تلاها السيد مايكل مولر، المديرالعام بالنيابة لمكتب الأمم المتحدة في جنيف
أشكر لفخامة الرئيس منصف المرزوقي دعوتي إلى المشاركة في هذه المناسبة التاريخية التي يُحْييها شعب تونس. إنني أحيّي تونس حكومةً وشعبا ونحن نحتفل بمحطتين تاريخيتين هامتين هما اعتماد دستور جديد والذكرى السنوية الثالثة لثورة الكرامة.
قبل ثلاث سنوات، قادت تونس الطريق إلى الإصلاح الديمقراطي والمساواة الاقتصادية والحرية في المنطقة. وظلت تونس، رغم العديد من التحديات التي واجهت وحدتَها وأمنَها، ملتزمة بتحقيق أهداف الثورة من خلال الحوار والتوافق.
إنني أهنئ الشعب التونسي على ما تحلى به من حكمة وأظهره من عزم طوال هذه الأوقات العصيبة. وبالإضافة إلى اعتماد الدستور الجديد، يشكل تأليفُ حكومة جديدة تقود الخطوات المقبلة من عملية الانتقال والبوادرُ الإيجابية لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، مؤشرات تبشر بالخير لمستقبل المرحلة الانتقالية.
وفي إطار سعي تونس إلى تحقيق أهداف الثورة وتلبية تطلعات شعبها، سيكون من المهم لأطرافها السياسيين الفاعلين مواصلة تغليب مصالح البلاد على ما عداها وضمان القيام بالخطوات المقبلة للمرحلة الانتقالية على نحو سلمي وجامع وشفاف. إن توطيد المؤسسات الديمقراطية التي أنشأها الدستور والقوانين ذات الصلة سيسهم في تعزيز المساءلة وسيادة القانون في إطار الاحترام الكامل لحقوق الإنسان. ويجب أيضا السعي إلى تحقيق النمو الاقتصادي بطريقة منصفة ومستدامة.
إنني أدعو أعضاء المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم لجهود تونس الرامية إلى ترسيخ الديمقراطية ومواجهة التحديات الاقتصادية المقبلة.
إنني أعوِّل على حكومة تونس وشعبها ليظلا قدوة يستلهم بها العالم على غرار ما كانا عليه قبل نحو ثلاث سنوات، وليقدما مثالا يُحتذى في توسُّل الحوار والتسوية لحل الخلافات السياسية في هذه المنطقة وخارجها
إن الأمم المتحدة ستظل إلى جانب تونس في مسيرتها نحو مستقبل أكثر ديمقراطية وازدهارا وإنصافا.
ساحة النقاش