احييكم جميعا شاكرة لكم حضوركم اليوم وتعاونكم مع هيئة الامم المتحدة للمراة المكتب الاقليمي للدول العربية في اطلاق الاستراتيجية العربية لحماية المراة : الامن والسلام حيث ياتي هذا الاطلاق في مرحلة من تاريخنا العربي لم يعد فيها السلام هو غياب النزاع بل هو وجود البدائل الخلاقة للاستجابة للنزاع وكامراة عربية يؤرقها ما يجري اليوم علي الساحة في وطننا العربي الحبيب من تزايد في وتيرة العنف الا انني لا املك الا ان اسعي جاهدة امام كل ما يجري الا ان اعمل كممثلة عن منظمتي في محاولة ايجاد فسحة الامل لتحقيق ما ترنو اليه الشعوب العربية والمراة بالتحديد فنحن جميعا مازلنا نحلم بسلام تصان فيه الحقوق حيث لا ترتفع الجدران من حول كل بيت ولا يحكم اغلاق النوافذ بل تشرع تماما لاستقبال انسام السلام التي تهب باقصي قدر من الحرية .
نعم اندلعت في اكثر من بلد عربي ثورات شعبية عارمة تمكنت من اسقاط انظمة وهز انظمة اخري وخلقت واقعا سياسيا جديدا كان من المفترض ان ينشا عنه تغييرات تتناسب مع مستوي الحدث لكن النتائج فاجئت الكثيرين وربما اتت مخيبة لامال البعض وبنظرة سريعة علي نتائج هذه الثورات وبتقييم اولي للانجازات والاخفاقات التي اصابتها يمكن القول انها لم تغير سوي القشرة الخارجية لكن صميم البنية للامة مازال بحاجة لكثير من الجهد والعمل وهذا طبيعي لان نجاح الثورات لا يقاس بقدرتها علي هدم القائم الموجود بل في تغيير اليات تفكير المجتمع وبنيتها الثقافية والقانونية والقدرة علي خلق نظام تقدمي حضاري يضمن المساواة والعدالة والتعايش السلمي بين كل مكونات المجتمع ومن الواضح ان هذا لم يتحقق بالشكل المطلوب ذلك لان المرحلة التي تعقب الثورات عادة ما تتسم بالفوضي والعنف والمرحلة التي تمر بها الشعوب العربية في الوقت الراهن هي مرحلة تشكل تاريخية في غاية الخطورة والمقبل من الايام سيكون له بصماته البينة في تاريخ المنطقة ولامد طويل .
واحد اهم المؤشرات لنوعية التغيير الحاصل هو الموقف من المراة لان اي تغيير سياسي او اجتماعي او اقتصادي اذا لم يشملها ولم يسع لتحريرها من الظلم والاستغلال ومنحها حقوقها الكاملة ومساواتها مع الرجل لا يعتبر تغييرا حقيقيا بل يمكن وصفه بالردة الحضارية .
نعم تحديات كبيرة نعيشها في وطننا العربي الكبير ولكن ما يبعث علي الامل والاستبشار هو وجود هذه النخبة البارزة من القيادات النسائية ودعاة السلام والمنظمات الدولية والاقليمية والمجتمع المدني والاكاديميين من معاهد دراسات السلام وكبار المسؤلين من الوزارات المعنية بشؤؤن المراة علي مستوي المنطقة العربية فنحن جميعا هنا اليوم للخروج بخطة عمل عربية خاصة بالمراة والامن توفر الحماية للنساء والفتيات من كافة اشكال العنف في اوقات النزاع والسلم ضمن اطار قرار مجلس الامن 1325 والذي يتوافق تماما في معالجة ما تتعرض له المراة العربية حاليا خبرات كبيرة مجتمعة هنا اليوم ستقدم خلاصة تجاربها وخبراتها والدروس المستفادة ولا يسعني في الختام الا ان اتقدم بالشكر الجزيل لكل من جامعة الدول العربية ومنظمة المراة العربية لجهودهما الموصولة مع هيئة الامم المتحدة للمراة كما يسعدني ان اتقدم بشكر خاص من الدكتورة مني كامل مديرة ادارة الاسرة والطفولة في جامعة الدول العربية والدكتورة هيفاء ابو غزالة الخبيرة الرئيسية للاستراتيجية واللتين ساهمتا الي حد كبير في اخراج هذه الاستراتيجية الي حيز النور اتمني للجميع جلسات موفقة وبداية جديدة تبشر برسم مستقبل افضل ترفل فيه جميع النساء والفتيات في المنطقة العربيةبالسلام والطمانينة .
ساحة النقاش