أكثر ما يُعكر صفو حياتنا هو عدم الاكتمال، أو عدم القدرة على الوصول للنهايات، فتركُ المواضيع المُعلقة دون أن تأخذ فيها قرارًا حاسمًا، أو دون أن تكوّن وجهة نظر واضحة يجعل في حيز تفكيرك كثيرًا من الشتات، فهو مدخلٌ جيد للأرق، تجد نفسك معصوب الحيلة حين تفكر في شيء لا تعرف كيف سينتهي!
وتتعدد الأفكار وتحارب استقرارك، وقد يكون الموضوع بحد ذاته لا يستحق كل هذا العناء، لكن تراكمات أشياء صغيرة غامضة النهاية مُربك جدًا، لأنها تتأرجح بغيوم فِكركَ بين السعادة والألم، وتستمر في اجترار مواقف مماثلة بنهايات تعيسة، فلا تهدأ ثورة ذكرياتك، لذا كن واضحًا قاطعًا باترًا، وضع النهاية التي لا رجعة فيها بكامل إرادتك، لا تخْشَ الخسارة ؛ لأنها نسبية وليست حتمية، أما الشيء المؤكد أنك ستعود لطبيعتك، بعد زوال اضطراب التخيلات التي تطاردك.
فلا تتمسك بسيارة كثيرة الأعطال، ولا بصديقٍ التمست له فوق السبعين عذرًا، فلا تترك الألم يتناوب عليك كيفما يروق له، حتى وإن تعلق الأمر بكتاب سيطر على مداخل فكرك، انهِ قراءته فورًا ، وضعْ نهايته سريعًا بين يديك، فبئس أن تصبح مشدودًا على أهُبة الاستعداد للوجع لأشياء لا تكترث بوجودك، وقد لا تعني لها شيئًا..
نشرت فى 29 فبراير 2020
بواسطة yasminmoghieb
عدد زيارات الموقع
11,730