تشكل المخدرات غير المشروعة تهديداً على صحة الناس ورفاههم، حيث يلقى ما يصل إلى 200.000 شخص حتفه كل عام من جرّائها؛ ومع ذلك فالمخدرات لا تؤثر على متعاطيها فحسب، بل هي تتسبب بمشقة وبؤس هائلين للأسر والأحباء.
وتعمل الاضطرابات المتعلقة بتعاطي المخدرات على تقويض العلاقات الوثيقة، وتحطيم حياة الأسر، بمن فيهم الأطفال، ومن الجائز أن تطيح بفرص التعليم والعمل أدراج الرياح. ويُرى أثرها في المجتمعات وفي نظم العدالة الجنائية وفي كافة أطياف المجتمع.
إن الموضوع الذي اختاره المكتب لليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها لهذا العام يقدّم رسالة أمل: يمكن الوقاية من الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات وعلاجها.
فمن المستطاع دعم من يعانون من اضطرابات متعلقة بتعاطي المخدرات من خلال العلاج ذي الاسناد العلمي الصحيح. والعديد ممّن يلاقي حتفه، إنما يلاقيه بسبب تعاطي جرعات زائدة بالوسع منعها. لابد كذلك من تثقيف الأطفال والشباب بمخاطر المخدرات غير المشروعة.
في رسالتي اليوم ثلاثة عناصر.
• أولا- استدامة النجاح في مكافحة المخدرات غير المشروعة تتطلب اتباع نهج متوازن وتعاوني ومتكامل قائم على الاتفاقيات التي تتصدى لخفض العرض والطلب على المخدرات على حدّ سواء؛
• ثانيا- نهج متوازن يتضمن تدابير شاملة تركّز على الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل والحماية الاجتماعية والتماسك؛
• ثالثا- العلم يفتح الأبواب. يقوم المكتب بسد الفجوة بين العلم والممارسة من خلال تعزيز الحوار بين واضعي السياسات والأوساط العلمية.
هذه العناصر مجتمعةً تشكل جزءا من مهمة المكتب على المستوى العالمي والرامية إلى تعزيز ودعم سبل الوصول إلى العلاج من الارتهان للمخدرات وإلى خدمات الرعاية والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية، بالنسبة للأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، بما يتماشى مع معايير حقوق الإنسان.
بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، فإنه لمن الأهمية بمكان أن نتذكر أنه بالوسع الوقاية من الاضطرابات المتعلقة بتعاطي المخدرات وعلاجها، إذ حيثما توجد المساعدة يوجد الأمل.
ساحة النقاش