على حافة العلاقات ستجدُ الكلَ وسيم الخلق، أنيق المشاعر، مُهندم الفِكر، مُتألق الانفعال، مِثالي الحرف، خلاب الحضور، مِعطاء الأمل، ودُود الإحساس، وحين تتوغل فيما خلف المظهر في وخم صفاته، سيتراءى لك شخصًا يُكابد الفضائل، يُعاندُ الحق، يُجاهدُ السلام، تَعيس المنطق، تحوم غرائب نزعاته في حوارات شكوكه، فهو مسموم القلب، مستلب الراحة، مُشرد اليقين، يستكثر على الناس نعمهم، ويستقل جهد ألمهم، تغشاه الأنا، ويتلبسهُ زيفُ أمجاده.
فهو ناقم الروح، كسير الطموح، حطيم الإحساس، سقيم الوعي، فاحذر أن يدفعك فضول القرب بالبحث في خفايا أمثال هؤلاء، ثمة أشخاص رائعو التخفي، اتركهم كما هم، ولا تنقب فيما لا تستطيع تحمله، اكتفِ بروعة بسمتهم المستعارة، ووهج نظرتهم المتكلف، ولا تحاول العبث بمخزون ستْرهم، كي تنجو من وباء تجملهم.
