اتشرف بلقائكم في هذه المناسبة التي نعتز فيها باطلاق الاستراتيجية الاقليمية " حماية المراة : الامن والسلام وهي الوثيقة التي نعتبرها بالغة الاهمية لواقع ومستقبل المراة العربية .
وفي البداية اسمحوا لي ان اتوجه بصادق التحية والتقدير لسعادة السفيرة سعاد الصالح الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية الذي نشرف بمشاركتها في هذا الحفل كما ارحب بسعادة الدكتورة سميرة التويجري المدير الاقليمي لهيئة الامم المتحدة للمراة واعرب عن سعادتي الشخصية بلقائها واننا لنعتز بحرص الهيئة علي التعاون الوثيق علي مدار العامين الماضيين في اعداد الاستراتيجية التي نجتمع اليوم لاطلاقها ونامل في استمرار هذا التعاون لصالح النساء العربيات .
واننا لنعتز كذلك بالتعاون الوطيد الذي بدا منذ انشاء المنظمة اي قبل عشر سنوات تقريبا مع ادارة المراة بالامانة العامة لجامعة الدول العربية هذا التعاون الذي تضمنت ثماره اعداد هذه الاستراتيجية فضلا عن مشروعات اخري لصالح المراة العربية وانني لاتوجه بخالص الشكر لسعادة الاستاذة مني كامل مديرة ادارة المراة والاسرة والطفولة بالامانة العامة لجامعة الدول العربية كما انتهز الفرصة لاتوجه بخالص الشكر والتقدير لسعادة الاستاذ هناء سرور المديرة السابقة لادارة المراة والتي تولت الادارة طوال فترة اعداد وثيقة الاستراتيجية .
كما اتوجه بعميق الشكر لمعالي الدكتورة هيفاء ابو غزالة لجهدها المشهود في صياغة وثيقة الاستراتيجية في طبعتها العربية وكذا مراجعة الطبعة الانجليزية منها وكلنا امل ان تشكل هذه الاستراتيجية اساسا للمزيد من الجهود العربية التي تحمي المراة من كل اشكال العنف القائم علي النوع الاجتماعي والذي تتعرض له خاصة وفي اوقات الحروب والاحتلال والنزاعات المسلحة واود كذلك ان اعبر عن خالص تقديري للاسهام العلمي الذي قدمته سعادة الاستاذة الدكتورة فاديا كيوان مديرة معهد العلوم السياسية بجامعة القديس يوسف في بيروت وعضو الهيئة الوطنية اللبنانية لشؤؤن المراة اثناء قيامها باعمال القراءة والمراجعة العلمية لمسودة الاستراتيجية وهو ما كان له اثره علي النص الذي بين ايديكم .
تنطلق الاستراتيجية الاقليمية " حماية المراة " الامن والسلام " من الواقع العربي الذي يعايش في اكثر من جزء منه المشهد الاليم للنزاعات المسلحة واثارها المدمرة وحيث تبرز المراة كضحية رئيسية في هذه النزاعات التي تعرضها لاشكال قاسية من العنف والمخاطر .
واذا كانت المنظمة الاممية قد اعلنت الاهتمام بقضية المراة والنزاعات المسلحة منذ مطلع الالفية الثالثة فصدر عن مجلس الامن عام 2000 القرار رقم 1325 المعني بقضايا المراة والامن والسلام والذي تلته في سنوات لاحقة قرارات ذات صلة هي القرارات رقم 1820 لعام 2008 ورقم 1888 لعام 2009 ورقم 1889 لعام 2009 ورقم 1960 لعام 2010 فقد واكب هذا الاهتمام الدولي بقضية المراة والنزاعات المسلحة اهتماما عربيا لا ينفصل عن السياق الدولي وان كان يراعي في ذات الوقت خصوصيات الواقع العربي .
وقد تجسد هذا في الدعوة لتطوير وثيقة اقليمية تاخذ في اعتبارها السياق الدولي للقضية وتراعي في الوقت نفسه السياق العربي الذي تمثل في التوصيات التي خرجت بها المحافل العربية ذات الصلة وعلي راسها منتدي بيروت حول المراة والنزاعات المسلحة الذي عقد في الفترة 7-9 مارس من عام 2004 وتضمنت توصياته دعوة الحكومات العربية بالاشتراك مع مؤسسات المجتمع المدني لوضع البرامج الخاصة برفع الوعي الاجتماعي حول الاثار المدمرة للنزاعات المسلحة والاحتلال تجاه المراة والطفل واعداد برامج لدعم المراة ضحية الاحتلال والنزاعات وتضمين البرامج الخاصة بتدريب العسكريين وقوي الامن والدفاع المدني مبادئ حماية المراة التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية والعمل علي تعزيز دور المراة العربية في مواجهة النزاعات علي اراضيها .
وقد كان منتدي بيروت نقطة انطلاق مهمة نحو ابراز معاناة المراة ضحية النزاعات في المنطقة العربية ولفت الانتباه الي ضرورة مد يد الدعم لها ولفت الانتباه كذلك الي الاسباب الهيكلية التي تجعل من المراة الضحية الاهم للنزاعات .
وختاما يسعدني الاعلان عن ان منظمة المراة العربية قد بادرت بالعمل علي تفعيل الاستراتيجية الاقليمية حماية المراة الامن والسلام حيث تضمن برنامج عمل المنظمة لعام 2013 مشروع اعداد برنامج تدريبي في موضوع حماية المراة : الامن والسلام يرتكن علي الاستراتيجية .
وقد عقدت في الفترة 25-26 /3 /2013 ورشة عصف ذهني لمناقشة الاطار العام لبرنامج العمل التدريبي حضرها خبير من كل دولة من الدول الاعضاء بالمنظمة وجاري العمل حاليا علي صياغة هذا البرنامج الذي سيستهدف البرنامج العاملين في المؤسسات الرسمية المعنية بمباحثات السلام ومؤسسات المجتمع المدني الحقوقية في الدول العربية واليات النهوض بالمراة والمنظمات النسائية ومراكز الابحاث والدراسات والمنظمات غير الحكومية الدولي والاعلام وتامل المنظمة ان يتم تنفيذ هذا البرنامج عبر الشراكة الثلاثية نفسها التي تعاونت في وضع الاستراتيجية الاقليمية .
وفي الختام اكرر شكري وتقديري لادارة المراة والاسرة والطفولة ولهيئة الامم المتحدة للمراة املين مزيد التعاون معهما فيما يخص قضايا نهوض المراة العربية وجزيل الشكر لمعالي الدكتور هيفاء ابو غزالة معدة الاستراتيجية .
ساحة النقاش