اليوم الأول:
سيفلتُ منكَ عمركَ تباعًا، ستعودُ خاوي الأمل، ستتراكمُ عليكَ أوجاعُكَ، ويمارسُ الوهنُ عليكَ كل شعائره، فترتمي في مواجع عُزلتك؛ لترتلَ من ذكرى رحيلهم خذلان حيلة صمودك..رحمَ الله من رحل وترك أنفاس حضوره في خلجات صمتنا.
اليوم الثاني:
كل الذين جعلوكَ تنتظرُ لم يُخْطئوا يومًا، فأنتَ من أسلمتَ زمامَ ثقتكَ في معصم إرادتهم، فكنتَ خير مستسلم لأسوأ مهيمن، فاعتصم بحبل نفسك، واستكشف مواطن سعادتك، ولا تلقِ بالًا لهم، ولا تلتفتْ لبراعةِ حذقهم، فهم مجرد عابرون..
اليوم الثالث:
تلك الأحلام المتراصة في طيات خوفك لا تخشى عليها من الفقد، فمن أودع الحُلم في ثنايا فكرك قادر على أن يرزقك يقين الاستجابة...
اليوم الرابع:
شهوة الحديث قد انطفأت، شيء ما يخبو داخلنا، انقطعت كل حوافز الاستمرار في اللهفة، نجلس خارج منظومة الحدث نراقب الأمل، ذلك الذي يختلس الفِكر، لم نعدْ نمتلكُ طاقةَ الحوار، ولا روعة الاستكشاف، مهما تألق الغد في عنفوانه، حتى الردود باتتْ تأتي على استحياء، نخشى التوغلَ فيما لا يشبه تفاصيلنا، نكتفي بما جادَ به القدر، أما سواه مجرد عوابر موسمية لا تلبث أن تزول..
اليوم الخامس:
ستظلُ ترابطُ على جبهة الحُلم حتى ينصرها الله أو تهلك دونه، تلك هي إرادة المستحيل إما أن تظفر أو تفترش عزيمة الصبر ..