الدنيا ارزاق وربنا قسمها . والرزق متعدد متنوع وافضل انواع الرزق بالنسبة لبعض البشر هو المال الكثير وسمى المال مال لأنه مال بالعقول نحوه . والمدهش أن البعض يحدد نوع الرزق بحسب رغباته أو احتياجاته فمثلا الفقير يرى الرزق فى المال والمريض يراه فى الصحة وهذا مفهوم ناقص لمعنى الرزق حيث أننا نحصرالرزق فى نعمة واحدة أو عددة نعم . إن الإنسان المؤمن بالله ينظر للأمور من منظور الحياة الدنيا والأخرة معا لذلك تجده راضيا دائما عن رزقة سواء كان كثير أم قليل . وإذا كان الإنسان يستطيع الهروب من الموت فعندها يمكنه الهروب من رزقه الذى سيأتيه رغم أنفه . فأنت تتحرك للرزق بينما هو مقسوم محفوظ لك كما أن حركتك هذه لا تخلقه أو توجده بل لتصل بك إليه فهو فى خزائن الله سبحانه . والأرزاق متفاوتة فقال سبحانه وتعالى( وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) وتفاوت الأرزاق يحدث نشاط وحركة وسعى لإعمار الأرض .
وأسأل نفسك ماذا لو خلقنا الله جميعا بلا استثناء اغنياء ورزقنا بجميع النعم التى لا تحصى دون تفاوت بين نصيب إنسان وأخر ؟ عندها سيحدث اكتفاء ذاتى لكل إنسان فلا يحتاج لغيره ويعيش فى عزلة لا عمل لا نشاط لا تطور لا تعلم لا بناء مما يعنى توقف الحياة فالله سبحانه اختار الإنسان ليعيش على الأرض ليعمرها فقال سبحانه ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) أخى القارئ إن التفاوت فى الرزق هو ميزة وحكمة عظيمة بها يترابط البشر ويتعاونون كى تستمر الحياة وتعمر الأرض .

بقلم / يحيى حسن

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 53 مشاهدة
نشرت فى 4 أكتوبر 2017 بواسطة yahuia

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

10,524