عالم السياسة والثقافة الإخباري .. د. عمر العسوفي
الاتفاق النووي ( الغرب - وإيران ) تحديات إستراتيجية أمام العرب
* هل السعودية قادرة على ضبط إيقاع دول مجلس الخليجي وإدارة الأزمة ؟.
* هل النظام العربي ( مجلس التعاون + الأردن ) قادر على مجابهة التحديات الجديدة بعيدا عن الفلك الأمريكي ؟.
* هل وجدت إسرائيل فرصتها لنسج حلف عميق مع مجلس التعاون والأردن بحجة مجابهة إيران ؟.
* رأس الأفعى في دمشق فإن أرادت دول آسيا العربية أن تضرب رأس إيران يجب عليها أن لا تتخلى عن سوريا لا بل أن تكسبها.
على الرغم من أن الاتفاق الغربي الإيراني النووي يعتبر اتفاقا مبدئيا ولمدة ستة أشهر ، وعلى الرغم مما يكتبه المعارضون والمؤيدون للاتفاق ، فإن ثمة ملفات سرية وغامضة تشئ بأن الصفقة التي يُعتبر الطرفان فيها رابح ، إلا أنها تُلقي بتحديات جسيمة على دول المنطقة وبالذات العربية منها ولو أن هذا الاتفاق يمتد ليشمل دول مثل الباكستان وتركيا إلا أن المتضرر الرئيس منه هم العرب .
يتسرب في الأنباء أن الملفات المهمة والسرية كانت تُدار وتُناقش في سلطنة عُمان وأن اجتماعات جنيف ما كانت إلا الوجه الديكوري لاجتماعات مسقط .!!
تعتبر دول الخليج العربي المتضرر الأول من تلك الملفات وما تخفي ، فلا يمكن لإيران أن توافق على وقف تخصيب اليورانيوم إلا مقابل ثمن محرِز ومغري ، وربما يكون بدايته إطلاق يد إيران في سوريا وإبقاء هيمنتها على هذا البلد العربي الرئيسي في المنظومة العربية .
بلا شك أن دول مجلس التعاون والأردن بحاجة إلى اتخاذ قرارات إستراتيجية غير عادية لمرحلة غير عادية وإلا فإن تلك الأنظمة ستؤول ملكيتها لثورات شعبية وإثارة و زعزعت أركانها مجتمعة .
وهنا يبرز السؤال المُلِح ..هل السعودية قادرة على قيادة دول المجلس لمرحلة تحول إستراتيجي سيما وأن دول المجلس تعاني من إختلالات عميقة و بنيوية في إدارة الحكم والموارد ، وأن أمريكيا وإيران قادرتان على زعزعت أنظمتها إن لم يكن هناك هدف كبير تُحشد الطاقات من أجله ؟... الأمر الذي يعني استدعاء المذهبية وبسرعة . أما الأردن الذي يقف على حد السيف والذي يواجه اختيار ضروري من بين أمرين – أمريكيا ودول الخليج ، فإنه في وضع لا يُحسد عليه حيث تشتد عليه الضائقة الاقتصادية والضغط الشعبي الذي تختلف مطالبه عن دور النظام الوظيفي التاريخي _ فهو أيضا بحاجة ماسه إلى حلف جديد يشد أَزره ويعينه على البقاء ، وهنا يمكن للأردن أن يتحول من دور الفاصل إلى دور الواصل ما بين إسرائيل ودول الخليج والعراق وسوريا .
على السعودية تحديدا والأردن وباقي دول الخليج أن تعمل على إسقاط إيران في سوريا من خلال دعم وتوحيد فصائل الثورة السورية وصرف الانتباه عن بعض الاختلافات الفقهية والاجتهادية ما بين الفصائل ولو مؤقتا لحين إحراز الهدف وهو منع الهيمنة الإيرانية على سوريا .
إذا ما قُدر للسعودية ومجموعتها من إحراز هذا الهدف فإن المعادلة التي يُشكل فيها السنة الأغلبية الساحقة في المنطقة ستتغير استراتيجيا ولكن بالتدرج نحو تحجيم المد الإيراني الشيعي.
إن هذا الاتفاق جعل من القضية الفلسطينية المركزية قضية أخرى وسيجعل الأنظمة العربية تمُد يد التعاون مع إسرائيل ... المنطقة تشهد تحولات عميقة ستصب على المدى البعيد في صالح القضية الفلسطينية وهذا ما يحتاج منا إلى مقال آخر ...
د. عمر العسوفي