إذا كانت بعض المجتمعات تضع بعض المهن أو الوظائف فى الصدارة فستجد مجتمعات أخرى تضع مهن غيرها فى الصدارة . فجميع المهن تحترم ما دامت شريفة فغياب أى مهنة يحدث نقص أو خلل . والفرق الجوهرى بين مهنة وأخرى هو ان لكل مهنة طبيعتها الخاصة . لذلك لا يمكن ان يستخدم صاحب مهنة نفس المكان والملبس والأدوات أو الأجهزة التى يستخدمها صاحب مهنة اخرى كما ان بعض المهن يتم انجازها بالقوة العضلية اكثر من القوة العقلية . ومهن اخر يستخدم فيها العقل اكثر من العضلات . لذلك فالمهن تحدث تغيراحيانا فى السمات الشكلية أو الجسمية للصاحب المهنة فجسم المدرس أو مبرمج الكمبيوتر يختلف عن جسم العامل الذى يعمل فى مهنة شاقة. كما تحدث المهن ايضا تغير بسيط فى الشخصية فتجد مثلا شخصية الطبيب الذى يتعامل مع الضعفاء والمرضى تختلف نسبيا عن شخصية الضابط الذى يقضى يومه غالبا فى مطاردة المجرمين . وايضا العامل أو الصانع ستجد شخصية مختلفة متناسبة مع البيئة الصناعية التى يعمل بها . وستجد شخصية الشيخ وخطيب المسجد متأثرة بالروحانيات والعبادات . بل اكثر من ذلك فكل مهنة تجعل اصحابها ينظرون لقيمة الحياة بشكل يناسب مهنتهم فمثلا الطبيب يجعل قيمة الحياة ومتعتها فى الصحة الجيدة . والضابط يجعل قيمة الحياة ومتعتها فى توافر الأمن والأمان . والشيخ أو الداعى إلى الله تكون قيمة الحياة عنده فى فعل الخيرات وطاعة الله . والفنان ينظر للحياة على انها لوحة فنية واقعية . والمدرس ينظر للحياة على انها مدرسة . وعلى الرغم من هذه الأختلافات سواء فى الشخصية أو فى النظرة الفلسفية للحياة فلن تجد تصادم فى تعامل اصحاب المهن المختلفة مع بعضهم أثناء حياتهم اليومية لأن هذه الأختلافات لا تمثل إلا نصيب قليل بالنسبة للشخصية الكلية التى تشترك فى هدف واحد وهو أن الجميع يعمل فى مهنته من اجل تحقيق احتياجاته والاحساس بأن له دور فى المجتمع .
يحيى حسن

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 68 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2017 بواسطة yahuia

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

10,616