افتتحت هيئة الامم المتحدة للمرأة في 5 يوليو 2011 بفندق ماريوت بالقاهرة اجتماعها السنوي الاول الخاص بالاطراف المعنية بالبرنامج العالمي للمدن الامنة . يضم هذا الاجتماع ما يزيد عن 100 مشارك من اكثر من 12 دولة ممن يعملون سويا لوضع نهاية للتحرشات الجنسية والعنف ضد المرأة والبنات في الاماكن العامة . ويقوم المشاركون من الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني ومراكز البحوث وهيئات تنفيذ القانون , علي مديخمسة ايام هي مدة المؤتمر , وبطرح المعلومات والاراء حول المشروع النوذجي لتصميم المدن الامنة الذي طرح في مدن القاهرة وكيجالي ونيودلهي وبورت مورسيبي وكيتو في وقت مبكر من هذا العام .
تتعرض النساء والبنات يوميا لتهديد التعرض للتحرش الجنسي والعنف في الاماكن العامة سواء في شوارع المدن او وسائل النقل العام والمنتزهات والمنشات الرياضية او في الاحياء التي يعيشن فيها . وتحد هذه التهديدات من حرية المراة في التمتع كموطنة علي قدم المساواة مع الرجل ببيئتها في المدن التي تعيش فيها كما تحد من قدرتها علي ممارسة حقوقها في الوصول الي التعليم والعمل ووسائل الترفيه والمشاركة السياسية . وقد اوضحت الدراسات الحديثة ان اكثر من 83% من النساء المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي في شوارع القاهرة ( وقد اقر 62% من الرجال بقيامهم بالتحرش الجنسي بالنساء ) وفي نيودلهي بالهند يتم الابلاغ عن جريمة اغتصاب كل 29 دقيقة . وقد ذكرت 12% من النساء فقط وفي ليما ببيرو انهن يشعرن بالامان اثناء تجولهن دون خوف من العنف . اما في طوكيو باليابان فان 645 من الفتيات قد تعرضن للملامسة اثناء السفر بالقطارات .
ولسوء الحظ فأن هذا النمط من المضايقات الجنسية يتم التغاضي عنه باعتباره احدي السمات المعتادة في حياة اهل الحضر . وليست هنالك سياسات او قوانين قد تم وضعها لتقليل هذا النمط او لمنعه وهذا هو الاهم . وهو امر يدعو للدهشة اذا اخذنا في الاعتبار التكلفة الاجتماعية والاقتصادية التي يتحملها الافراد والاسر والمجتمعات نتيجة لاستمرار التحرش والعنف ضد المراة .
البرنامج العالمي للمدن الامنة الذي تنظمة هيئة الامم المتحدة للمراة من عام 2011 الي 2015 هو مبادرة فريدة من نوعها تهدف الي وضع نماذج تساعد علي تقليل العنف الجنسي ضد المراة والبنات في الاماكن العامة ويمكن للسلطات المحلية وصانعي القرارات ومن بينها المنظمات النسائية الشعبية والمجموعات المجتمعية وغيرها من شبكات العمل الرائدة الوطنية والدولية موائمة هذه النماذج بحيث تتناسب مع السياق المحلي . وتهدف الجهود الجماعية للشركاء في برنامج المدن الامنة , من خلال التركيز علي المناطق العشوائية والاحياء الفقيرة و الي دعم قدرة المراة وتمكينها هي ومجتمعها فس الخمس مدن النموذية .
تم افتتاح اليوم الاجتماع العالمي للاطراف المعنية بالمدن الامنة بخطاب من خلال الفيديو للمديرة التنفيذية لهيئة الامم المتحدة للمرأة السيدة / ميشيل باتسيليت التي تحدثت عن اهمية لفت الانتباه الي قضية العنف ضد المراة في الاماكن العامة وضرورة تضمين قضيتي المساواة بين الجنسين ومنع العنف ضد النساء والبنات في البرامج الوطنية .
واعقب خطاب السيدة / باتشيليت القاء كلمة للمنسق المقيم للامم المتحدة في مصر السيد / جيمز , دابيلو راولي - خبير الامم المتحدة للامان في المناطق السكنية الحضرية , وقد عبر كلاهما عن ضرورة تحديد الاسباب الجذرية للعنف ضد النساء والبنات في الاماكن العامة وان الدعوة لتطبيق المساواة بين الجنسين وتمكين المراة هي مسئولية عديد من الجهات الفاعلة بما في ذلك الحكومات ومنظومة الامم المتحدة وهيئات التدريب والبحوث وشركاء المجتمع المدني الذين يعملون عن كثب مع المجتمعات المحلية علي ارض الواقع .
وعلي مدي بقية الاسبوع سوف يدخل المشاركون في المناقشات وجلسات وجنسيات فنية ومجموعات لدراسة الموضوع بشكل تفصيلي ويدير هذه المناقشات خبراء عالميون حيث يتم طرح نتائج الدراسات الحاصة بدول بعينها من اجل تحديد الاسباب الجذرية للعنف الجنسي والتحرش في الاماكن العامة والتعرف علي العقبات التي تحول دون تحقيق تقدم في هذا الصدد . ان التصدي لمناقشة هذه التحديات سوف يتيح للوفود الخاصة بالقاهرة ونيودلهي وبورت مورسيبي وكيتو امكانية صيانة استراتيجيات وحلول يستطيعون تنفيذها في مجتماعتهم مما يدعو الجهود التي تهدف الي جعل هذه المدن خالية من العنف ضد النساء والبنات .
ساحة النقاش