الجبير يضفي طابعا من المرح على الأجواء المتوترة
<!--<!--
الإثنين ٢٣ سبتمبر ٢٠١٩ - ١١:١٧ بتوقيت غرينتش
وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير رد على تحذير وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من اندلاع حرب شاملة في حال هاجمت السعودية وأميركا إيران، وقال في مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" الأميركية، أنّ السعودية تتحمل المسؤولية عن حماية حدودها وشعبها وبنيتها التحتية، وأنها تنتظر تحقيقات هجمات أرامكو لترد.
تصريحات الجبير لم تكن من اجل الترفيه والمرح، رغم أنّ هذه التصريحات قوبلت بكثير من السخرية، لأنها أضافت طابعا من المرح، كانت تحتاجه الظروف والأجواء المكفهرة والمتشنجة التي تعيشها المنطقة هذه الأيام. لو كان ضحك وسخرية محور المقاومة على ما قاله "منظّر" السياسة الخارجية السعودية، يمكن تفهمه، إلاّ أنّه أن تتجاوز هذه السخرية حتى إلى حلفاء السعودية في الغرب فهذا يؤكد أنّ ما قاله سخيف حقا، فمن بين الكم الهائل من حملات السخرية والضحك التي جاءت عقب تصريحات الجبير،اخترنا ما جاء في صحيفة "الغارديان" البريطانية في عددها الصادر اليوم الاثنين، والتي كتبت تقول، توجد مزحة متداولة في الشرق الأوسط مفادها أن السعودية ستقاتل حتى آخر باكستاني!، وتشير المزحة إلى الدعم الدائم من جانب باكستان للسعودية في مشاريعها العسكرية. وتضيف الغادريان: "يمكن أن تمتد المزحة لتشمل أيضاً السودان، التي تشارك بقوات برية في حرب السعودية باليمن"، مشيرة إلى أن المملكة "معتادة على شراء العمالة للعمل في المهن التي تعدها دون قيمة مواطنيها، وتصل تلك السياسة في التعامل إلى جيشها". وأشارت إلى أنه "توجد دائماً دول أفقر مستعدة لإرسال أبنائها ليكونوا وقوداً للمدافع بالسعر المناسب"، موضحة "أن حرب السعودية في اليمن يشار إليها باسم التحالف العربي، وهو تعبير مهذب لمقاتلين بزعامة السعودية، من بينهم حلفاء السعودية الخليجيون، إلى جانب مصر والأردن والمغرب، إضافة إلى مقاتلين أطفال من السودان، الذين تتلقى أسرهم تعويضات مجزية حال مقتلهم". وتقول الصحيفة: إنه "من المحير في ضوء الهجمات على منشآت نفطية في السعودية، الأسبوع الماضي، أن توجد تكهنات عما إذا كانت السعودية وإيران ستخوضان حرباً". وتضيف: إن "السعودية لا تخوض حرباً؛ بل تستأجر أطرافاً تحارب بالوكالة، وتعتمد على تصديق الولايات المتحدة لاستمرار كذبة أن المملكة تحفظ السلام في المنطقة، وأن أي تهديد لأمنها قد يهز استقرار المنطقة".
وتتساءل "الغارديان": "لمَ تحتاج السعودية -التي يقول معهد السلام الدولي في استوكهولم إنها أكبر مستورد للسلاح في العالم، في الفترة من 2014 إلى 2018- إلى كل هذه الحماية وكل تلك المساعدة العسكرية؟"، لتجيب بأن "شراء هذه الأسلحة يضمن الحفاظ على العلاقات بين السعودية وحلفائها في الغرب، الذين تشتري منهم السلاح في مقابل أن يغضوا الطرف عن سجلها لحقوق الإنسان والاغتيالات وعمليات الخطف".
وتشدد الصحيفة على أن "السياسة الخارجية للسعودية كاملة تعتمد على استخدام الثروة لشراء الأصدقاء والسكوت". يبدو أن الجبير كان يعرف أنّ تصريحاته ستؤخذ على أنها نكتة، فاستبق ما ستثيرها من ضحك، فاسقط ذلك على كلام ظريف، وقال ردا على كلامه:"هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، شيئا مضحكا وفي الحقيقة مثيرا للسخرية" ، رغم أننا وخلال رصدنا لجميع ردود الأفعال التي أثارتها تصريحات ظريف لم نجد من يصف تصريحاته بما وصفه بها الجبير، بل على العكس تماما، العالم كله أخذ تصريحات ظريف على محمل الجد، الأمر الذي يؤكد أنّ الجبير إما "سفيه" يضحك على ما لا يُضحك، وإما "بليد" لم يفهم ما قاله ظريف.
ساحة النقاش