شكرًا لمن علمتنا أن للكرامة بابا لا يطرق إلا مرة واحدة... شكرا لمن ألبستنا حلل المسؤولية والالتزام، لمن دثرت روحنا بالحب فجعلته يفيض بهجة في ملامحنا، لمن أورثتنا العلم مدخلا في شرايين أولوياتنا.
لمن جعلتنا نتقن التحدي وننقش من الألم آمال وأحلام، تلك التي جعلتنا ندرك أن المستحيل هين بالإرادة والعزيمة، وأن مراقبة الذات- لا خشية الناس- هي أساس النجاة، وأن الإحباطات المتتالية ما هي إلا عسر واحد يتبعه ألف يسر، وأن المجد ستؤتى ثماره وإن طال الأمد، شكرًا لمن علمتنا كيف نمد أيادي الرحمة للضعيف وكيف ننقب عن الكتوم العفيف، وكيف نغفو على ضمير لا ينبض إلا بالحق، ولسان لا ينطق إلا بالصدق، وعيون لا تبكي إلا من خشية الله.
شكرا لمن عودتنا ألا ننبهر بمظهر زيف، ولا نتجمل برفاهية عيش، ولا ننحني إلا سجودًا، ولا نبتهل بنفاق كذب، وأن نحيا بقلب فطرتنا دون تكلف.
شكرا لكل أم كانت مدرسة فوهبت أبناءها نعيم الحياة.