"السعودية مرعوبة" .. هذه نتيجة الأمن المستورد
<!--<!--
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٢:٣٩ بتوقيت غرينتش
في أغلب الأحيان نحاول أن نستشهد الغربيين، الذين يعتبرهم السعوديون حلفاء تقليديين لهم، على كل القضايا التي تخص السعودية هذه الأيام، حتى يكون حديثنا مقبولا لدى أنصار السعودية، لذلك نحاول قدر الإمكان تجنب الأخبار الخاصة بالسعودية حتى لو كانت صحيحة مائة بالمائة، لأنها مطعون فيها لدى هذا الجمهور!.
في هذه السطور سنتحدث عن الحالة التي تعيشها السعودية هذه الأيام بعد الضربة الموجعة التي وجهها رجال اليمن إلى صناعة النفط السعودية وشلت أكثر من خمسين بالمائة من الإنتاج النفطي لهذا البلد، فعلى حد تعبير الغربيين "السعودية مرعوبة" بينما أمريكا لا تبالي!.
صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، كتبت في عددها يوم أمس الأحد، أنّ الهجوم على شركة أرامكو السعودية يوم 14 سبتمبر الجاري، أثار موجة من الذعر في جميع دول الخليج الفارسي، بينما الولايات المتحدة الحليف الوثيق للسعودية التي تعتمد عليها للدفاع عن نفسها، أغمضت عينيها في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تجنب أي صراع مدمر في المنطقة.
ولم تحاول الصحيفة إخفاء الفشل ألتسليحي الأمريكي في إثارة حالة الذعر هذه، عندما كتبت تقول: أن شبكة من القواعد العسكرية الأمريكية تمتد في الخليج الفارسي من العراق إلى البحرين وقطر وعُمان، كما أن الأسطول الخامس الأمريكي يقوم بحراسة المنطقة، ولكن الهجوم وقع رغم هذا الجدار الدفاعي.
وأكدت الصحيفة، أنّه للمرة الأولى منذ عقود تشعر السعودية بالضعف، ولم ينجح تصريح وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، حول خطط الولايات المتحدة لإرسال قوات "دفاعية" إلى السعودية والإمارات، في تهدئة المخاوف السعودية.
كما أشارت الصحيفة إلى موقف رفيقة السعودية في العدوان على اليمن، دولة الإمارات العربية، التي لاذت إلى الصمت وهي ترى رفيقتها الأثيرة تُضرب تلك الضربة الموجعة، لأنها تعرف أن صاروخا واحدا إذا سقط على دبي يكفي أن تحل الكارثة بالإمارات.
هذه الحقيقة التي يقولها الغربيون اليوم، كنا ومازلنا نقولها ونكررها، من أن الأمن لا يُستورد ولا يُشترى، ولا يمكن أن يحل الأمن في منطقة الخليج الفارسي، بينما تحاول دوله الغنية سلب هذا الأمن بقوة المال والنفوذ وبالتواطؤ مع القوى الكبرى، من الدول الفقيرة، فأمن المنطقة كل لا يتجزأ، وليس هناك من جهة أحرص على أمن المنطقة من دولها، وأما كذبة تبرير تواجد القوات الأجنبية في المنطقة، بأنها الضامن لأمنها، قد عفا عليها الزمن، والدليل ما تشهده اليوم من أحداث.
ساحة النقاش