القاهرة 14 مايو 2012 

د/خولة مطر , مديرة مركز الامم المتحدة للاعلام بالقاهرة 

* يستعد العالم لموعد تاريخي هام جدا هو قمة الامم المتحدة للتنمية المستدامة ريو + 20 التي تنعقد بالبرازيل من 20 الي 22 يونيو 2012 وتجمع قيادات العالم من رؤؤساء حكومات وسياسيين ومجتمع مدني ورجال اعمال وخبراء من اجل التقييم والتاسيس لتغيير حقيقي في اجندة التنمية العالمية 

* تحمل القمة رمزية كبري تؤهلها لان تمثل موعدا بامتياز تاريخيا للبشرية لتقيم مدي نجاحها في السير علي درب التنمية المستدامة وقدرتها علي الحفاظ علي امكانية العيش والتنمية علي كوكب الارض . 

وهناك عدة اسباب تجعل القمة موعدا تاريخيا بامتياز للتقييم وتجديد الالتزام من اجل المستقبل عالميا ولكن ايضا محليا واقليميا . 

موعد تاريخي هام : 

* قمة ريو +20 تاتي بعد 40 سنة علي انعقاد اول مؤتمر دولي حول قضية البيئة وحمايتها كاساس للتنمية وكان ذلك مؤتمر الامم المتحدة بشان التنمية البشرية الذي عقد في 5 يونيو 1972 كرس هذا المؤتمر اول اجماع دولي حول مسالة البيئة وضرورة حمايتها وتنميتها باعتبارها موردا مشتركا للبشرية . 

* وتاتي قمة ريو +20 بعد 20 سنة من قمة ريو الاولي سنة 1992 التي اعتمدت فيها الاجندة 21 كخطة عمل دولية للتنمية المستدامة . 

* كما تاتي بعد 10 سنوات من قمة جوهانسبورغ والتي كرست التنمية المستدامة وركائزها الثلاثة (الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ) 

* كما انها تاتي قبل 3 سنوات من الموعد المحدد لاستكمال انجاز اهداف التنمية للالفية في وقت تشير فيه التقارير لحد الان الي ان العديد من الاهداف المرسومة لن يتم انجازها بصفة كاملة وان جهدا اضافية يجب ان يبذل لاستكمال انجاز اهداف التنمية للالفية 

* وتاتي قمة ريو +20 في ظل عجز دولي علي الاجماع والتقدم من اجل وضع حد لتهديدات تغير المناخ علي التنمية والبيئة

* وفي ظروف لايزال فيه العالم تحت تبعات ازمات الاقتصادية والطاقة والغذاء التي لم يتعافي منها الاقتصاد العالمي بعد .

* وعلي الصعيد الاقليمي قمة ريو +20 والمنطقة العربية تشهد بداية اعادة جديدة في المنطقة منذ استقلال معظم الدول العربية حيث شهدت معظم الدول انتفاضات وثورات التي اطاحت بعدد من الانظمة المستبعدة ورغم اجماع العديد من الملاحظين علي صعوبة التنبؤ الدقيق بنتائج الحراك الذي تشهده المنطقة العربية فانهم يكادون يجمعون علي اننا امام مرحلة تغيير عميقة ستؤدي لاعادة تشكيل العقد الاجتماعي القائم ولانتاج مشهد جديد للحوكمة ولعلاقة المواطن والدولة وهذا التغيير ستكون له دون ادني شك انعكاسات علي شكل حوكمة البيئة والموارد الطبيعية وعلي حق المواطن العربي حاضرا ومستقبلا في البيئة والتنمية . 

كما تعقد قمة ريو +20 فرصة للابتعاد عن ذهنية السير علي المالوف وللعمل من اجل تقليص الفقر والتصدي للدمار البيئي ومد الجسور نحو المستقبل 

التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون ان تعرض للخطر قدرة الاجيال المقبلة علي تلبية احتياجاتها ( لجنة برونتلاند ) 1987 

من ريو 1992 الي ريو 2012 ماذا تغير ؟ واي حظوظ لاستدامة التنمية ؟ 

تبرز الدراسات التي اعدها خبراء برنامج الامم المتحدة للبيئة تحولات كبري طرات خلال العشرين سنة الاخيرة من اهمها : 

* تطور الانترنت ووسائل التواصل : 800 مليون مشترك بالفايسبوك الاقمار الصناعية ذات الدقة العالية التي يمكن ان توفر متابعة دقيقة لتطور البيئة وايصال المعلومة حتي للهواتف الذكية بسرعة 

* دخول العديد من الاتفاقيات الدولية حيز التنفيذ مثل اتفاقيات التغيير المناخي مكافحة التصحر والتنوع البيولوجي واتفاقيات بشان المواد الكيميائية (بازل و روترادم ) 

* ازداد سكان العالم ب 1 مليار و 450 مليون نسمة وتضاعف عدد المدن الكبري 

* نسبة سكان المدن الذين يعيشون في العشوائيات انخفض من 46% سنة 1990 الي 33% سنة 2010 وفي هذا دليل علي تحسن الوضعية بالعديد من العشوائيات غير ان العدد الاجمالي لسكان العشوائيات ازداد في المقابل 26%اي 171 مليون اضافي ليزداد عدد سكان العشوائيات في العالم من 656 مليون سنة 1990 الي 827 مليون اي قرابة مليار سنة 2010 

* مؤشر التنمية البشرية تطور ب 2.5% سنويا ليبلغ 19% علي مدي 20 سنة غير ان هذا التطور الهام يخفي تباينا ملموسا بين مختلف اقاليم العالم خاصة في افريقيا حيث يبقي المؤشر متدنيا . 

* تطور نسبة النساء العضوات بالبرلمانات من 12%سنة 1997 الي 19%سنة 2010اي بنمو ب 60% غير ان ذلك يبقي بعيدا عن هدف 30% 

* تطور الاستهلاك العالمي للموارد الطبيعية باكثر من 40%بين 1992 الي 2005 وخاصة استهلاك الكتلة الاحيائية biomass والوقود الاحفوري hydrocarbons والخامات والمعادن الصناعية 

* رغم جهود الحد من انبعاثات ثاني اكسيد الفحم تزداد هذه الانبعاثات (80%منها من قبل 19 دولة متقدمة ) بسبب استعمال الوقود الاحفوري ورغم ذلك صارت طرق الانتاج اكثر فعالية من ناحية اقتصاد الطاقة 

* اكثر من 60 %من انبعاثات الغازات الدفئة تاتي من 3 قطاعات اقتصادية ( الطاقة والصناعة والغابات ) 

* ازداد معدل الحرارة ب 0.4 درجة بين 1992 و 2010 

* تتناقص معظم المسطحات الجليدية في العالم بسرعة فيما تزداد حرارة المحيطات ويرتفع مستوي البحر ( المستوي العالمي : ارتفاع بنسبة 205 مم سنويا بين 1992 و 2011 ) 

تناقص الغابات الطبيعية ب 300 مليون هكتار منذ 1990 اي بمساحة اكبر من الارجنتين وتعرف 10%فقط من غابات العالم ادارة مستديمة 

* التغطية بخدمات الماء الصالح للشراب وصلت الي 87% غير ان العالم لا يزال بعيدا عن هدف 75 % تغطية لخدمات الصرف الصحي ( 205 مليار نسمة مفتقرين لخدمات صرف صحي ) 

* في المنطقة العربية : تمت اعادة تاهيل نسبة للمناطق الرطبة لبلاد الرافدين التي حطمت تقريبا في التسعينات ( تعد مستنقعات بلاد الرافدين اهم المناطق الرطبة بالشرق الاوسط وقد تضررت من السدود ومن سحب النظام العراقي لمياهها في اوائل التسعينات وكذلك بالجفاف في 2008-2010 ولا تزال مهددة بغياب اطار ينظم تقاسم المياه بين الدول تقتسم مياة نهري دجلة والفرات باحتمال تناقص تدفق مياه دجله ) 

* مؤشر الكوكب الحي ( لقياس تغيرات صحة المنظومات البيئية ) تناقص ب 12 % عالميا و ب 30 %في المناطق المدارية 

* تتمتع فقط 13 % من مساحة الارض و 7% من مياهه الساحلية و 1.4 من المحيطات بالحماية 

* تناقص عدد وكميات التسربات النفطية من البواخر خلال 20 سنة الاخيرة الا انه وخلال السنة الماضية شهدنا تسرب كميات كبيرة من حقول نفطية في البحر . 

* ازداد انتاج واستهلاك البلاستك ب 130% اي ب 15 % في السنة ( 100 كلغ / نسمة / سنة في البلدان المتقدمة و 20 كلغ في البلدان النامية ) مما يشكل عبئ بيئي كبير من نفايات معلبات البلاستيك . 

* تنامي مشاريع الري ادي الي ارتفاع الانتاج الزراعي غير انه يسبب ضغطا  كبيرا علي الموارد المائية ( قطاع الزراعة يستاثر ب 70% من الموارد المائية ) 

* مثال السعودية التي تحولت الي مصدر للقمح باستخدام مكثف للموارد المائية الجوفية غير المتجددة والحوافز المالية الي مصدر للغذاء ( سعر الطن من القمح السعودي يساوي اضعاف سعر القمح المستورد ) والسعودية تخطط للتخلي عن انتاج القمح في 2016 . 

* استعمال الطاقة في البلدان المتقدمة تساوي 12 ضعف للفرد مقارنه بالدول النامية 

* 20%من سكان العالم ( قرابة مليار ونصف ) ليس لديهم كهرباء 

* الطاقة المتجددة بما في ذلك الطاقة الحيوية biomass لا تتجاوز 13% من امدادات الطاقة عالميا فيما تمثل طاقة الشمس والريح 0.3 % من الامدادات .