومة عادل عبد المهدي، تدفع اليوم ضريبة تمسكها باستقلالية قرارها، وتجسدت هذه الاستقلالية أفضل تجسيد في الاتهام العلني للسيد عبدالمهدي ل"إسرائيل" بأنها تقف وراء الهجمات التي استهدفت الحشد الشعبي، وهو اتهام يستبطن اتهام حليفة "إسرائيل" أمريكا، فلولاها لما تمكنت "إسرائيل" من شن هجماتها على العراق، وهو اتهام رأت فيه أمريكا تبن واضح لرواية محور المقاومة، ولم يقف عبدالمهدي في حدود الاتهام فقط، بل خطى خطوة أكبر عندما فتح معبر القائم – البوكمال مع سوريا في تحد واضح لأمريكا التي كانت ومازالت تسعى لشرذمة محور المقاومة، أما زيارته إلى الصين والتي وقع خلالها العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، فقد اعتبرتها واشنطن خطا أحمر تجاوزه عبدالمهدي، الذي أعاد الاعتبار إلى العراق كبلد إقليمي مؤثر في العلاقات الدولية، حيث قام عبدالمهدي بدور فاعل في تقريب وجهات النظر بين إيران والسعودية من اجل إبعاد شبح الحرب عن المنطقة، هذا بالإضافة إلى حالة الأمن المستتب الذي عاشه العراق مؤخرا، بفضل تضحيات الحشد الشعبي وإدارة عبد المهدي للملف الأمني بشكل مؤثر.

كما أسلفنا أنّ المؤامرة التي تحاك للعراق كبيرة، إلاّ أن العراقيين أكبر منها بمرجعيتهم الرشيدة المتمثلة بسماحة السيد علي السيستاني دام ظله، الذي لطالما أنقذ العراق في أصعب الظروف، فكلنا يتذكر كيف رفض سماحته الرؤية الأمريكية لعراق ما بعد الطاغية صدام، حيث كانت أمريكا تحاول فرض نظام أشبه بنظام صدام على العراق إلاّ أنّ سماحته أصرّ على كتابة دستور جديد وإجراء استفتاء عليه ومن ثم إجراء انتخابات حرة، وهي أمور ما كانت لتخطر ببال الأمريكيين، أما عندما تعرض العراق لتهديد "داعش"ووصلت عصاباته إلى أبواب بغداد وهددوا النجف وكربلاء، دعا سماحته للجهاد وخرج من رحم فتواه الحشد الشعبي المبارك الذي حفظ للعراقيين أرضهم وعرضهم، واليوم يعود سماحته لينير الدرب أمام العراقيين في ظروف لا تقل خطورة من الظروف التي أحاطت بتقدم "داعش" نحو بغداد، فاليوم أيتام صدام أشقاء "الدواعش" في الجريمة والغدر يهددون بغداد من خلال ركوبهم موجة التظاهرات السلمية للمواطنين العراقيين، حيث سماحته دعا إلى تشكيل لجنة مستقلة تتألف من شخصيات معروفة من خارج السلطة، لتحديد خطوات مكافحة الفساد وتحقيق الإصلاح، وتمنح صلاحية محاورة ممثلين عن المتظاهرين، هذه الدعوة المباركة، ستجد حتما أذنا صاغية لدى الحكومة والشارع، أما الجهات التي ركبت الموجة من أجل التخريب والفوضى، فإنها ستواصل ممارساتها وعندها ستنكشف للشعب، ولن تجد من خيار إلاّ العودة إلى جحورها والى الأبد.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 11 مشاهدة
نشرت فى 6 أكتوبر 2019 بواسطة AAC-ES-SMARA

ساحة النقاش

الفرع المحلي للجمعية الوطنية لقدماء المحاربين بالسمارة

AAC-ES-SMARA
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

281,189